الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب - الحلقة الضائعة في المجتمعات المضطربة

محمد الحاج ابراهيم

2005 / 8 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يمثل الشباب الأساس التاريخي البشري العملي للبناء فردا وأسرة ومجتمعا، ولكي يكون هذا العمل ناجحا لابد من توفر ذهنية حرة قادرة على الإنتاج والإبداع،أي أن تقوم على المعرفة بالمكان والزمان، وتحليل الخصوصية لهما للوصول إلى معرفة من نحن! وماذا نريد! وكيف لنا أن نكون أفضل ما يمكن!
الشباب جزء من المجتمع، لكن تقع عليه مهمة البناء وهي دائرة الفعل في حمل أمانة الاستمرار للنوع بكل المعاني،وهي الدائرة التي يدخلها الشباب العمري ويخرج منها عندما يقل أو ينضب عطاءه،هذه الدائرة تطول أو تقصر حسب بنية الشاب، فمنهم من يمضي حياته شابا ، ومنهم من يبدأ شيخوخته في المراحل الأولى، ويمكن لهذا ألاّ يدخل هذه الدائرة،فالشباب يعني العطاء.
في المراحل الأولى من حركة الشباب العمري وبعد إنجاز الاستقلال النفسي، يبحث الواحد منهم عما يساهم في تعزيز حضوره الشخصي كمتحدث على قاعدة معرفية مكتسبه أو فهم ذاتي اجتماعي، غايته إثبات الوجود لإرضاء الذات وإقناع المَجالس، وربما إقناع فرد آخر بوجوده كتمايز موضوعي يمكن أن يكون الأم أو الأب أو الحبيبه .
بالنسبة للشباب الباحث عن المعرفة أيا كانت، له خصوصيته النفسية والإجتماعية ومُكوّنه المعرفي، لكن مع الحالة المُعاشة في بلادنا يُصبح التأطير أحد المسائل التي يواجهها الشاب، وهذا يُشكل الحلقة الأخطر في التكوّن الواعي الذي يدفعه نحو ارتباط الخنادق والدكاكين الحزبية التي تعزز العدوانية لديه، دون عذر سوى انخراطه في هذه المحطات التي يُسمّيها البعض همّا عاما، فيتسابق القياديون أو زعماء الخلايا باعتماد التنظيم غير المدروس الذي يُحمّل هؤلاء الزعماء جرما، وذلك بإضاعة وتشتت الشباب على خلفيات أو أسس عدوانية، فبدل أن ينخرط الشباب مدنيا في الحياة العامة، يتحوّل إلى الانخراط الفئوي الديني أو الفكري أو السياسي، وهذا بدوره يؤسس إلى التناحر الاجتماعي العشوائي في الوقت الذي يُعلن القادة الخطوط الوطنية العامة الفاقدة تجذيرها باعتمادها التناحر أساسا لبناءها.
ما تقدم يُعبّر عن معاناة الشباب الطامح للاستقرار والعيش في مجتمع مدني حضاري، تحدد الإنسان فيه المواطنة القانونية والشعورية الأخلاقية،وعلى ذلك وحول العديد من المواضيع المتعلقة بالشباب كان الحوار الذي اعتمد الأسئلة التالية:
1-من نحن ؟
2-ماذا نريد؟
3-كيف الطريق إلى ذلك؟
من نحن؟: إنه السؤال الأساس في معرفة مكوننا التاريخي والجغرافي،وتشكّل وعينا قبل الأديان وبعدها وثقافتنا في ضوء التطور التاريخي للإنسان في منطقتنا، الذي شكّل محطاته والتي كونت بدورها ذاكرته الفردية والجماعية عبر الانتماء للقبيلة أو العشيرة أو الأفخاذ والبطون،ومع التطورات التي حكمت المنطقة بتأثيرات داخلية وخارجية،شكلت في المنطقة ثقافات متباينة جاءت الأديان لتضيف لها ثلاث مكونات ثقافية جديدة، رغم الفروق الزمنية بينها، والتي أسست لأفخاذ وبطون من نوع جديد هي المذاهب والطرائق والطوائف التي كانت من إفرازات الديانات الثلاث، والتي وصلت حد تكفير بعض بين الأديان وفي الدين الواحد على مدى اشتقاقاته وإفرازاته، وبعدها جاءت الأحزاب والحركات السرية قبل الاحتلال العثماني وبعده، ثم كان الاحتلال الأوروبي الذي أيقظ الأمة فنظمها احتلاله في أحزاب وطنية تحولت بعد الاستقلال إلى أحزاب سياسية متناحرة لم تكن أقل رداءة من تناحر المذاهب والطوائف، وفي هذا المناخ يعيش الشباب فتتحدد هويتهم للإجابة السريعة والبسيطة على سؤال من نحن؟ أي يُمكن أن نقول: في هذا المناخ المضطرب تكوّن وعينا، وفيه تحددت مقوماتنا التاريخية التي على أساسها أحببنا وكرهنا وقرأنا وكتبنا وتعلمنا كيف نُفكّر.
ماذا نريد؟ إن أول مانريد هو تحقيق المواطنة بشقيها القانوني والاقتصادي،أي أن نكون أعضاء في المجتمع بحكم القانون الذي يجيز ذلك ويسمح بنشاطاتنا المدنية ، ونستحق على أساس المواطنة هذه حصصنا الاقتصادية من خلال توزيع الثروة العادل،فالقانون والاقتصاد يحددان انتماءنا الموضوعي وليس الإرادي، ويحددان واجباتنا وحقوقنا أيضا، فنقدم ماهو مطلوب منا تقديمه كواجب تمليه علينا حالة الارتباط، وبالمقابل تحدد حقوقنا العامة والأساسية التي ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يحدد حقوق الأعضاء في كل الكيانات السياسية العالمية.
كيف الطريق إلى ذلك؟
أول خطوة في الطريق هو الوعي أي المعرفة العامة لخصوصيات المجتمع ومكونه الثقافي إرثا كان أم مباشر، أي أن نعرف كل شيء عن واقعنا وتشكيلته الفكرية والسياسية دون تحزب شرط أن يقوم الاقتناع على أساس التحليل والسبر لأية قضية فكرية أو سياسية، وهذا تحققه التربية والتدريب على الفهم النسبي بالتعامل مع كل هذه المسائل،والاطلاع دون مواقف مسبقة من أية قضية، لأن كل القضايا تحمل الصواب كما تحمل الخطأ، ويعود تحديد ذلك إلى معايير ثقافية جماعية مبنية على تجربة تاريخية أو تقديرات فردية ناقدة.
عندما نعي من نحن وماذا نريد، يبقى أمامنا خيار موضوعة تنظيم المجتمع من قبل أعضاءه عامة، وذلك على أساس الحلقات المترابطة،[معرفه >علاقات>تنظيم].لأنه دون المعرفة لن تتكون العلاقات الواضحة التي على أساسها تتم عملية تنظيم المجتمع الحر، والمتحرر من عقد الماضي بكل أشكالها، مايفسح المجال لطرح برنامج أو مشروع وطني كما يُعبر عنه البعض التعبير الخالي من التداخلات النفسية الأساسية في الانتماء العقلاني والشعوري،عندئذ ندرك كيف يكون الطريق للبناء فردا ومجتمعا على أساس القدرات الحقيقية الفعالة……للموضوع بقيه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح