الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هُيَامٌ عَنِيدٌ بالمُطْلَق...

محمد الشوفاني

2014 / 8 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



جَاهَدْتُ أنْ أكُونَ فِي الوُجُودِ مَذْكُوراً،
عَانَقْتُ حَظّي،
غَالَبْتُ تَعْسِي
تَسَكّعْتُ بَيْنَ الهَائِمِينْ،
لَعَلّ فُؤاداً يَلِينُ،
فَخَابَ حَدْسِي.

قَامَرْتُ، غَامَرْتُ، نَاوَرْتُ
إقْتَحَمْتُ حُصُونَ الوَهْمِ،
حَلَمْتُ مُشْتَاقاً،
بِحُورٍ فِي الأنْهَارِ سَابِحَاتٍ؛
حَمَلْتُ عَلَى كَتِفَيْنِ وَاهِنَتَيْنْ
أثقالَ عُبُورٍ إلَى الخَمَائِلِ
وَرَاءَ الدُّهُورْ.

أسْدَلْتُ عَلَى الوَجْهِ سِتَاراً،
لَبِسْتُ مُسُوحَ البَهْلَوَانْ،
رَاوَغْتُ الزَّمَانْ.

كَتَبْتُ سِيرَتِي لِذَاتِي،
نَسَجْتُ فُصُولَهَا،
أتْلُوهَا وَأَرْوِيهَا،
فِي نَوْمِي وَصَحْوَتِي.

صَنّفْتُ سِفْراً لِتَكْوِينِي،
وَشّيْتُهُ بِالنّمْنَمَاتِ وَالأذْكَارِ،
وَغَرَائِبِ الأمْصَارِ،
وَعَلَى الوَاقِعِ المُرَاوِغِ،
دَوّنْتُ فِي الخَيَالِ انْتِصَارِي.

حَاصَرَ مَارِدٌ حِسّي وَيَقِينِي،
مَارِدٌ بِألْفِ كِيَّانْ.
أرَادَ رَسْمَهُ نَسْخاً شَائِهاً،
عَلَى قَلبِي وَجَبِينِي.
وَسَمَ الرَّقِيبُ خَيَالَ التَّدْوِينَاتْ،
تَرَصَّدَهَا،
أرْعَبَ صَفَاءَ الوِجْدَانْ،
مَرَّغَ السُّمْعَةَ فِي المَحَافِلْ،
أرَادَ تَمْجِيدَ الفَجَاجَةِ
وَبُؤسَ المَكَانِ وَالزَّمَانْ.

قَضَيْتُ نِصْفَ أيّامِي بَيْنَ أحْلاَمٍ يَاقِظَةٍ،
وَمُنَاجَاةِ الذّاتْ
وَالنِّصْفَ البَاقِي مَا يَزَالْ
يَهْرُبُ مِنْ شَيءٍ مَّا،
يَبْحَثُ عَنْ شَيءٍ مَّا،
يَتَسَكَّعُ؛
تُعَابِثُنِي أشْيَاءُ مَا بَعْدَ الأرْضِ،
تَلْسَعُ ظَهْرِيَّ السِّيَّاطْ.

سِرْتُ عَلَى أسْنَانِ المِنْشَارْ
رَاوَغْتُ الدَّهْرَ
حِيلَةً،
فَرَاغَ عَنّي وَسَارْ،

تَسَلّحْتُ بِفَنِّ المُحَارِبِينْ
لِدَهْمِ القِلاَعْ،
فَأوْصَدَ دَجّالٌ كُلَّ بَابْ
وَرَدّ بِجَهَالَةٍ وَإنْكَارْ.

لَمْ ألْقَ نَفْسِي،
وَنَفْسِي لَمْ تُدرِكْ مَا يُرضِيهَا.
أعْشَقُ الكَوْنَ،
إذَا شَبِعْتُ خُبْزاً وَمَاءْ،
وَالكَوْنُ لاَ يَرَانِي،
إلاّ ذَرَّةَ هَبَاءْ.

هَائِمٌ مَنْ أنَا؟
غَيْرُ مُهَرِّجٍ،
تَحْتَ القِنَاعِ،
حَزِينْ،
يَعْبُرُ أسْجَافَ الظّلُمَاتْ،
وَعِصْيَانَ اليَقِينْ.

عَلَى الأرْضِ قَدَمَاهُ
وَوَعْيُهُ يَغِيبُ فِي المَدَى،
خَوْفاً مِنَ الإفْلاَسِ،
بَحْثاً عَنْ يَنْبُوعِ الرِّضَى.

عَانَقْتُ حَظّي، غَالَبْتُ سَعْدِي،
ظَفِرْتُ وَخَسِرْتُ،
بَيْنَ يَوْمِي وَأمْسِي.

جَاهَدْتُ أنْ أكُونَ فِي الوُجُودِ صَدْراً
مَنْظُورَا؛
وَاليَوْمَ أجَاهِدُ،
ـ لاَ رِيبَةَ فِي أمْرِي ـ
إنْ أسْعَفَني حَظّي،
وَمَقَادِيرِي،
أنْ أكُونَ حُرّاً مُعَانِداً لِكَسْبِ غَدِي
أنْ أكُونَ نَفْسِي.

محمد الشوفاني ـ مراكش
من المجموعة الشعرية :
نبض نهر ينساب...فلسفة ذاتية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر