الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاناة المثقف العربي!!

عبد العالي كركوب

2014 / 8 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



شكلت الثقافة على مر التاريخ نموذجا للحكم على مدى تطور الشعوب، و إعلان بلوغ الحضارة بكل المقاييس، و أقصد بالثقافة "القدرة على امتلاك الفكر العقلاني و النقدي الذي لا يقبل بالشيء إلا بعد فحصه و تحليله...."
و إذا عدنا إلى الحضارات السابقة، و تحديدا إلى الحضارة الإغريقية نجد أن ثقافتها تمثلت في "الفلسفة"، فهذا النمط الجديد من التفكير جاء ليغير المسلمات.. و انتهى بالانتصار على "الأسطورة".
إن السؤال الذي يمكن أن يتبادر إلى ذهن القارئ، هو: إذا كانت الثقافة لها قوتها، فلماذا نعتبر المثقف العربي، و المثقف المغربي خصوصا يعيش المعاناة؟
عرف المغرب كغيره من دول العالم مفكرين بارزين، تركوا بصماتهم الخالدة... و يمكن نعتهم بالمثقفين الكبار، على اعتبار أن هناك مثقفين صغار، و أقصد بهذا النعت "كل من له رؤية تعقلية لكل مجالات الحياة". لكن هؤلاء المثقفين سواء الكبار أو الصغار منهم، يعيشون أزمة؛ أزمة الغربة، فالمثقف يجد صعوبة في التواصل... صعوبة ناتجة عن انتشار الجهل و قلة الوعي، و ليس المقصود بهذه الأخيرة "عدم القدرة على القراءة أو الكتابة (الأمية)، و إنما عدم القدرة على تشغيل العقل... فالمجتمع المغربي كغيره من المجتمعات العربية الأخرى تسوده الخرافة، يؤمن بأشياء لا أساس لها، و الغريب في الأمر أنها راسخة لا يغيرها الزمن !.
إن معاناة المثقف المغربي/ العربي تتشكل نتيجة نعته ب"المجنون"، "الأحمق"، "الكافر"، "الملحد"، "الثرثار"، "الزنديق"... لكن لماذا لم يستطع المثقف المغربي كنموذج القضاء على الخرافة كما فعل الفلاسفة الإغريق مع الأسطورة، و الفكر التنويري مع الكنيسة المسيحية؟
لم يستطع المثقف فعل ذلك لا لنقص قدراته و إنما بسبب نقص وعي الفئات العريضة من المجتمع، التي ترسخت الخرافة في أذهانها سياسيا، دينيا، و تعليميا...
"كل شيء مقدر/مكتوب علينا"
"نحن لا نفهم في السياسة، فلنتركها لأصحابها"
"الجذران لها آذان تسمع"
"إذا كان لك غرض عند الكلب، فقل له سيدي"
إذا تأملنا العبارات السابقة، و هي أمثال متداولة في المجتمع المغربي، سنجد أنها تكرس للخنوع و القبول بالواقع كما هو، بل و الركوع من أجل تحقيق مصلحة ما...
إن المثقف يؤمن بشيء واحد، و هو أن الإنسان قادر على تغيير واقعه، و أن كرامة الإنسان فوق كل اعتبار... لهذا فهو يعيش المعاناة دائما؛ معاناة الطموح إلى التغيير، و معاناة الغربة و إن كان يعيش داخل وطنه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار