الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصب للشهيد والمقصلة للشعب

قيس قره داغي

2005 / 8 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لا نشك في اهمية شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ، ولا نخفي في الوقت ذاته شعورنا بخسارة العراق بفقدانه ، اذ كان رحمه الله مثالا للمناظل المتواضع الزاهد في المناصب والرتب ، والفراغ الذي تركه في الساحة السياسية العراقية لا يمكن سده بكائن من يكون في القيادات الشيعية سواء داخل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية او خارجه نظرا للمكانة السياسية والدينية والاجتماعية للشهيد بين الناس ، ولكن ان تقوم وزارة الاشغال والاسكان باعلان اقامة نصب خاص للشهيد اية الله محمد باقر الحكيم يعد توقيتا غير موفقا في وقت ينهمك العراق بصياغة الدستور العراقي في بحر متلاطم الاراء والاتجاهات والميول والاهداف وفي نفس الوقت يعتبر اخفاقا آخرا للوزارة الجعفرية التي تعد بحق وزارة للاخفاقات في تأريخ العراق حيث لم تقدم للشعب العراقي اي انجاز غير الكلام ووالتصريحات الفارغة ، فالارهاب زاد وتيرته بشكل فظيع وظاهرة المنسوبية والمحسوبية في وزارات الدولة وصلت الى السقف الذي لا يعلوه الا طبقات السماء السبع ، وازمات الوقود والطاقة الكهربائية ومياه الشرب بلغت الذروة ناهيك عن بقاء القوانين البعثية الاستثنائية سارية المفعول ومدعومة من قبل بعض الوزارات وخاصة وزارة الداخلية بما يخص بعدم منح الجنسية العراقية للكورد الفيلية وتصعيد عمليات التعريب في مدينة كركوك واخواتها واذا فتحنا حديث التدخل الايراني بتأشيرة دخول جعفرية ومحاولة اقحام المرجعية الدينية في العملية السياسية ستزداد نغمتين نشاز جديدتين الى طمبورة الحكم .
اجزم ان لو اتيح لشهيد المحراب ان يتكلم لدقيقتين جدلا تعليقا على اقامة صرح له من اموال اليتامى والثكالى والمحررومين سيكون اول الممتعضين ولا يصف من يقف وراء مثل هذه المشاريع الا بالمنافقين السياسيين الذين لا هم لهم سوى منافعهم الذاتية ومضار سواد الشعب ، لان الرجل يفقه معنى الشهادة ويعرف انه عمل في دنياه لانهاء مأساة الانسان العراقي لا تحويل لقمة عيش العراقيين الى مشاريع كونكريتية لا ترضي الخالق ولا المخلوق .
العراق يعج باسماء اكثر من مليون شهيد وضحية ، واذا كان بين الناس في هذه الدنيا كبير وصغير ، غني وفقير ، قائد وقاعد ، حزبي و مستقل ، فالشهداء عند الله سواسية ومن الواجب الديني ( اي دين ) ان ننظر اليهم نظرة الخالق ، وربما اكون مصيبا اذا استشهدت بهذه المناسبة بمرقد اهم قائد في تأريخ العراق وهو الزعيم الروحي للامة الكوردية المرحوم مصطفى البارزاني والى جانبه مرقد نجله المناظل ادريس البارزاني رحمه الله في مسقط راسهما في بارزان ، مرقدان في غاية البساطة ، كومتين من التراب الذي خلقهما الله منه وثم سور صغير من الحجر المصفط بأيدي ابناء المنطقة وليس هنالك اي أثرمعماري آخر ، في الوقت الذي كان بأمكان حكومة أقليم كوردستان ان تبني لهما أكبر صرح معماري واجزم ايضا ان ابناء الشعب الكوردي في عموم كوردستان والمنافي كانوا يتبرعون بتكاليف البناء مهما بلغ ، فالشهيد والقائد والمناظل يقاس بأعماله في الدنيا ولا يسموا درجة عند الله والناس بجمال المراقد والصروح التي تبنى لهم وكان بأمكان من يريد ان يبني المرقد ان يجمع تبرعات نقدية من محبي الشهيد وما اكثرهم لاصبح المشروع غير قابل لامتعاض وانتقاد الناس .
السيد ثائر البدري وكيل وزارة الاشغال والاسكان هو الذي يرعى حفل فوز الشركة التي فاز ببناء المرقد ( على غرار مرقد الخميني في قم ) من بين عشرين شركة ايرانية وغير ايرانية تقدمت للمشروع ، ووزيرته السيدة نسرين برواري كانت تشكوا اثناء مقابلة صحفية معها من افتقادها الى المال اللازم لادارة شؤون الوزارة نفسها ، انها معادلة يصعب فهمها فعلا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah