الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو مجلس لتشخيص مصلحة كوردستان

ئارام باله ته ي

2014 / 8 / 28
القضية الكردية


نحو مجلس لتشخيص مصلحة كوردستان

قبل بضعة أيام شاركت في برامج حواري من على إحدى الفضائيات المحلية، بمعية نائبة رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في برلمان الإقليم، ونائب مسؤول الفرع الرابع لحزب الإتحاد الوطني الكوردستاني في دهوك . كان موضوع الحوار يتمركز حول تحزيب جبهات القتال وإسباغ الصبغة الحزبية على قوات البيشمركة في هذه المعركة الوجودية بالنسبة لكوردستان، وكان كل طرف يلقي باللائمة على الآخر ويحمله وزر ما يجري والبادئ أظلم . وعندما طلب مقدم البرامج رأيي حول هذه النقطة المثيرة، كان تركيزنا أشمل من الشخصنة وتوجيه اللوم لطرف بعينه، وحاولنا معالجة المشكلة بطريقة أعمق، حيث شمل نقدنا المنظومة السياسية بكليتها في كوردستان، هذه المنظومة التي فشلت طوال سني حكمها في خلق عقيدة قتالية موحدة للبيشمركة نتيجة سعي أطرافها نحو المكاسب الحزبية الضيقة، حتى باتت مصلحة كوردستان في المرتبة الثانية، أو مرتبطة بمصلحة الحزب، أو تأتي من خلال رؤية الحزب لهذه المصلحة .
أيها السادة، ثمة هنالك إشكالية كبيرة، فعلى الرغم من عدم إعجابي بالنظام السياسي لإيران، إلا أن لديهم مجلس لتشخيص مصلحة النظام، دعونا نشكل على غرار ذلك مجلس لحماية المصالح العليا لكوردستان، نحدد من خلاله الخطوط العريضة لإستراتيجية تحمي مصلحة شعب كوردستان قبل كل شيء آخر، فأنتم في الحزبين الرئيسين على الرغم من شراكتكما في إدارة الإقليم منذ 22 عام، لكنكم لحد الآن لا تملكون رؤية موحدة حول القضايا المصيرية مثل ( المادة 140 من الدستور الفدرالي، الاستفتاء المزمع إجراءه، العلاقة مع بغداد، العلاقات الخارجية للإقليم، موضوع دولة كوردستان ..الخ) .
إني أقترح عليكم الاتفاق على الأقل فيما يتعلق بمصير الإقليم وخط سيره وآفاقه المستقبلية، وذلك بجعل مصلحة كوردستان في هذا المضمار فوق كل المصالح الحزبية، وعلى أن تتم المنافسة الحزبية ما دون ذلك، وعلى أن لا تتعارض مصالحكم الحزبية مع المصلحة العليا لكوردستان، وحبذا لو كانت مصالح الأحزاب الكوردستانية كلها جزءاً من مصلحة كوردستان . إن هذا الشعب الذي ضحى بمئات الآلاف من أبناءه يستحق منكم المزيد، ولا يليق به أن يأتي في المرتبة الثانية في سلم أولوياتكم، سخِروا الحزب في مصلحة الوطن وليس العكس . إن منافستكم الحزبية الشرسة هي التي سببت الإرباك في جبهات القتال، وقد كانت وسائل إعلامكم مخزية فاضحة عند سقوط (سنجار، جلولاء) ، إذ شعر المواطن الكوردستاني بشماتة متبادلة فيما بينكم!! .
دعوني أذكر الأحزاب السياسية في كوردستان بحادثة ما زالت ماثلة في الأذهان، ففي 28- 1- 2014 عندما ألقى الرئيس الأمريكي خطاب ( حول حالة الإتحاد ) في مجلس النواب الأمريكي، خرجت بعدها زعيمة الجمهوريين قائلة أن الرئيس يريد أن يخدمكم ونحن أيضا نريد ذلك، لكننا نختلف في الرؤى . لكن الأحزاب الكوردستانية اليوم تُخَوِن كل من لا يسير معهم، فإنك لا تسير على خط القومية إذا لم تكن مع البارتي واليكيتي، ولا تسير على خط الله إن لم تكن مع الإتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية، ولا تسير على خط مكافحة الفساد والحداثة إن لم تكن مع كوران (التغيير) ، وصدقوني لن نسير وفق هذه العقلية نحو الدولة .
ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
ماجستير في دراسات السلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علم إسرائيل يرفع على الحدود المصرية.. ورفح بين المجاعة والقص


.. نتنياهو: عملية رفح تخدم هدفي إعادة الأسرى والقضاء على حماس




.. شبكات | تفاصيل صفقة تبادل الأسرى ضمن الاتفاق الذي وافقت عليه


.. الدبابات الإسرائيلية تسيطرعلى معبر رفح الفلسطيني .. -وين ترو




.. متضامنون مع فلسطين يتظاهرون دعما لغزة في الدنمارك