الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسد السنة

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2014 / 8 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لكل دولة أسد سنتها..تختلف أسماؤهم و أشكالهم و لكنهم جميعاً يجتمعون في عدة صفاتٍ نفسية تميزهم..و القليل من الاطلاع على تاريخنا الغير مشرف تماماً سيكشف لنا الكثير من صفات أسود السنة تلك..فمن الملاحظ أن أسد السنة دوماً ما تكون صفحات كتابه ممتلئة بقصص بطشه ظلمه جبروته سرقاته و حتى قتله لكل مخالف..أي أننا نجد أن "أسدهم" ما هو في حقيقة الأمر إلا الاكتمال الشبه نهائي لمشروع طفلٍ سادي.

فأسد سنتهم يجب أن تكون سجونه ممتلئة بالمذنب كما البريء..فهو عادلٌ في ظلمه..فيبطش بالجميع و التهمة واحدة على الأغلب و هي "الخروج على ولي الأمر"!!..تلك التهمة المطاطة و التي تلتهم الجميع..ذلك الجميع الذي قد تكون تهمته الحقيقية و ربما الوحيدة هي أنه وُلد فتربى على دينٍ مختلف أو حتى على مذهبٍ مخالف..هنا يكون من الرحمة به من وجهة نظر أسد السنة إرساله سريعاً إلى الرب لتتم محاسبته..ففي ذلك درءٌ للمفاسد التي سيرهق بها عتيد و هو لها من المدونين.

لكل دولة أسد سنتها..و لكن في اليمن تداول هذا اللقب عدة أشخاص..و بالرغم من اختلاف أسمائهم و مناصبهم في الدولة فلقد كان دوماً الخصم الذي يتم التنكيل به واحد و هم أفراد الطائفة الجعفرية في اليمن أو الحوثيون..و رغم اختلافي الفكري مع العنصرية المضادة و التي مارسها و يمارسها أيضاً الحوثيون تجاه المختلفين عنهم عقدياً كما فعلوا باليهود إلا أن هذا الأمر لن اتخذه كما فعلت الأغلبية المسلمة من المذهب السني مبرراً لقتلهم و للتنكيل بهم في حروبٍ ستة.

لم يثبت إحصائياً و بشكلٍ موثق عدد قتلى الحوثيون على يد أسود السنة في مدينة صعدة في تلك الحروب العبثية..و لكن حتى لو كان من قُتلوا يبلغوا من العدد عشرا فالنتيجة واحدة..أن قاتلهم هو أسد سنتهم..تلك السنة التي تحمل بين طياتها الكراهية العنصرية و كماً هائل من السادية تجاه أي مختلف..تلك السنة التي أثبتت طوال عقودٍ طويلة أنه "عاجزة" جداً عن التعايش أو حتى القبول بحقيقة أن البعض لا يحب أن يكون مسلماً سني المذهب..بل و قد يقبل أن يُقاتل و يُقتل من أجل أن لا يُجبر على ذلك الأمر.

و لكن رغم تلك الحروب الستة لم تشعر أسود سنتهم بالذنب يوماً و لم تقصم ظهورهم كل تلك الخطايا التي تسير حاملةً إياها فخورةً بها فهم يمتلكون على الأرض منتصبين إلى جانبهم تلك المجموعة الأزلية من مُربيَّ اللحى..تلك المجموعة التي تكون مهمتها الأولى و ربما الوحيدة هي ليَّ عنق الشريعة الإسلامية و تطويلها كما تقصيرها لتناسب مقاس هوى هذا الأسد أو ذك.

منذ الأزل و أسد السنة يعلم أنه لن يكون كذلك إلا لو التقت مصالحه الغير دينية إطلاقاً مع أصحاب أقذر مهنةٍ في التاريخ أي المُشرِّعون الدينيون للجرائم الطائفية..فهنا تلتقي السلطتان السياسية و الدينية لتنجبا لنا طفل سفاحهما المُقدس لديهما كما لدى الكثيرين..و هنا و عن طريق ذلك الطفل يحصل كل طرفٍ منهما على المزيد من التغييب العقلي كما الإنساني لتستمر سلطته على العقول كما على خزائن الأرض بحجة الدفاع عن مذهبه كما على دينه.

و لكن رغم كل ذلك التغييب ما زال هناك القليل من الأمل فقليل من التفاؤل لن يضر و مصدر ذلك التفاؤل الضئيل هو أننا و عند كل سقوط لأي أسد من أسود تلك السنة في اليمن نجد أن المواطن اليمني البسيط الغير متعصب لمذهبه يصيبه نوعٌ ظاهر من الارتياح و تبدو في تعليقاته على مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الشماتة تجاه كيفية قتل أو تشريد أسود السنة..ففي نهاية الأمر يبدو أنه ترسخت لدى نسبة لا بأس بها من اليمنيين أن أغلب تلك الحروب ما هي إلا حروبٌ عبثية خُلقت فقط ليستمتع أسود السنة بمجدٍ وهمي يكونوا هم -أي المواطنين- وحدهم وقود نار استمراره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 8 / 29 - 06:13 )
تقسيم البشر , و القتل على الهويه بدعه أبتدعها (يسوع الناصري) .

[عندما أتت امرأة كنعانية إليه تطلب منه الرحمة (إرحمني يا سيد يا ابن داود) [متى 15: 22]، ثم سجدت له لتستعطفه بذلك [متى 15: 25]، أجابها يسوع وبكل عفوية (ليس حسناً أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب) [متى 15: 26]. والبنين هنا هم اليهود، وأما الكلاب فغيرهم من الأعراق مضافاً لهم هذه المسكينة الكنعانية. فلو طبقنا معاييره اليوم كما وردت في الإنجيل لأصبح لدينا صنفين من بني البشر: السادة اليهود، والكلاب، فقط لا غير] .
هكذا كان ينظر أتباع (يسوع) لبقية البشر , يرونهم مجرد كلاب ؛ يجب أن لا تُعامل كالبشر! .


2 - الأخ عبد الله خلف
محمد الفاتح ( 2014 / 8 / 29 - 14:57 )
حسبتك مطلع على تفاسير الكتاب المقدس
ارجع لهذه التفاسير وانت تفهم كلام المسيح حق الفهم
أقم العدل ولو على نفسك يا رجل

اخر الافلام

.. على وقع الحرب في غزة.. حج يهودي محدود في تونس


.. 17-Ali-Imran




.. 18-Ali-Imran


.. 19-Ali-Imran




.. 20-Ali-Imran