الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراهقة السياسيين وسياسة المراهقين

مفيد بدر عبدالله

2014 / 8 / 29
المجتمع المدني



يجد الكثيرون في تطبيقات الانترنت متنفسا ونافذة يطلون من خلالها على العالم مخترقين الحواجز والمسافات البعيدة، فتملكتهم واستحوذت على جل اوقاتهم، فيلوذون بها هاربين من واقع مرير، ومن التطبيقات الشائعة جدا(الفيس بوك) لما يتمتع به من مزايا عرض متطورة، فيشكل رواده مجاميع (كروبات) يتبادلون من خلالها الافكار من خلال طرح المواضيع المعززة بالصور ومقاطع الفيديو المتنوعة. ما يعكر صفو ومزاج رواد( الفيس بوك) هذه الايام ما ينشره البعض من منشورات تعكس الخلافات السياسية والمذهبية على هذا التطبيق او ما يسمونها بالفضائح والفظائع والتي تتناول أعمال العنف المقززة والمقرفة، فمناظر الدماء والرؤوس المقطوعة أضحت مشهدا معتادا وشبه يومي على تلك الصفحات، يروج لها البعض محققا دونما يدري خدمة كبيرة للقتلة، فمقاصدهم تتلخص ببث الرعب والهلع في قلوب الناس وهذه هي استراتيجيتهم لضعضعة المعنويات والنيل من الخصوم .
لم ترق لي كثير من المواقع السياسية والاجتماعية المروجة لهذه الافكار الهدامة فعكفت عنها وعن (الفيس بوك) عموما الذي صار مصدر قلق وفرقة لنا، لكن ما اعادني اليه مجددا الدعوة التي جاءتني من ابن أختي لزيارة مجموعتهم تلك التي يرتادها صبية بعمر الزهور، فلا تتجاوز أعمارهم العشرين عاما، في بادئ الامر استهجنت الدعوة وما رسمته بمخيلتي اني ساجد اشياء لا تستحق المتابعة والاهتمام، لكني وبعدما زرت (الكروب) أذهلني مدى رقي اللغة التي يتحدثون بها، يترفعون عن صغائر الاشياء، فمدير الكروب او ما يسمى(الادمن) وضع ضوابطا صارمة للمشتركين بالمجموعة متوعدا من يخالفها بالطرد، أهمها الابتعاد عن كل ما يثير الفرقة من ترويج لأفكار دينية، مذهبية، أوسياسية، ناهيك عن الزام افراد المجموعة باحترام الآراء المطروحة وعدم تسفيهها بعبارات خارجة عن الذوق العام . وجدت في كثير من ينشر في مجموعتهم دلالات على الوحدة الوطنية وترفع عن الخلافات المذهبية، ثقافة الاعتذار عن الزلل هي السائدة مبتعدين عن التعال والكبر، لهم مصطلحاتهم ومفرداتهم (الفيسبوكية) الطريفة الخاصة بهم والتي وقفت عندها ضاحكا مرارا وتكرارا، يطلقون عبارة "حديقة" على الغير مرتبط، وعندما يعبرون عن ذهولهم او اعجابهم بشيء رائع الجمال يستخدمون عبارة "أشرد" أما أن بالغ أحدهم بوصفه لنفسه بما ليس فيه فيكون ردهم عليه بعبارة "خلي يولن" ، عالم جميل تتفتق فيه الاحاسيس الصادقة كأزهار الربيع الفواحة، وجدت في مجموعتهم ما لم أجده عند مجاميع من يسمون أنفسهم بالكبار فلغة التعالي هي السائدة هناك، فكثير منهم يصفون تاريخهم بما تمليه عليهم أمنياتهم و مخيلتهم، والمؤسف لا أجد بين المعلقين عليهم من يقول لهم" خلي يولن" بل يمجدونهم ويتملقون لهم وهم العالمون بكذبهم، والامّر اني وجدت بينهم من يتبنى موقفا في الصباح وموقف مغاير في المساء، ولا يعتذر عن خطا او مجموعة أخطاء أرتكبها " رغم ان الاعتذار لا يمثل أساءه بل يعلي شأنه ويزيد من احترام الناس له"، هذه الاشياء وغيرها تجعلني أقول بمليء فمي واثقا " ضوابط مجموعة المراهقين تستحق أن تكون منهجا للتعامل في مجاميع الانترنت وخارجها"، وعلينا أن لا نستحي من التعّلم منهم ، لان الكبير كبير العقل لا كبير العمر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الداخلية التركي: اعتقال 41 شخصا لـ-الاشتباه في صلات تر


.. المنظمة الدولية للهجرة تحذر من ارتفاع عدد اللاجئين السوريين




.. ممثل أميركا بالأمم المتحدة: أمن إسرائيل أولوية لواشنطن


.. تغطية خاصة | حرية التعبير المزعومة في أميركا تسقط داخل حرم ا




.. This Ukrainian building known locally as -Harry Potter castl