الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة لرفاعة الطهطاوى ........ عن التدين الشكلى وصعود السلفيين .. والهوس والشذوذ الجنسى !!

أحمد على حسن

2014 / 8 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سافر الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى "وهو الشيخ الأزهرى المعمم ... حتى لا يتهمه أحد بالعلمانية" لفرنسا مرافقاً للبعثة التى بعث بها محمد على والى مصر لفرنسا فى العام 1826 .. وقام الشيخ رفاعة برصد المجتمع الأوربى .. وكان مما رصده الشيخ و سجله فى كتابه " تخليص الإبريز فى تلخيص باريز " ظاهرتان:

الظاهرة الأولى : سفور المرأة الفرنسية " لحد التبرج بوصف الشخ رفاعة" ومشاركتها فى الحياة العامة جنباً لجنب مع الرجال بدون قيود على الإطلاق ..... وطبعاً ذلك لم يعجب الشيخ الأزهرى.
الظاهرة الثانية : أما عن محاسن أخلاق هؤلاء الفرنسيين حسب رصد الشيخ رفاعة فى نفس الكتاب : أنهم لا يميلون إلى اللواط أو التعشق بالصبيان ، أو حتى التعبير عن ذلك فى أشعارهم ، فيكتب رفاعة نصاً : فمن محاسن لسانهم وأشعارهمأنها تأبى تغزل الجنس فى جنسه ، فلا يحسن فى اللغة الفرنساوية قول رالرجل عشقت غلاماً !! فإن هذا يكون من الكلام المنبوذ.

ما لم يفطن له الشيخ رفاعة العلاقة بين تلك الظاهرتين اللتان رصدهما الشيخ فى المجتمع الفرنسى ، وستجد أن المجتمعات المنغلقة "كالسعودية مثلاً" والتى تضع قيوداً شديدة الصرامة فى ملبس المرأة أو خروجها للمجتمع ومشاركتها فى الحياة العامة أو فرض نوع معين من التعليم عليها إما بقيود قانونية أو معنوية نفسية من خلال الأحاديث والخطب الدينية ، وتسفية والحط من شأن المرأة عموماً، وأن أبليس الملعون يستخدمهن لغواية الرجال!! .. ووصل الأمر حتى للتشكيك حتى فى قدراتهن العقلية .. وغير ذلك كثير، ستجد فى نفس الوقت "وياللغرابة" ذلك المجتمع الذى يبدو على السطح أنه يحض على الفضيلة والإلتزام الأخلاقى "حسب رؤيته" هو أكثر المجتمعات إنحرافاً وشذوذاً والأكثر هوساً بالجنس!!!!؟

حسب محرك البحث جوجل فإن سبعة دول عربية وإسلامية كانت ضمن قائمة ضمت العشر دول الأكثر بحثاً عن االجنس على شبكة الإنترنت، كما إحتلت الدول العربية والإسلامية المركز الأول دائما فى البحث عن الجنس بين أنواع الحيوانات المختلفة والإنسان ..ماعدا فى مرات نادرة فنزل ترتيب هذه الدول الإسلامية للمركز الثانى!! ........ أطرف ما فى تلك اللإحصائية التى نشرها جوجل أن العداوة بين المسلمين عموماً والعرب خصوصاً وإسرائيل لم يمنع أن 10 % من زوار المواقع الإباحية الإسرائيلية كانوا من العرب والمسلمين وتصدرت السعودية تلك القائمة!!!

بالتأكيد سيدافع المدافعون عن ذلك ... سيقولون وكأنك لم تقرأ عن المثليين فى أوربا أو أمريكا .. أو كأنك لم تسمع بأن بعض الحكومات الغربية سمحت حتى بالزواج المثلى ... لكن ما يتناساه هؤلاء المدافعين عن مجتمعاتنا " بالحق أو الباطل" : أن تلك المجتمعات المنفتحة لا تعيش حياتين مثل معظمنا فى شرقنا المسلم .. وأن كل شئ يتم فى الظاهر ويتم الإعلان عنه بكل بساطة ... لا يتم إخفاؤه كما يتم عندنا .. بسبب الخوف من الفضيحة، أو من باب الستر .. أو من باب حتى لا نشمت أعداؤنا فينا .. فمعظمنا يعيش حياتين منفصلتين ... أحد هاتين الحياتين فى العلن .. تلك الحياة "السطحية" البريئة الطاهرة من سلوكيات وعلاقات إجتماعية وما نسمعه من الشيوخ على المنابر أو فى الأحاديث التليفزيونية. وحياة أخرى مليئة بالإنحراف والشذوذ !! ..... وبالعودة للتاريخ سيمكنك قراءة عشرات النصوص الشعرية فى التغزل فى الغلمان، و سيدهشك مثلاً أن بعض الولاة فى الخلافة العباسية "الإسلامية" كان مشهوراً بالشذوذ الجنسى، وحكايات شذوذ بعض هؤلاء الخلفاء معروف ومدون فى كتب التراث، ومدون بها حتى أسماء هؤلاء الغلمان الذين خلبوا لب هؤلاء الخلفاء منهم " مهج " غلام الخليفة العباسى الواثق ، و"كوثر" غلام الخليفة هارون الرشيد .. ويمكنك الرجوع لأشعار أبو نواس عن شذوذ الخليفة العباسى المأمون " وهو أشعار لا يمكن كتابتها هنا لفرط مجونها وإحتوائها على ألفاظ خادشة للحياء" ... وقد وصل مجون الخليفة العباسى المأمون لدرجة أنه عين أحد المعروف عنهم ذلك الشذوذ فى منصب قاضى القضاة .. وقد عبر أحد الشعراء عن ذلك ببيت من الشعر يقول : متى تصلح الدنيا ويصلح أهلها ...... إذا كان قاضي المسلمين يلوط !!!؟.
وبالعودة للحاضر .... فإن دراسة أعدت فى السعودية أظهرت أن طفل من كل أربعو أطفال فى السعودية قد تعرض للإغتصاب الكامل أو التحرش الجنسى وبنسبة دقيقة قدرها 22.5% من أطفال السعودية!! .. الدراسة أعلنت عنها الدكتورة وفاء محمود الأستاذ المساعد بقسم علم النفس بكلية التربية جامعة الملك سعود، وفى دراسة أخرى أجرتها منيرة بنت عبد الرحمن فى السعودية سنة 2002 أن 49.23 % ممن هم فى سن 14 من إجمالى السكان السعوديين حسب آخر تعداد للسكان قد تعرضوا للتحرش الجنسى!! ..ومع ذلك فإن الدكتورة وفاء محمود تقول بأن تلك الإحصائيات أقل من الواقع الفعلى لأن بعض ممن تعرضوا للإغتصاب أو التحرش من الأطفال أو الفتيان والفتيات لا يخجلون من الحديث عن تلك التجربة القاسية التى مروا بها أو بسبب تكتم أهلهم خشية الفضيحة. يمكنك الرجوع للمصدر https://sites.google.com/site/rapeofchildrensinnocence/home/ahsayyat-hwl-althrsh-aljnsy-bbd-aldwl ....... كما يمكنك الإطلاع على غيره من الدراسات والمقالات والقضايا المنظورة فى المحاكم السعودية على الإنترنت وتتناول نفس الموضوع.

بالرجوع للشيخ الأزهرى رفاعة رافع الطهطاوى وكتابه الذى صدر منذ أكثر من قرن ونص القرن، فرغم أنه غفل عن العلاقة بين الظاهرتين اللتين رصدهما الشيخ فى كتابه، فلعلنا نستطيع بكل بساطة الآن الربط وإيجاد العلاقة بينهما، وليس ذلك مرتبط فقط بالسعودية التى أشرنا لها كمثال لمجتمع مفرط فى التدين الظاهرى والشكلى ومفرط كذلك فى الإنغلاق والقيود المفروضه على نسائه، بل أن نفس الأمر موجود فى كل مجتمعاتنا الإسلامية والعربية. ففى مصر يقوم البعض "مثلا" بمقارنة ماكانت عليه ملابس السيدات والفتيات المصريات فى الخمسينات والستينات من القرن الماضى وإختفاء شبة تام لظاهرة التحرش الجنسى والنكات البذيئة والمصطلحات اللغوية الأكثر بذاءة الدخيلة على مجتمعنا، فى حين واكب إنتشار تلك الظواهر فى المجتمع المصرى طغيان لظاهرة التدين الشكلى وصعود التيارات السلفية والإخوانية ، ولعل الربط بين هذه المتغيرات الثلاثة " الظاهرتين اللتين تحدث عنهما الشيخ رفاعة عن المجتمع الفرنسى .. وظاهرة التدين الشكلى وصعود للتيارات السلفية والإخوانية ونظرتها المتخلفة للمجتمع وإرتباط ذلك بالهوس الجنسى ونظرة دونية للمرأة " لا يحتاج لذكاء كبير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في