الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجال الدين والسياسة

وسام الربيعي

2014 / 8 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في كل مرة تقريبا ومع كل مرحلة جديدة وكل حدث وكل فاجعة تتعزز لدي معاني وعبر تلك الرواية التي رواها لي مدرس اللغة العربية (عبد الكريم اسمير) رحمه الله إن كان حيا أو ميتا، عندما سألني عن أي كلية أنوي الدخول بعد الإعدادية؟ فاخبرته بثلاث كليات أتمنى الدخول اليها من ضمنها "كلية الشريعة الاسلامية" لحبي في الخوض والتبحر في دراسة الدين منذ ذلك الوقت ... فسكت قليلا ثم قال لي على انفراد: أما هاتين الكليتين لا بأس بهما، وأما عن كلية الشريعة فسأروي لك هذه الحكاية والقرار لك..

التحق في إحدى الدوائر الأمنية ضابط جديد حديث التخرج، وكان سعيدا بوظيفته الأمنية الجديدة، وبعد فترة استدعاه مديره لتكليفه بمهمة أمنية خاصة، وقال له: هذه مهمتك الأولى وستكون بمثابة اختبار لك، فإن نجحت بهذا الاختبار والمهمة ستوكل اليك مهام ومسؤوليات أكبر. فرح الضابط الصغير بهذه المهمة واعتبرها فرصة لإثبات نفسه وجدارته في العمل. واخبروه أن هناك رجل دين مهم جدا، له الكثير من الأتباع والمؤيدين، وستدخل أنت بين أتباعه كطالب دين وتقترب منه لتعرف عنه وعن جماعته كل شيء وتوافينا بتقارير يوميه عن كلامهم وتحركاتهم. وفعلا بدأ الضابط بتنفيذ المهمة، واندس بين اتباع رجل الدين كطالب علم، والتحق في حلقاته الدراسية، وكان من أكثر الطلاب تفوقا واجتهادا حتى نال استحسان ورضا رجل الدين، ومرت الشهور والسنين وصار من المقربين عنده وذراعه الأيمن، ولكن عندما اقترب الضابط الصغير من الشيخ الجليل وصار ينهل من علمه ورأى بنفسه إيمانه وورعه وزهده وتقواه وطيب أعماله بدأ يميل قلبه إليه شيئا فشيئا ويخشى عليه ويشعر بالذنب تجاهه، وصار يخفي عن مسؤوليه الأمنيين الكثير من الأمور في تقاريره خوفا وحرصا على سلامة الشيخ. وفي يوم من الأيام صدرت الأوامر للضابط بتصفية هذا الشيخ، وجاء في التعليمات أن قوة أمنية ستقتحم مقر الشيخ وقت الصلاة وتتولى مهمة قتله، وعلى الضابط أن يكون متواجدا فقط مع الشيخ في وقت ومكان العملية للدعم. احتار الضابط في أمره، فقد أحب الشيخ وتعلم منه الكثير الكثير، ويشعر بالذنب وأنه هو السبب وسيحمل إثم مقتله، ووقع في صراع مع نفسه بين أداء واجبه الأمني من جهة وبين حبه وتعاطفه مع هذا الشيخ ... اقتربت ساعة الصفر لتنفيذ العملية، وقام الشيخ لأداء صلاته، والضابط الصغير في حيرة وتردد، هل ينقذ الشيخ أم يكون شريكا في قتله، وفجأة وقف أمام الشيخ قاطعا عليه صلاته وراح يسحبه إلى الخارج ويقول له: (أهرب يا شيخي أهرب من هنا فحياتك الآن في خطر أهرب فورا)، فذهل الشيخ من تصرف تلميذه وظل صامتا متسمرا مكانه في دهشة، واستمر الضابط بمحاولته اقناع الشيخ وافهامه انه في خطر، ولكن متأخرا جدا، فما هي إلا لحظات حتى دخلت القوة الأمنية إلى المكان، فنظر الشيخ في عين الضابط نظرة عتب وخيبة أمل، أنزل الضابط وجهه في الأرض خجلا من الشيخ، وعم الصمت والسكون في المكان، ثم التفت رجل الدين إلى رجال الأمن وقال لهم مشيرا إلى الضابط الصغير: (خذوا هذا الخائن، لقد فشل في الإختبار).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا