الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نبعد أبناءنا المراهقين عن رفاق السوء؟

ماريا خليفة

2014 / 9 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تعتقد أمي أن أصدقائي لهم تأثير سيء فيّ لكن بصراحة أنا الذي يقترح الأفكار دائماً.
تصيبك تصرفات إبنك المراهق بالذهول وتستغرب كيف يرى الأمور ويفسرها. خياراته تشعرك بالقلق وخصوصاً صداقاته. كيف يختار أصدقاءه والمحيطين به وما هي المعايير التي يعتمدها ولماذا يهوى مصادقة الأضداد ويختار أشخاصاً لا يشبهونه ليعاشرهم.. أسئلة كثيرة تجول في بال الأبوين حول علاقات إبنهم المراهق فيسألون أنفسهم ما الذي يخيفنا في صداقات إبننا المراهق وهل تأتي خياراته للتعويض عن نقص يفتقر إليه؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تشعرك صداقات إبنك بالراحة وتعتقد أنه لا يعرف كيف يختار رفاق جيدين ما يجعلك تخاف عليه طيلة الوقت ويدفعك لمراقبته عن كثب خوفاً من أن ينزلق إلى مكان قد يكلّفه الكثير؟ عليك أوّلاً ألا تحمّل الأمور أكثر مما عليه وأن تحافظ على هدوئك فمرحلة المراهقة مرحلة حساسة وعلينا أن ندرك كأهل كيف نتعامل مع إبننا في هذه المرحلة بالذات، لأن طريقة تعاملك مع إبنك في هذا الوقت بالذات ينعكس كثيراً على شخصيته.
يتحدث الناس غالباً عن فجوة بين الأجيال حين يتكلمون عن عادات المراهقين وتصرفاتهم ويقارن الأهل أولادهم بأنفسهم متناسين كل معاناتهم مع أهلهم وهم في سنّ المراهقة.
تربية أولادنا المراهقين ستعلمنا المزيد من الدروس إنها مرحلة جديدة بالنسبة لنا نحن أيضاً. ومن أهم دروس هذه المرحلة هو أن نتعلّم التعامل مع خياراتهم ومنها اختيار الرفاق.

هل أعبّر عن اعتراضي؟
تتساءل هل يجب أعبر عن عدم رضاي عن اختيار إبني لرفاقه أم أن تعبيري هذا سيزيد الطين بلّة؟
إذا كان ما لا يعجبك هو مظهر الصديق فكّر جيداً قبل أن توجّه لابنتك أو ابنك الملاحظة. ربما عندما تتقرب من هذا الصديق الغريب الشكل قد يعجبك وحتى أنك قد تحبّه.
أما إذا كان ما لا يعجبك أخلاق وسلوك صديق ابنك فلا تتردد لحظة واحدة، عبّر عن رأيك بموضوعية من دون انفعال ومن دون إطلاق الأحكام. إختار وقتاً هادئاً للكلام. أسلوبك الهادئ والموضوعي سيجعله يفتح قلبه.
كن على ثقة أن المواجهة العنيفة تجعل المراهق ينفعل لذلك تجنّب كل انواع العنف الكلامي والسلوكي. عليك دائماً أن تبقي قنوات الحوار مفتوحة مع المراهق لأنه إذا أغلقها سيكون من الصعب أن يفتحها من جديد.
إستقبلهم في منزلك!
أولادك يكبرون ويتعلّمون كيفية القيام بخيارات صحيحة. يمكنك أن تؤثر في خياراتهم ما دمت قريباً منهم. لذلك شجّعهم لإحضار رفاقهم إلى البيت. وتقرّب من رفاقهم حتى يشعروا انك صديق يمكن الاعتماد عليه واستشارته والبوح له بمشاكلهم لأنك أكبر سناً وتستطيع تقديم المساعدة. رحّب بهم في منزلك واجعلهم يشعرون بالراحة فيه.

حسنات التقرب من أصدقائه
ولتقرّبك من رفاق ابنتك أو ابنك المراهق حسنات كثيرة منها:
• قد تجد أنك أسأت الحكم على هؤلاء الأولاد.
• تقول من خلال ذلك لابنك أنهم ما داموا الرفاق الذين اختارهم فأنت ترحب بهم.
• ستصل الرسالة نفسها إلى رفاقه. فقد تكون أنت الشخص الراشد الوحيد الذي يعاملهم كأشخاص محترمين.
• ستكسب مجموعة من الحلفاء عوض أن يكون أعداء.

متى تطلب المساعدة؟
إذا جربت كل هذه الطرق ولم تنجح اطلب مساعدة شخص راشد آخر مقرّب من العائلة ويحترمه الولد كثيراً. هذا لا يعني أبداً أن تتخلّى عن دورك بل أن تحصل على دعم للنجاح في مهمتك.
يمكنك أيضاً الاستعانة بأحد أصدقاء ابنك الأكثر وعياً ليؤثّر في خياراته ويلفت انتباهه إلى المشاكل التي يورّط نفسه بها إن هو استمر على علاقته بالرفقة السيئة.
وأهم ما في الأمر هو أن تظلّ على علم مباشرة أو من خلال طرف ثالث بما يحصل في حياة ابنك لكي تتدخّل حين يقتضي الأمر.

ماذا إن رفض التواصل؟
أما إذا رفض أي شكل من أشكال التواصل معك وفشلت كل لخيارات التي استخدمتها، لا بأس في ذلك لا يزال أمامك ما تقوم به:
- لا تنسى دورك كأهل: في نهاية الأمر أنت تعلم أن سلامة أولادك هي مسؤوليتك فإذا وجدت أنهم مهددون عليك التدخّل فوراً لوضع الحدود.
- توقع منه أفضل وسائل التعبير: إذا كنت تتكلم مع ابنك كما تتكلم مع شخص راشد. اطلب منه أن يفعل ذلك هو أيضاً من دون صراخ، لا كلمات نابية لا عنف في التعبير لا قلة احترام.
- أنت تملك القرار: مهما حاول ابنك أن يفعل ليحصل على استقلاليته وحريته المطلقة تذكر أنه ما دام ليس راشداً بعد تبقى المسؤول عنه وعن تصرفاته. ناقش معه الحدود التي يجب أن يلتزم بها إنها تعطيه رغم رفضه لها شعوراً بالأمان يحتاجه كثيراً في هذه المرحلة.
- كل ما يعرّضه للخطر الجسدي أو النفسي غير قابل للتفاوض: سلامته هي الخط الأحمر ويجب أن يعرف ذلك بوضوح وموضوعية.
- خصص له الوقت الذي يحتاجه: تحتاج علاقتك بابنك المراهق للوقت الكافي والاهتمام الشديد. استغل كل الأوقات لتتكلم معه سواء في السيارة أو في السوق أو وفق مواعيد خاصة.
- راقب أي تغيّر كبير في تصرفاته: عليك أن تبقى متنبّهاً لأي إشارة إلى استخدام المواد الممنوعة من كحول، تدخين، ومخدرات. انتبه إلى مظهره، ثيابه، عينيه، رائحته، نومه، طعامه. اطلب مساعدة إختصاصي فور ملاحظتك أي شيء غريب.

في النهاية، يميّز المراهقون جيداً الخطأ من الصح. وحتى عندما يفعلون شيئاً خطأ يدركون تماماً أنهم يخطئون. وعندما يختار رفاقه لن يطلب رأيك أبداً لكنه سيعلم إن كان هؤلاء الرفاق مقبولين منك أم لا. أنت لا تؤثر في خياراته مباشرة لكن كلامك وعلاقتك به تبقى حاضرة في خلفية أفكاره. المواجهة لا تعطي نتيجة. ما تحتاجه هو الحكمة لكي تبعد أولادك عن الرفاق السيئين. والكثير من المثابرة والصبر.
اليوم قرارك بيدييك فكّر قرّر غيّر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت