الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث القرضاوى وجبريل

طاهر مرزوق

2014 / 9 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" لا كهنوت فى الإسلام" وهى عقيدة إسلامية لا يختلف عليها مؤمن أو كافر، لأنها لا تعطى الحق لأى إنسان حق أعتبار نفسه رجل وعالم الدين الإسلامى، وما يحدث على أرض الواقع فى عصورنا الحديثة أموراً كثيرة تقوم بتشويه وإخراج الإسلام من صحيحه، وإذا بدأنا بملابس من يجبرون العامة والخاصة على مناداتهم باعتبارهم فقهاء ودعاة وعلماء وشيوخ الإسلام، فهذه كانت الخطوة أو الضربة الأولى فى القضاء على عقيدة لا كهنوت فى الإسلام، وما نجده من رجال يميزون أنفسهم بملابس كهنوتية يعتلون المنابر فى المساجد ويقومون بإصدار الفتاوى وإخراج الأحاديث والحكاوى التراثية الضعيفة وأعتبارها من الإسلام الصحيح، وغيره من أفكار وفتاوى كتبها وأصدرها أصحابها أيام الخلافة الأموية والعباسية وغيرها تحت ضغط السلاطين وولاة الأمر فى تلك الأزمنة.

كل هذا يحدث فى عصورنا المريضة والتى تنتج لنا يومياً عقائد وأحاديث وسنن عن الرسول لم يأتى الله بها من سلطان، وألبست الإسلام الصورة الإرهابية بقيادة الجماعات الإسلامية وعلى رأسها القاعدة وما تفرع منها من جماعات أكثر منها أصولية وإرهاباً مثل داعش وغيرها، لكن موضوعنا الأكثر خطورة أن مشكلة المسلمين هى صمتهم وتقديسهم بدون وعى وبدون شعور بخطورة ما يرتكبون فى حق دينهم، لرجال الكهنوت الإسلامى أى شيوخ الإسلام الذى بدونهم وبدون فتاويهم ونصائحهم لا يستطيع المسلم الحياة فى الفضيلة وعبادة ربه، مما جعل هؤلاء الشيوخ يتجبرون ويقولون ما لا يجب أن يقال فى حق إلههم ورسولهم وكتابهم الذين يقدسونه.

أتكلم عن الشيخ الإسلامى الذى رفعته الأسرة الحاكمة فى قطر وجعلته الحاكم الدينى لقطر وقناة الجزيرة، أقول ذلك بمناسبة ما صدر منه من كلام أساطير يطعن فى ثوابت دينه الإسلام، ورغم ذلك لم يفتح أحداً من الشيوخ أفواههم وهم بالآلاف تضيق بهم المساجد ووسائل الإعلام، ولم يدينوا إفترائاته الغير منطقية على إلههم وسيدهم جبريل ورسولهم محمد وصالح المؤمنين، جميع الشيوخ ألتزموا مخابئهم وفضائياتهم ومنابر مساجدهم حتى يكونوا من صالح المؤمنين وإلا إذا أعترضوا سيكونون حسب القرضاوى من مفسدى المؤمنين، والقول الضال للمنافق الدجال القرضاوى شيخ الخلافة الأردوغانية الذى تغنى به هو: " من واجب الأمة والشعب التركى أن يكونوا مع أردوغان، (لأن الله وسيدنا جبريل ومحمداً عليه السلام وصالح المؤمنين يدعمون أردوغان والملائكة له ظهير)، أردوغان رجل الدولة القوى الأمين والقائد الذى يعرف ربه وتركيا هى دولة الخلافة، وأسطنبول عاصمتها فهى تجمع بين الدينا والدنيا والعربى والأعجمى وينبغى أن تقوم عليها الأمة".

كيف يعطى هذا الإنسان الحق لنفسه أن يقول ويستغل ما يقدسه المسلمين فى منافع شخصية ويمدح بآيات القرآن رئيس دولة؟
منذ متى كان الله وجبريل ومحمد وصالح المؤمنين يدعمون رئيساً من رؤساء العالم الإسلامى؟ فى أى كتاب قيل ذلك؟
ألم يسمع القرضاوى عن قضايا الفساد التى عصفت بأسرته وأستطاع أردوغان بالقوة كتم أنفاس وأصوات المعارضين والقضاة؟

يبدو أن القرضاوى نسى عقيدته وإيمانه وأنتشى بمدح السيد رجب الأردوغانى لأنه أعطاهم الحق فى إقامة إجتماعاتهم السرية والعلنية للجماعة الإرهابية التى يسيطر عليها أردوغان نفسه ليدمر الأنظمة السياسية العربية ويقيم خلافته الإسلامية، أردوغان وجد الإخوان المسلمين مشتاقين لكراسى الحكم والسلطة فبدأ فى أستخدامهم وأستغلالهم لخدمة أهدافه وأغراضه السياسية وحلمه بالخلافة الإسلامية.
هل أصبح من السهل ودون تكفير أو إدانة فى العقيدة الإسلامية الحالية أن يخرج علينا شيوخ الكهنوت ليقول أحد القادة الإخوانيين أنه رأى فى المنام أن النبى محمد قدم مرسى لإمامة الصلاة، وغير ذلك كثير لكن أن يخرج القرضاوى بلا خجل ويقول أن الله وجبريل ومحمد والملائكة يدعمون أردوغان، فهذا كذب ونفاق وأفتراء على هؤلاء الذى ذكرهم وكفراً بالعقيدة التى يؤمن بها وتدين مثل تلك الأقوال الخارجة عن المنطق والعقل.

إلى متى سيكون للأساطير والخرافة مكان فى عقول المسلمين ولا يرفضون المتاجرين بعقيدتهم من داعشيين وقرضاويين؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة


.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: المسيح متواجد معنا في كل مكا


.. بدايات ونهايات حضارات وادي الرافدين




.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا