الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نشأة العبودية
محمد ابداح
2014 / 9 / 5المجتمع المدني

إقتصر إعتماد الإنسان الأول على إشباع الحد الأدنى من غرائزه الفطرية فسكن كهوف الجبال وتغذى على ما أوجدته الطبيعة من ثمار قطفها أوطرائد اصطادها، ثم كان يمضى بقية اليوم قابعاً في كهفه، يدوّن على جدرانه بالحفرأو الرسم يومياته ،وعينيهِ على باب كهفه متربصاً وحذراً من خطر فضول الآخرين من بني جنسه أو الحيوانات المفترسة، غير أن إكتشافه للنـّار وتمكنه من صنع بعض الأدوات البدائية كالسكين الحجري والرمح شكل وثبة في تاريخ الإنسان الأول ، حيث منحته تلك الإكتشافات والصناعات البدائية أفضلية وشعوراً بالتفوق، فإتسعت دائرة نشاطاته ولم يعد يخشى المبيت خارج كهفه، ومع تنوع حقول المعرفة لدى الإنسان الأول وتراكم خبراته العملية، ظهرت له مفاهيم جديدة في الحياة ، إقتضتها طبيعة مراحل التطور البشري، كالمقايضة والتعاون ضد الأخطار المشتركة، ومن ثم الإندماج والتأقلم على العيش في تجمعات بشرية، الأمر خلق مفهوماً جديداّ لديه، يدعى الإستقرار.
وقد أدى إستقرار الإنسان الأول في تجمعات بشرية، إلى تحدّيات جديدة واجهته في تأمين قوت يومه، فأصبحت الطرائد مع الوقت تبعد أكثر فأكثر عن محيط إقامته، والوصول إليها بات يحتاج قطع مسافات أطول، مما أوجد حافزاً لديه للتركيز عن بدائل أخرى للغذاء، وأقرب لموقع إقامته فكانت الزراعة وتربية المواشي، ومن ثم تطورت مع الإستقرار إحتياجات عملية أخرى كالدفاع والصيد والبناء فكانت الصناعة.
وفي الوقت الذي تمكن فيه الإنسان من الإستقرار، وتأمين رغد العيش، ظهرت له قيماً ومعايير مادية لم تكن في حسبانه من قبل، فهو يملك أرضاً يزرعها قابلة للتوسع والتطوير، ومسكناً يأويه، وتلك قيماً يجب الحفاظ عليها وتطويرها، بل وحمايتها من تعدي وسرقات الآخرين، ولتحقيق هذه الغاية، كان تلك أول وظائف شاغرة بالتاريخ البشري، عُمّال الزراعة وحرّاس الحقول، كانوا يعملون لدى صاحب الأرض مقابل قوت يومهم فقط ، وضمن شروط يمليها المالك، فكانت تلك مقدمة لأولى صور العبودية التي عرفها العالم، ومع تزايد أعداد البشر وتباين أوضاعهم المادية والإجتماعية، ظهرت الفروقات الطبقية بين أفراد المجتمع، فكان الثري الدائن سيداً والمدين المعسرعبداً، وبرزت هنا ثاني مظاهرالعبودية، ومع زيادة الطلب على الثروات وإشتداد التنافس ظهرت النزاعات والحروب، فكان الأسرى ثالث صورة من صور العبودية في التاريخ، ومن ثم توال ظهور أشكال أخرى متعددة للعبودية، القصرية منها أو الطوعية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صحافية من القدس: مفاوضات الدوحة ستبحث اليوم قضية تبادل الأسر

.. رئيس هيئة الرعاية الصحية: ندرس تأسيس جمعية تابعة للهيئة تتحد

.. الأمم المتحدة: مقتل 798 شخصا على الأقل أثناء محاولتهم الحصول

.. ترمب: بطريق عودتي من تكساس شاهدت بلطجية يدمرون سيارات جديدة

.. مشاهد لحطام مسيرة إسرائيلية سقطت بين خيام النازحين في مواصي
