الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمّار الكلجية !

محمد ابداح

2014 / 9 / 5
المجتمع المدني


في عام 1938م فاض نهر دجلة وكسرت سدة ناظم باشا من ناحية الوزيرية وتدفقت المياه في شوارع وأحياء بغداد ، والمعتاد في مثل هذه الحالات أن تقوم الشرطة بتجنيد الناس فيما يسمى بالعمل التطوعي (السخرة بمفهومه القديم) لدرء الفيضان وتقوية السور، في هذه الاثناء دق هاتف معاون شرطة السراي (عدنان محيي الدين) وطلب منه مدير شرطة بغداد بتعئبة الناس فورا لوقف تدفق المياه، وقد كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل وآوى الناس لبيوتهم وخلت الشوارع من المارة!، فمن أين يأتي بالسخرة ؟ ولكنه وجد الحل سريعاً بخبرته الطويلة! فتوجه لمكان يعج بالسُمارالنّشطين !، فتوجه لأزقة الكلجية!! ،اقتاد المعاون ثلة من أفراد الشرطة وهرع لمواخير الكلجية، حيث جمع كل من وجده هناك من فتيات الهوى وزبائنهن وحشرهم في سيارات الشرطة وهرع بهم الى محلة الكسرة، وهناك انكب الشباب بحفر الارض فيما قامت بنات الهوى بتعبئة أكياس التراب ونقلها لأماكن ردم الفجوات وايقاف تدفق المياه، وقد واصلن العمل حتى الفجر، واسهمن بشكل فاعل ،في سد الثغرة وانقاذ العاصمة من الغرق، ولولاهن لاجتاحت مياه الفيضان الجوامع والمساجد والبيوت في الوزيرية ، ثم عادت سيارات الشرطة بهن الى الكلجية!، وفي اليوم التالي بعث امين العاصمة رسالة شكر وتقدير لكل فتيات الليل وأربابهم من الذين ساهموا بالعمل الشعبي لدرء الفيضان عن بغداد(1) .
أما في وقتنا الحالي فقد اختلفت وظائف فتيات الهوى، في الوطن العربي، فأصبحت أعمالهن ومشاركاتهن أكثر جدية كي تتناسب وخطورة المرحلة الراهنة، فأصبحن يذهبن لمساندة وإمتاع مجاهدين الرب في مواقع القتال من خلال ما يعرف بجهاد النكاح، بل والقتال احيانا والمشاركة في العمل القتالي إلى جانب مرتزقة الدين. _____________________________________________
1- تاريخ المجتمعات باتريك مورجان، ص 315. ( من كتاب أسياد العبودية Masters of Slavery ) للمؤلف محمد ابداح - كتاب تحت الطبع - دار الجنان للنشر - عمان - الأردن









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون


.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر




.. كل يوم - خالد أبو بكر: الغذاء ينفد والوقود يتضاءل -المجاعة س