الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمحة سريعة على أحد أدوارالاديان علميا

التهامي صفاح

2014 / 9 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان دراسة الاديان دراسة علمية شيء عادي يلقي الضوء على الجانب الحركي الاجتماعي عن طريق الملاحظة و التاريخ و الاركيولوجيا وغيرها .
حينما كان البشر قليلون بالنسبة لوقتنا الحالي و الجهل يخيم على فضائهم كانت الجماعات البشرية تهاجم بعضها بعضا لاسباب مختلفة بسبب الغذاء او الجنس او غير ذلك..لم يكن مفهوم النوع البشري اومو سابيانس قد تاسس بعد وبالتالي كانوا يعتقدون انهم مختلفون بل منهم من كان يعتقد انه الافضل اما بسبب انه الاقوى او لانه يوجد في منطقة ذات خصوصية ما الخ وكسائر الحيوانات فان افضل طريقة لتحصين الافراد وحمايتهم كان هو تكتلهم داخل جماعات..فالجماعة تعطي للفرد قوة .هذا القانون في الحقيقة هو قانون فيزيائي و الكائنات الحية استعملته لحمايتها و بالتالي لاستمرارها في الحياة ..و هكذا كان ..تكتلت الجماعات البشرية الاولى في جماعات مستعملة الطقوس الدينية المختلفة مستعملة الكلام والكتابة وغيرها من الادوات مثلما تتكتل الحيوانات الاخرى وتعيش بقوانين اجتماعية مضبوطة تنظم حياة الجماعة .
ومن اليات هذا التنظيم اعتبار الجماعة افضل جماعة على الارض لاعطاء اصحابها احساسا بالتفوق و العجرفة الفارغة .
فمثلا الدين اليهودي يعتبر اليهود شعب الرب المختار الافضل في الارض و الاخرين يسمونهم الامم اي الجاهلون بالرب .
المسيحيون يعتبرون انفسهم اولاد الله و الاخرين "ناس العالم" اي الجاهلون بالرب
المسلمون العرب هم خير امة اخرجت للناس.
وكذلك البوذيون يعتبرون البوذيين فقط هم المستنيرون الذين بالتامل يصلون لدرجة النرفانا اي الإستنارة القصوى اما الاخرين فيعتبرونهم مظلمين ..بل هناك اعتبار الاختلاف حتى داخل الجماعة نفسها بسبب الجنس فالسيدات كن يعتبرن اقل قيمة من الرجال..وليس لهن نفس الحقوق..لا تسمح الجماعات لافرادها بالزواج من جماعات اخرى للمحافظة على نقاوة الطائفة أو الخروج عنها و الانتماء لطائفة اخرى. لان ذلك في ضوء اعتبار كل الجماعات الاخرى اقل علما و محتملة الاعتداء على الجماعة الاصلية ،يعتبر بمثابة اعلان حرب و إنضمام لعدومحتمل .لذلك لا يتساهلون معه .انها مسألة حياة او موت ..ويتهمون من يحاول ذلك متمردا على قوانين الجماعة ..بل يقتلونه ..
و الذين يقومون بهذه المهام هم الكهنة ..(الشيوخ في الاسلام هم ايضا كهنة رغم نفيهم ذلك)
نفس مفاهيم للتفوق فقط بسبب الانتماء لجماعة معينة لوحظت عند كل الجماعات البشرية بدون استثناء ..وقد تجد مفاهيم اخرى في كتبها المقدسة تناقض مفهوم التفوق هذا حتى لا ينعتوا بالعنصرية فاليهودي ومسلم مثلا حين تضع امامهما عبارة (من العلم) و(خير امة اخرجت للناس) يقولان لك (لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى) أو عبارة (جئت لاخلص جميع الناس ) و لا يدريان و هما يقولان ذلك بانه تناقض صارخ في مفاهيمهما الدينية القديمة التي يستعملانها دون وعي .هذه تناقضات المخادعين.
نفس الشيء يترجمه لنا هتلر النازي في المانيا القديمة بادعائه ان السلالة الارية هي ارقى السلالات و السلالات الاخرى يجب ان تستعبد ويستولى على اراضيها و ممتلكاتها و ثرواتها ..انه نفس مفهوم الحروب الصليبية والجهاد والغنائم وسبي النساء ...عند بعض العرب القدامى .....
كثيرون من المسلمين و غيرهم يقولون ان نظرية التطورالبيولوجية هي السبب في تصرف هتلرهذا ..لكن الحقيقة هي ان الامر هو كمن يتهم مخترع البندقية بقتل احد الناس عوض القاتل الحقيقي.
البيولوجيا في الحقيقة تقول العكس اي ان جميع الناس ينتمون لنفس النوع وبالتالي فهم متجانسون وليسوا مختلفين من ناحية النوع .الانواع البشرية الاخرى قد انقرضت .وهذا كاف لاعتبار الناس كلهم واحد وعدم الشعور باي تفوق .
اليوم ومع تقدم المعرفة صارت الحضارة هي عدم الاستخفاف باي انسان والمحافظة على حقوق الاقليات من المعايير التي يعتمد عليها في اعتبار الدولة دولة حضارية لا تقصي الاخرين او تحتقرهم .المساواة تامة بين الجميع وخصوصا بين السيدات والرجال بل تؤكد البيولوجيا أن السيدات هن منتجات المجتمع .
ولم تعد الكتب المقدسة هي المنظمة للشعوب بل الدساتير و القوانين وحقوق الانسان..لقد تقدم الانسان وتطور بل صعد للقمر ونظم جماعته بناء على الديموقراطية وحقوق الانسان والعدل الاجتماعي والحرية وزالت كل اساليب الاستعباد في جهات كثيرة من الارض و الجهود مستمرة لتعميم هذه المفاهيم الجديدة في باقي المناطق المتخلفة للاسف .
لذلك فالتقوقع داخل الجماعات الدينية هو طائفية وعنصرية ينتمي لعصور الظلام الجاهل والحيواني وبمثابة تفتيت للهوية الانسانية واعتبار الاخرين اعداء محتملين عوض الانتماء للنوع الانساني الواحد اومو سابيانس المتحضر الذي لا يقصي احدا ولا يعتبر احدا عدوا من الناحية النظرية.
لذلك فالاختيار في مجتمعاتنا في شمال افرقيا والشرق الاوسط هو بين اثنين .يا اما الانتماء الكامل لماهو غريزي حيواني في الانسان و قديم متعجرف مخادع واستبدادي يا اما الانتماء الكامل للعصر الحقيقة عصرالعلوم الحديثة والارتقاء والسمو بالنفس لما هو عقلاني متواضع حضاري ديموقراطي ومتطور مستنير .
ليس بين هذين الاختيارين من وسط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 9 / 6 - 13:17 )
فـــــــــــــــــــــــــــائده :

فضائح الدروانيه وفضائح اخلاق الملاحده الاجراميه (متجدد) :
http://antishobhat.blogspot.com/2012/11/blog-post_2522.html

اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح ما المراد بالروح في قوله تع


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تجيب عن -هل يتم سقوط الصلوات الف




.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا