الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقليم الأظافر

محمود جرادات

2014 / 9 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في فيلم (ميونخ) عام 2005 ، يدور حوار بين الممثل جوفري رش و الممثل ايريك بانا (كلاهما يؤدي دور ضباط في الموساد الإسرائيلي) حيث يقول يتسائل آفنر (ايريك بانا) عن جدوى الاغتيالات التي يقوم بها الموساد ضد قادة المقاوة الفلسطينية مع العلم أن قادة آخرين سيظهرون و يتبعون نفس النهج (تدور أحداث الفيلم في السبعبنبات من القرن الماضي) فيجيبه أفرايم (جوفري رش) : الإنسان يقص أظافره باستمرار مع علمه بأنها ستعاود النمو مرة أخرى كلما قصها .
هذه المقدمة لن تكون (على عكس المتوقع) للكلام عن اسرائيل أو المقاومة ، بل سأستعير هذا الحوار للدخول في موضوع المتمردين الرجعيين ، أو إذا اردنا أن نسهل الوصف، سنصفهم بالإرهابيين ، و علاقتهم مع المنظومة الفكرية المجتمعية، و ماذا يمكن أن نفعل لاجتثاث هذه (الأظافر) . و قبل أن ينسى القارىء العربي (بطبيعته) الموضوع الأساسي بسبب هذه الإستعارة (الصهيونية) فإنني أذكر -مجرد تذكير- أن الإقباسات مهمة في جوهرها العام و لنا أن ننسى المناسبة و شخص المتكلم.
هل سنستمر في قص الإرهاب كما نقص أظافرنا ، و نحن نعلم أنهم سيواصلون النمو من جديد، و ربما بشكل أقوى و أكثر صلابة ؟؟ إن أكثر ما اساء آفنر ، هو أنه أحس بوضعه المتأزم في معركة مخابراتية استنزافية لا نهاية حتمية لها ، على القل في المستقبل القريب ، لقد اراد البحث عن حل جذري (حسب أحداث الفيلم) ينهي فيه هذه المأساة الدموية ، و ينتهي به الأمر بالإستسلام و الإستقالة من وظيفته في الموساد . على الرغم من اختلاف الشخوص و الجماعات و المعطيات ، فإننا نعيش حالياً نفس الأزمة التي عاشها آفنر ، حرب استنزاف مقصودة، و متشعبة، يدخل فيها الإقتصاد و السياسة و الدين و الجيوش و الدول المعنية بشكل مباشر و غير مباشر، و المجتمعات بنخبتها و عوامها ، و كم هائل من الأسرار و الخفايا و المخططات المستقبلية التي تنتظر دورها ، يتم تنفيذها بواسطة جماعات من المغيبين عقلياً ، أو بالأصح المجانين الباحثين عن أمجاد خرافية ، يخرجون من مجتمعاتنا ، يعيشون بيننا و قد كانوا في يوم من الأيام ، أفراداً عاديين ، بعضهم يمتلك شهادات أكاديمية عالية و البعض الآخر مطلوبون أمنياً و بينهم من يعيش حياة عادية بسيطة لا تختلف كثيراً عن دورة حياة الحيوانات . يعاودون التجدد كلما قضيت على جزء منهم ، لأن الأساس الذي خرجوا منه أساس واحد : الجهل و الدين ، و إن كان الثاني يتبع بشكل كبير، للأول . إنهم مثل الأظافر التي تعاود النمو كلما قمت بقصها .
هل سنخوض في عملية القص المستمر إلى ما لا نهاية ؟؟ أم أن هنالك وسيلة توقف هذا (الإستنزاف) بشكل جذري ؟؟ فعلياً إن النمو في حد ذاته أمر حتمي إذا وجد الأساس ، فلا يمكن إيقاف التطور التقدمي و الرجعي ، طالما هناك أساس ترتكز إليه ، و قواعد فكرية تحرك هذه الجماعات نحو أهداف محددة مسبقاً. باختصار، إن كل المحاولات الرسمية و الشعبية البائسة الواقعة تحت مسمى نشر ثقافة الوسطية و الإعتدال و نبذ العنف و التطرف الديني ، لا تعدو أكثر من كونها رسماً على الماء ، لن تقدم و لن تؤخر إلا بشكل بسيط يمكن تجاهله في حساباتنا . و رغم تأكيدنا على أن الأساس الفكري المحرك ، أو لنكن صريحين أكثر : الدين بكل ما فيه من أحلام و خزعبلات ، ليس أكثر من أداة تستغل من قبل أطراف أخرى . فإن اجتثاث كل هذه الأزمات يتم بالتخلص من الأطراف المستغلة (بكسر الغين) و المستغلة (بفتح الغين) و أداة الإستغلال.
لقد قال أفرايم في جوابه على آفنر : "لن تقوم بقطع أصابعك للتخلص من نمو أظافرك". هذا الكلام ينطبق على الإنسان بشكله البيولوجي ، أما في الحالة الإجتماعية العامة و ما يتعلق فيها من تقدم و حضارة ، و في الطرف الآخر الجهل و الرجعية الفكرية ، قد تضطر إلى قطع اليد بالكامل ، و ليس الأصابع فحسب ، إذا لم يكن لديك خيار آخر.
و أعتقد أنه لم يعد يوجد خيار آخر !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 9 / 6 - 22:18 )
لا أعلم , ماذا تقصد بـ( قطع اليد بالكامل)!... و لكن , سأخبرك بأمر , و هو : عندما يحكم (الملاحده) , فستكون كارثه على البشريه , فـ(ستالين) أباد 40 مليون إنسان , و (ماو تسي تونغ) أباد 60 مليون إنسان!... شخصين ملحدين أبادوا 100 مليون إنسان!... هل ترى الكارثه؟ .
تابع :
فضائح الدروانيه وفضائح اخلاق الملاحده الاجراميه (متجدد)؟ :
http://antishobhat.blogspot.com/2012/11/blog-post_2522.html

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah