الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إن الله لاينصر الأغبياء

محمد ابداح

2014 / 9 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من المؤكد أن الله مع الضعيف حتى يعود له حقه ومع القوى مادام يعدل، ولكن الله حتما ليس مع الأغبياء الممعنين بتكرار الأخطاء بحمق مزمن، فإن كان الحاكم العربي يعتقد بأن الصواب تقديم البيعة للحرباء المدعوة أمريكا، من أجل الحفاظ على كرسي الحكم، وبأن المصالح الوطنية ليست سوى شعارات إنتخابية فقط، وبأنه ليس ثمة بديل عن الغرب يدعى استثمار الثروة البشرية العربية، فلا يتبقى لنا سوى أمريكا، راعية الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام ونموذج وقدوة العالم الحر ، والتي لازالت تقدم إنجازاتها منذ مايزيد عن مائتي عام وحتى الآن، وكان من أول مظاهر انجازاتها الحضارية إبادة ملايين الهنود الحمر الآمنين، وهم السكان الأصليون لأمريكا، وكان العرف السائد لدى (الكاوبوي) الأمريكي باستلام مكافأة مقدارها 40 جنيهًا، مقابل كل فروة مسلوخة من رأس هندي أحمر، و40 جنيهًا مقابل أسر كل واحد منهم، ثم ارتفعت المكافأة إلى 100 جنيه مقابل راس الرجل الهندي الأحمر، و50 جنيه مقابل فروة رأس إمرأه رأس طفل.
وقد أصدرت حكومة الولايات المتحدة الإستعمارية عام 1830م قانونًا بتهجير السكان الأصليين لأمريكا الشمالية وهم الهنود الحمر، من مواطنهم الأصلية إلى غربي الولايات المتحدة، وذلك لإعطاء أراضيهم للمهاجرين المرتزقة الجدد، فتم تهجير مئات الألوف من القبائل الهندية إلى المناطق الجديدة في ظروف تجعل من حادثة نزوح الفلسطينيين ايام نكبة 1948م،مجرد نزهة، فمات كثير منهم في الطريق الشاق الطويل، وقد أطلق هذه الرحلة الدوية (رحلة الدموع).
وقد قامت السلطات الأمريكية بمنح الهنود أثناء نزوحهم بطانيات كانت تستخدم في مراكز علاج الجدري والتي كان من المفروض اتلافها وحرقها، فبدلا من ذلك تم منحها كمساعدات إنسانية إلى الهنود الحمر، مما أدى إلى انتشار الوباء الذي نتج عنه موت قبائل هندية عن بكرة أبيها، ويمكن القول بأنها كانت أول حرب جرثومية تقدم عليها أمريكا تاريخياً بكل ما في الكلمة من معنى، فكانت هذه الحادثة هي أول وأكبر استخدام لأسلحة الدمار الشامل ضد الهنود الحمر، وعلى اشلاء الشعوب الأصلية لأمريكا الشمالية قامت دولة أمريكا الحالية، قدوة العالم في التقدم والتحضر، فهنيئاً لحكامنا العرب بكراسيهم، وهنيئا لهم في مبايعتهم لسقيفة بني العم سام.
وفي إحدى مجازر إنجازات الولايات المتحدة الأمريكية عام 1856م، قتلت أمريكا فيها خلال ثلاثة أيام فقط 45.000 ألف من الرقيق الأفارقة، وفي الحرب العالمية الثانية، دمرت 334 طائرة أمريكية ما مساحته 16 ميلاً مربعًا من طوكيو، بإسقاط القنابل الحارقة، وقتلت مائة ألف شخص في يوم واحد، وشردت مليون نسمة، وكان تقرير الجيش الأمريكي بكل بساطة، أن رجال ونساء أطفال اليابان قد تم خبزهم جيداً، فقد نتج عن تفجير القنابل النووية التي ألقتها الطائرات الأمريكية على المدنيين اليابانيين حرارة بخرت الماء من أجساد الضحايا ، قبل إذابة جلودهم وهياكلهم العظمية، فتأملوا الإنجاز الأمريكي!!
وقد تعرضت 64 مدينة يابانية للقنابل، واستعمل ضدهم الأسلحة النووية، ولذلك فإن اليابان لا تزال حتى اليوم تعاني من آثارها المادية والنفسية، وخصوصاً مدينتي هيروشيما ونجازاكي، وقال بعدها الرئيس الأمريكي هاري ترومان مظهرا الوجه الحقيقي لأمريكا: (العالم الآن في متناول أيدينا)، وما بين عامي 1958 و1973م، قتلت الولايات المتحدة زهاء عشرة ملايين مواطن صيني وكوري وفيتنامي وكمبودي.
وفي منتصف عام 1382هـ سببت حرب فيتنام مقتل 160 ألف شخص، وتعذيب وتشويه مايقارب المليون شخص، واغتصاب آلاف النساء، واستخدام كافة طرق التعذيب الجدسية والنفسية، واستخدام المواد الكيماوية السامة.
وأمريكا أكثر من استخدم أسلحة الدمار الشامل، فقد استخدمت الأسلحة الكيماوية في كافة حروبها وآخرها في حربها على العراق، فقُتلت أكثر من مليون ونصف طفل عراقي، وأصيب الآلاف من الأطفال الرضع في العراق بالعمى وأكثر من نصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي ، وقنابل الضغط الحراري، وهو سلاح زنته 1500 رطل، وكان مقدار ما ألقي على العراق من اليورانيوم المنضب أربعين طنًا، وألقي من القنابل الحارقة ما بين 60 إلى80 ألف قنبلة، قتل بسببها مئات الألوف من العراقيين، فهل اطفال العراق ارهابيون ام كان هدف امريكا الدمار والقتل فقط، كما قتل الآلاف من الفلسطينيين بالسلاح الأمريكي بأيدي الصهاينة في فلسطين، وقتل الآلاف من اللبنانيين والسوريين والمصريين وغيرهم من العرب، بالحروب التي قامت بها إسرائيل بمباركة أمريكيه ولا زالت ، كما قتل الجيش الأمريكي الآلاف الصوماليين أثناء غزوهم للصومال، من خلال العملية الكاذبة والتي دعوها ( الأمل!) ، كما قتلت أمريكا منذ عام 2003م وحتى الآن، ما لا يقل عن 750 ألف أفغاني، أغلبهم من المدنيين، بداعي الحرب على الإرهاب، والسبب الحقيقي من الحرب، هو السيطرة على الحدود المجاورة لروسيا وإيران وليس الإرهاب، ولا زالت أمريكا تقتل العرب وغيرهم، أما عن المعاملة الإنسانية الأمريكية فحدث ولاحرج، فيكفي ذكر معتقل غونتناموا كدليل على حقيقة القيم الأمريكية، وبعد ذلك كله، فالأحمق وحده يؤمن بأن الولايات المتحدة قد تنصر العرب يوما ما، كما أن الله لم ولن ينصر يوما الأغبياء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا


.. 251-Al-Baqarah




.. 252-Al-Baqarah


.. 253-Al-Baqarah




.. 254-Al-Baqarah