الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير قانون الحياة.. أريد أن أكون التغيير

ماريا خليفة

2014 / 9 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مخاوفي من التغيير ليست محقّة... مع التغيير عرفت الآمان


لولا وجود احتمال التغير لكانت حياتنا أشبه بفيلم سينمائي نشاهده نلعب فيه دور المتلقي ولا نملك قدرة على تعديل تفصيل صغير في مشاهده. التغيير فرصتنا نحو الأفضل نحو تحقيقي أهدافنا وما يشعرنا بالراحة والإنسجام والآمان والإستقرار في حياتنا. كيف نستفيد من تلك الفرصة وكيف نصنع التغيير الذي ينسجم مع قناعاتنا ويشعرنا بالراحة؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


التغيير إمتياز نملكه، عمل نقوم به بإرادة حرّة، وهو قد يمنحنا الاستقلالية حين نتعلّم كيف يعمل تحديداً وكيف نستخدمه بحكمة وذكاء. يعمل التغيير بشكل رائع في مجال العلاقة ما بين الفكر والجسد، أو عوالم الجسد والفكر والروح.

عليك أن تقرر أن التغيير هو ما تريده. لا شيء في الكون يمكن أن يحرّك حياتك في الاتجاه الذي تريده بسحر ساحر. أعلم أننا أحياناً نلقي اللوم على "شيء ما في الكون" لا يعمل لصالحنا. ولكن عذراً يا صديقي، عليك أن تبحث في "هنا" عمّا يجري في حياتك لكي تكون أنت التغيير.

الغوص في عوالم الجسد والفكر والروح يمكن أن يكون رحلة ممتعة. قد يخيف التغيير بعض الناس لأنهم يفتقرون للخبرة. كلنا نتردد قليلاً قبل الإقدام على شيء لم نختبره من قبل، إلا أننا حين نشجّع أنفسنا على القيام بالأمر مرة أو اثنتين، سرعان ما نبدأ بالاستمتاع بما نقوم به. فلنبحر إذاً في عالم ارتباط الروح بالجسد.

هل الأنا تقود التغيير؟
عندما تجلس للقراءة، ادخل في حالة من الهدوء والسلام والسكينة. راقب الطريقة التي تتنفّس بها. قل لأذنيك إنك لا ترغب بالتنبّه لأي صوت خارجي يشتت تركيزك. أغمض عينيك للحظات وغص في أعماقك. إنها لفرصة رائعة لتتكلم مع أناك الحقيقة، وهي ستجيبك عن كل أسئلتك. اعتبر أناك الداخلية مدرّبك الخاص الذي يرشدك إلى الصواب. لقد تعلمنا طوال حياتنا البحث في الخارج عن الحكمة والنصيحة، في حين أن مرشدنا الداخلي موجود وبانتظار أن نلجأ إليه لطلب العون.

إذا أردت أن تغيّر أفكارك وحياتك وعالمك، من الضروري أن تعتمد ما قد يبدو للبعض نوعاً مختلفاً من الروحانية. في داخلك تجد روحك الحقيقية وروحك هذه، فكرك هذا، هو الذي يمكنه أن يطلق عملية تغيير أفكارك.

فكرك هو الذي يصنع حياتك وعالمك. أنا اشجعك على أن تعود إلى ذاتك الحقيقية غالباً لترى ما يجري في داخلك. كن أفضل مراقبٍ موضوعي لفسك. إلعب دور الطبيب النفسي وحلّل ما تفكرّ به. وإذا أصبحت مراقباً لذاتك يمكنك أن تتخاطب مع أناك الحقيقية وتسألها لماذا تفكّر بالطريقة التي تفكّر بها الآن. وسوف تخبرك. عندئذٍ تقدّم لها أفضل نصيحة موضوعية لتشجعها على اتخاذ خيارات مختلفة.

التحكم بأفكارك هدف رائع. ولكي تنجح في ذلك عليك العودة إلى داخلك لتغيير طريقة تفكيرك الحالية. إليك مثال على ذلك:

إذا أردت تغيير شكل جسمك، فهذه رغبة تولّدت داخل فكرك. أمامك خياران أساسيان:

الخيار الأول: "أرغب بجسم أنحف لكني لا أستطيع أن أتّبع حمية. سأقبل بجسمي كما هو". هنا أقنعت نفسك فكرياً بالبقاء على ما أنت عليه.

الخيار الثاني: "أرغب حقاً بأن أكون أنحف. سأحافظ على قوة هذه الرغبة وبطريقة ما سأجد الوسيلة التي تجعلني أنحف". أترى الفرق بين الموقفين؟ فهذا النوع من التفكير يساعد في الحصول على جسم أفضل حالاً.

الأمر يبدأ من الفكر ومن ارتباط الفكر بالجسد ثم تتجلّى النتيجة في الجسم ونمط الحياة والعالم الذي نعيش فيه. جرّب هذه الطريقة! سوف تعجبك كثيراً.



هل التغيير يمنحك الآمان؟

والسؤال الذي نطرحه لماذا نخاف من التغيير وما هي المخاوف التي تنتابنا عندما نفكر في تغيير الوضع الذي نحن فيه؟
منذ متى تؤجل تحقيق أحلامك؟ منذ متى تقول إن الوقت غير مناسب وإن الوضع المضمون أفضل من المخاطرة بأي مشروع ؟ فكّر بالأمر للحظة. أي تحوّل يمكنك أن تنجزه أهم من أن تؤمن بقدرتك على التغيير؟ ألا يعطيك ذلك القوة اللازمة لقبول أي تحدٍّ؟ لماذا إذاً تقاوم التغيير؟ هل تخاف أن تخسر الآمان؟

كيف نحقق التغيير؟
كيف نحقق التغيير إذاً؟ إليك بعض الأفكار التي يمكن أن تساعدك على القيام بخطوات أيجابية نحو التغيير الذي يضمن لك الآمان على المدى الطويل.

• أكتب لائحة بالطرق التي تقاوم بها التغيير: شجع نفسك على القيام بما هو معاكس لها تماماً

• ابحث عن بدائل لمقاومة التغيير: المفارقة الكبرى في الحياة أنه لا وجود للآمان إلا في النمو والتغيير.

• آمن بأن التغيير ممكن: التغيير يبدأ من القلب. إذا سمعت صوتاً داخلياً يقول إن التغيير غير ممكن فأسكته.

• ضع لائحة بمكامن قوتك ونقاط ضعفك: إذا كنت لا تحبّ شيئاً غيّره. وإن لم تستطع تغييره فغيّر موقفك منه. إن تحديد الأمور منذ البداية يجعلك تعرف ما عليك أن تعمل عليه وما عليك تغييره.

• تصادق مع أشخاص يقدّمون لك الدعم: جميعنا نحب فكرة الاكتفاء بما حققناه لكننا نشعر بالراحة والتقدير عندما يقول لنا أحدهم:" يمكنك أن تنجح" أو " قمت بعمل ممتاز". لا تخجل من الالتصاق بأصدقاء من هذا النوع.

• قم بالعمل الذي يخيفك: حدودك الآمنة الآن كانت في الماضي القريب مجهولة المعالم. قم كل يوم بعمل واحد يخيفك فتكتشف أن المخاوف ليست كبيرة كما كنت تتوهّم وأنك تستطيع أن تتخطّاها عبر مواجهتها.

• تغلّب على الجمود والتشاؤم: الأفكار هي التي تؤلمك. تقول في نفسك إنك بخير فلماذا تسعى إلى التغيير؟ أو قد تكون لديك نظرة سلبية تشاؤمية إلى الحياة. اطلب المساعدة للتخلص من هذه المشاكل التي تمنعك من تحقيق التغيير الذي ترغب بتحقيقه.

• اكتشف الأمور التي تشعرك بارتياح أكبر: لا يفوت الآوان أبداً لكي تصبح ما يمكنك أن تكونه.لا داعي لأن تغيّر كل ما على اللائحة دفعة واحدة. اختار شيئاً واحداً مريحاً بالنسبة لك وابدأ به.

• ركّز على خطة العمل: اكتب الخطة ثم التزم بها. ما لم تضع خطة لن تقوم بالتغيير. الحياة قائمة على النوايا، فحدد نواياك.

• راجع أهدافك كل شهر : راقب تقدمك بناء للخطة وأعد كتابتها عند الضرورة. المراجعة تجعلك تتقدّم.

إعلم جيداً عزيزي أنه حتى لو كنت غارقاً في الوضع الذي أنت فيه يمكنك أن تغيّر موقفك من بعض الأمور وتتخذ قراراً بأن تعش الحياة التي تحلم بها. التغيير ممكن في كل لحظة من لحظات حياتك وهو حقك الطبيعي فلا تتنازل عنه. هيا إبدأ الآن ماذا تنتظر ألا تود التخلص من كل ما يزعجك في نفسك؟ سترى أن الأمر سهل ويستحق العنان وأن مخاوفك ليست في مكانها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت