الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش على الأكراد ثوّار والأكراد على غيرهم إرهاب

جوان سوز

2014 / 9 / 8
القضية الكردية


* جوان سوز

ما حدث في اليومين الماضيين في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا، وتحديداً في حيّ غويران ذي الغالبيّة العربيّة السنيّة، هو نسخة عن الحوادث الكثيرة التي حصلت قبلها في أحياء الرقة ودير الزور وإدلب وقرى ريف اللاذقية، وغيرها الكثير من البلدات والمدن السورية, حيث أنّ غالبيّة سكان حيّ غويران يتمتعون بعلاقة جيدة مع الكتائب الإسلاميّة الراديكاليّة مثل جبهة النصرة وحركة أحرار الشام ولواء الحرمين وغيرها الكثير من الكتائب والألوية الإسلاميّة التي انضمت إليها شريحة واسعة من العرب السنّة إ لمحاربة النظام السوري نتيجة الفراغ السياسي السنّي في بداية الأمر قبل أن تصل إلى تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق والشام " داعش" والذي أعلن الخلافة في مدينة الرقة قبل فترة وجيزة.

وبالتركيز على حيّ غويران نجد أن معظم مقاتلي الحي وأخص بالذكر العرب السنّة والذين قاتلوا ضد النظام السوري في صفوف الكتائب الإسلاميّة الراديكالية, هم أنفسهم الذين هاجموا القرى والمدن الكردية في شمال وشمال شرق سوريا بحجة وجود اتفاق بين النظام السوري وحزب الاتحاد الديمقراطي الـ (PYD) الذي يفرض سيطرته على المدن الكردية السوريّة, وبمد النظر أوسع في هذه النقطة، نرى أيضاً أن مدينتي رأس العين وتل أبيض تعرضتا لعمليات سلب ونهب كثيرة من قبل تلك الجماعات الإسلامية الراديكالية ولم تقتصر على الأكراد فقط, بل تجاوزت ذلك وتسببت في هجرة الكثيرين من آشوري وأرمن وكلدان مدينتي رأس العين وتل أبيض ناهيك عن الأكراد بمدينة عفرين شمال حلب.

وبالمقارنة بين هذه الانتهاكات التي عمدت الكتائب الإسلامية الراديكالية على ارتكابها بحق الأكراد وغيرهم من مكونات الشعب السوري, نكتشف حقيقة الصمت السوري المحلي، ناهيك عن الصمت الدولي, فهل يعقل أن تهّجر 80 قرية كردية ومدينة كاملة بين ليلة وضحاها بسبب تواطؤ بعض المقاتلين الأجانب بالتعاون مع عدد من العربّ السنّة من السوريين ونبقى مكتوفي الأيدي !؟ والأهم من ذلك أن مبرر تلك الكتائب في الهجوم على الأكراد وغيرهم يأتي بمجرد سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الـ (PYD) عليها وحزب الـ (PYD) نفسه ينطوي تحت رايّة هيئة التنسيق الوطنية في سوريا والتي تعتبر من معارضة الداخل كورداً وعرباً وآشوريين وغيرهم, إذاً لماذا يتم محاسبة الأكراد فقط على العمالة إن كان حزب الاتحاد متواطئاً مع النظام السوري ولا تتم محاسبة العرب السنّة على ذلك !؟

وبالمحصلة علينا أيضاً أن نفكر في الطرف الآخر فيما يخص انتهاكات وحدات حماية الشعب الكردية, فلا نرى أنّهم يغتصبون النساء ـ لا سمح الله ـ أو يسرقون أو ينحرون الرجال أو يفرضون الجزية على السكان العرب في المناطق الكردية والذين هم بالأصل نازحون من مدن الداخل السوري مثل حماة وحمص وحلب والعاصمة دمشق, وبالتالي هناك انتهاكات أخرى تصدر من تلك الوحدات مثلاً القصف العشوائي على حي غويران ذي الغالبيّة العربيّة السنّية في الحسكة والذي راح ضحيته 6 أشخاص مدنيين, فالجريمة هي جريمة سواءً أكانت كرديّة أو إسلاميّة ويجب إدانتها بكل الوسائل الممكنة وتفاديها, لكن علينا أيضاً أن نفكر بالأسباب التي أدت بوحدات حماية الشعب إلى القصف العشوائي لحي غويران وكلامي هذا ليس مبرراً للقتل, القاتل يجب أن يُحاسب, لكن كيف لنا أن نقنع الرأي العام من العرب السنّة في الحسكة إن الوحدات الكرديّة قصفت البيوت التي كانت تحتضن عناصر تنظيم الدولة الإسلاميّة فيها, أليس واجباً على العرب السنّة السوريين في الحسكة وغيرهم في المدن السورية أن يتخذوا موقفاً واضحاً وصريحاً من تنظيم الدولة وغيرها من الكتائب الإسلاميّة كي لا ندخل في حرب طائفية على أساس مذهبي أو عرقي, أم أن جرائم وحدات حماية الشعب هي جرائم ضد الإنسانيّة وإن إرهاب داعش بحق الأكراد تصفيّة للعملاء !؟

* كاتب وصحافي سوري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض يدرس استقبال أهالي غزة كلاجئين| #الظهيرة


.. إسرائيل تعد منطقة آمنة في وسط غزة وتطالب اللاجئين في رفح بال




.. منظمة هيومن رايتس ووتش تدين مواقف ألمانيا تجاه المسلمين.. ما


.. الخارجية السودانية: المجاعة تنتشر في أنحاء من السودان بسبب ا




.. ناشطون يتظاهرون أمام مصنع للطائرات المسيرة الإسرائيلية في بر