الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناشطون المدنيون ...حياتهم رهن التهديد والموت

سعيد ياسين موسى

2014 / 9 / 8
المجتمع المدني


الناشطون المدنيون ...حياتهم رهن التهديد والموت
الحقيقة المرة التي اتجرعها كل يوم , هي التهديدات المتواصلة للناشطين المدنيين في المناطق التي تحت سيطرة داعش التكفيرية , من خلال التواصل مع زملائي الناشطين المدنيين في هذه المناطق استمع الى قصص ولا في الخيال ,اولها وليس آخرها اما ان تكون داعشي والا الموت المحتم , واتهامات بالخيانة ومناصرة الدولة ومؤسساتها ومصادرة اموالهم واستباحة مساكنهم واثاث بيوتهم ومصادرة سياراتهم الشخصية , ولا يكون امامهم الا الخلاص بأسرته ونفسه , لتبدأ مرحلة تعاسة جديدة ,هؤلاء الناشطين المدنيين لم تدنسهم الطائفية هم طيور السلام والمحبة ومن العاملين على ترسيخ السلم الاهلي وبناء جسور التواصل بين فئات المجتمع بكل اطيافه ,هؤلاء الناشطين الذين استبيحت انسانيتهم هم من عملوا على التنبيه بالخطر المحدق بالبلاد والعباد لذا كانوا من اوائل الذين عملوا بناء الجسور والترابط في المجتمع ولم يكونوا يوما ما الى جانب من يهدد وحدة وسلام العراق والعراقيين , استمعت الى قصص من التشرد بعد العز ,الى الفقر بعد الميسرة , قدموا الكثير للمجتمع تطوعا ورغبة للخدمة ,والان ينتظرون من يتصدق عليهم ,هؤلاء الناشطين الذين كان الكثير من علية القوم يدعوهم لتقديم الخبرة والاستشارة والتعاون من اجل الوطن وبنائه ,الان هم من يحتاجون في لملمة اشلائهم وشتاتهم وسقف يأويهم ,وأسمائهم في حاسوب في سيطرة داعش أنهم ملاحقون ,ناهيكم عن اسرهم واطفالهم واموالهم التي استبيحت , وفي اتصال مع احد الاخوة ( لا هم لي غير هم واحد وهو ان سيارتي التي تقدر ب30 الف دولار تمت مصادرتها من داعش وخوفي ان يستخدموها في احدى التفجيرات الاجرامية ,ولكن بحمد الله تنفس الصعداء لأنه قام بالتبليغ عنها لدى المرور العامة ابراء للذمة )وآخر ما زال في بغداد يسكن احدى المقرات الخاصة لمنظمة شريكة واسرته في الفيافي والمخيمات وهو العزيز في اهله ,ذنبهم لم يقبلوا بداعش ومشتقاتها , ومنهم انتقل الى بغداد وانخرط في ادارة شؤون اغاثة النازحين وهو النازح المسكين , وآخر استاذ جامعي انتهك حرمة بيته , وآخر و آخر كل له قصة مؤلمة , ومع كل هذه الالام عندما استمع اليهم اراهم كالجبال الشامخة لا تهزهم رياح داعش النتنة ولا ينثنون عما نذروا حياتهم له وهو خدمة المجتمع واعادة بناء المجتمع وعلى اسس اخلاقية وثقافية واجتماعية صحيحة في اطار المواطنة التي تعبر كل الحدود النفسية المريضة المصطنعة , آه يا صديقي في الموصل وتكريت والرمادي والدور وسامراء والفلوجة والحويجة وتلعفر وسنجار وفي كل زاوية من العراق الحبيب ,آه من قلب حزين على ما تعانوه من ظلم واضطهاد ,هذه جريمة تضاف الى جرائم داعش التكفيرية , وستعودون ونبني سوية من جديد ولا نخاف الا الله تعالى ولا يضمنا الا ارض العراق الحبيب ,ادعوا الدولة العراقية ومؤسساتها والمنظمات الدولية كافة لضمان حياة آمنة للناشطين المدنيين ليقوموا بدورهم الوطني والعمل على حمايتهم في مناطق العمليات وخصوصا المواقع التي ليست تحت سيطرة الدولة , وعلى المنظمات الانسانية الدولية ومحافلها العمل على حمايتهم ودعمهم للعمل في مناطق العمليات من خلال فرض مناطق وممرات آمنة لهم لتقديم خدماتهم للمجتمع في الاغاثة والاسعاف والخدمات الطبية واعادة التأهيل النفسي للمجتمعات المحلية المتضررة , لن ننحني الا لله الواحد الأحد سبحانه القوي فوق كل قوي.
سعيد ياسين موسى
بغداد , 8/9/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا




.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب


.. حرب غزة: لا تقدّم في مفاوضات الهدنة.. حماس تتمسك بشروطها ونت




.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين