الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات بارميطة 42

لوتس رحيل

2014 / 9 / 8
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


ولم الحيرة ..لم الشرود؟؟؟انه عالم بغيض..عالم حضيض..وسفلة..واجرام..وتفاهات..ونقاهة ايضا..وحب..ونظافــة وايمان..وغــــدر وخيانــــة وطعن في الصـــــدور وحتى الظهور....تضاربات..وشتان بين ما جرى لجلال وما جرى لحكيم..ولتحمد الله يا جلال فانت ابن شرعي...وماردة فعل حكيم الدي يكتشف بين ليلة وضحاها انه ابن زنا؟مادا سيفعل وهو يكتشف انه ابن حرام؟؟؟؟؟؟وما دنبه؟ولمادا يصر على الانتقام من نفسه؟؟فقد حاولت ان اشرح له الامر..دون فائدة ترجى فهو يصم ادانه وكانها نهاية العالم......
انها الحياة يا حكيم...وانت حكيم زمانك..فانت استاد تعليم عالي..ومربي اجيال..واحترم كفاحك.احترم مهنتك يا حكيم..فانت فعلا حكيم...ولكن صدمتك المفاجئة سترديك محكوما عليه..ولن ينفعك الحكم ولا الحكمة باي شيء فعد الى رشدك...
وحكيم الحزين..اليائس..الدي لا يستوعب حتى الان قصة حياته..والدي يدفن حزنه في كؤوس مترعة مثلجة..ولا ينام دون تاثير حبوب مهلوسة...حكيم الاستاد المثالي...دو البرنامج الحافل بالاجتماعات واللقاءات والندوات ..ينزع قناع العفة والرزانة والحكمة ليلا ليضع مكانه قناعا من نوع اخر..قناع متاهة النسيان ..والارتماء في احضان النسوان...اصبح حكيم يحب الخمر..ويحب النساء..ويفكر في الاقتران بامراة عاهر..لم يعد يطيق النساء الشريفات العفيفات الطاهرات....فقد كانت امه مثلا اعلى بالنسبة له....
اجل يا زهرة...كانت مثلي الاعلى...امراة مكافحة..ارملة..قررت العمل لتعول ابنها...وبدلت المستحيل من اجل متابعة تعليمي فقد كنت متفوقا..رغم الفقر..رغم الالم رغم الفاقة اصررت على الوصول...وكانت خادمة في البيوت..وانا افتخر بكفاحها وعملها الشريف..واساعدها في مصروف البيت ايام العطل وانا تلميد...كنت احب الميكانيكا واشتغل صبي ميكانيكي ايام العطل..وعندما كبرت زادت خبرتي في العمل وكنت احاول ان اوفق بين الدراسة والعمل فقد تعودت على الاعتماد على نفسي...وكنت احب امي كثيرا واحترمها ..وشاءت الظروف ان اكمل تعليمي واحصل على وظيفتي التي احلم بها دون ان انسى خير امي وافضالها علي...وكان همي الوحيد ان ترتاح وتزور بيت الله الحرام...وضميري مرتاح يا امي فانا لم ابخل عليك بشيء...وتمنيت لو كان ابي حيا يرزق....
وسكت حكيم مليا وهو ينفث سموم سيجارته كغيره من المهمومين ليكمل:
وسقطت امي مريضة منهكة متعبة...ومرضها عضال لا رجاء في الشفاء..فقد اصبحت كشمعة تحترق يوما بعد يوما وانا لااصدق...لا اتقبل فكرة موتها...ولكنها كانت راضية بقدرها وسعيدة فقد اكملت رسالتها وهااندا شاب صالح ودو مكانة..فما يحز في نفسها ان تكون نهايتي في الشارع...ولم يخيب الله املها وحقق لها مناها..فابنها قد نجح ودخل قائمة الشخصيات المهمة والمحترمة ولي وزن في البلد فسمعتي طيبة...
وقاطعته في هدوء:
انها امراة عظيمة فعلا فقد كافحت من اجلك...وخدمة البيوت ليست سهلة انها مجهودات جبارة وعياء..كما ان امك شريفة وفضلت خدمة البيوت وان كان بامكانها ان تسلك الطرق القصيرة للحصول على المال يا حكيم....
ابتسم حكيم بحزن ليقول:
اجل انا احيي فيها الكفاح والشرف والنزاهة..ولكنها اخفت عني حقيقتي.....
قاطعته مجددا:
يجب ان تعدرها يا حكيم.....ربما خجلت منك...الا يكفي انها احتفظت بك؟الم يكن بامكانها ان تقوم بعملية اجهاض او تتخلى عنك بعد الولادة وتسلمك الى عائلة اخرى تتبناك؟او ترميك في مزبلة لقمة للكلاب؟لا تكن قاسيا وحاول ان تقدر ظروف امك المسكينة التي ضحت بحياتها من اجلك بسبب نزوة عابرة.....
قال لي متاوها:
ليتها كانت نزوة يا زهرة انه اغتصاب....
مادا؟اغتصاب؟رباه.....
اجل اغتصاب وهي لاتعلم من الفاعل فما حدث لها كان ليلا وهي عائدة من زيارة عائلية اعترض طريقها رجل في جنح الظلام وقام بجرها الى طريق منعرجة خالية وهو يهددها بسكين لتستسلم له ويقضي وطره منها بوحشيةويفتض بكارتها وهي لم تكمل بعد الثامنة عشر من عمرها.. ثم يخلي سبيلها لتكمل طريقها في رعب..مما اسفر عنه حمل..ولم تتحمل المسكينة الخبر والخوف من الفضيحة والتقاليد والاعراف والعائلة..فلم تجد بدا من الهرب في وسط الظلام..لتشد الرحال الى هده المدينة الكبيرة وتشق طريق الكفاح والمعاناة تحت سقف امراة عجوز استقبلتها بحفاوة وهي تفتح لها بابها...عجوز اعتقدت انها جدتي....
وقاطعته وانا احاول تشجيعه:
انها جدتك ولم لا؟الم تكن تحرص على العناية بك؟الم تكن تهتم بك كحفيد؟وامك في عملها الم تكن الجدة تحضر لك طعاما ؟تغني لك اغنية؟وتحكي لك حكايات عن سالف العصر والاوان؟
وضحك حكيم لحديثي فقد تذكر طفولته البريئة واحاجي الجدة وحكاياتها الخيالية...
رحمك الله ايتها الجدة فقد تركت لي فراغا كبيرا يا زهرة...فموتها كان بمثابة شرخ..احسست ان شيئا ما ينقصني...اعتدت على اسئلتها الروتينية ..تسال عن احوالي ومستجداتي...
افهمك يا حكيم ولكن المستنقع لن يشفي الجراح..بل يزيدها الما...
قاطعني ثانية:
وهي على فراش الموت..طلبت من والدتي ان تحكي لي ماجرى...وانا لم افهم شيئا وقتها ...وامي المترددة دوما في الاعتراف....ظلت مترددة حتى اخر رمق هي الاخرى...
وقاطعته:
وكيف دلك يا حكيم؟
واجابني ان امه وهي تحتضر اعترفت له انه ابن غير شرعي ولا تعرف من ابوه فهو ثمرة حماقة متسكع سكير اعترض طريقها ليلا...واضطرت الى الهروب ...ولا احد من عائلتها يعلم وجهتها...خوفا من العار والفضيحة....
واكمل حكيم وهو يدرف الدموع:
المشكلة يا زهرة انها طلبت مني وهي في لحظاتها الاخيرة ان اعدها بالبحث عن عائلتها...وكنت مضطرا ان اعدها بدلك وانا تحت هول الصدمة...
ولم تريدك ان تبحث عنهم يا حكيم؟
تنفس حكيم الصعداء قائلا:
تشعر امي دوما اني وحيد ولا تطيق ان ابقى وحيدا في الحياة بعد موتها..تريدني ان ابحث عن عائلتها عن امها او جدتي ان كانت ماتزال على قيد الحياة وعن اخت واخ ربما لهم ابناء في مثل سني؟؟؟من يدري؟ولكني اشعر بالحرج وكرهت كل شيء ولا اريد ان اتعرف على احد.
وقاطعته ثانية وانا لم افهم شيئا:
وكيف تمكنت من الدراسة يا حكيم وانت لا اب لك؟اقصد دون اوراق رسمية....
لكنه ضحك بسخرية قائلا:
لقد سجلت باسم زوج جدتي المزيفة فقد اكتشفت ان ابي في اوراقي هو زوج جدتي ومن محاسن الصدف ان اسم امي فاطمة واسم جدتي هي الاخرى فاطمة ..ولله في خلقه شؤون..والدوار ما من مسكن له سوى خمر المستنقع ونسوان المستنقع...وانا ابن حرام...واجوب الشوارع والازقة ..وكلما رايت سكيرا او متشردا عجوزا الا واعتقدت انه ابي الحقيقي الدي اغتصب امي...يا الهي انا ابن زنى...
ويبكي حكيم بمرارة وانا اراف لحاله.....
اه يا حكيم...لا تفكر في شيء فانت انسان وهدا يكفي..فانت حكيم وعاقل وراشد انت قوي لا تكن ضعيفا يا حكيم..انما الاعمال بالنيات...وليكن ايمانك قويا...وتقبل الامر صديقي...لن تجديك عاهرات المستنقع نفعا...ولن يجديك الزواج من احداهن دون حب بل لاشفاء غليلك.وارضاء ضميرك نفعا ولا تعتقد انك لن تجد امراة تحبك رغم وضعك...
قاطعني مستفسرا حائرا:
افكر في الانتحار اريد ان اضع حدا لماساتي فلم يعد لي هدف ولا رغبة وربما لن اجرؤ على التفكير في الزواج والانجاب...من امراة شريفة..دات اصل وفصل..افكر في الزواج من عاهر..اريد ان اشعر اني اقوم بخدمة نبيلة ..فانا الان احترم العاهرات كثيرا واقدر الظروف التي رمتهن الى اوحال المستنقع...فاكثرهن تعرضن للاغتصاب او النصب او الغدر والخيانة...وامي التي دفعت ثمنا غاليا من اجل حماقة سكير...امي التي ضحت بعائلتها لمدة تزيد عن ثلاث وثلاثون سنة خوفا من العار...ويقطر قلبي دما..ليتها اخبرتني من قبل..فربما كنت قد افلحت في ان تلتقي بعائلتها...فانا السبب في حرمانها من كنف عائلتها وضياع مستقبلها انا السبب..
واجبته بنبرات حادة:
حكيم اشعر بازمتك يا حكيم وستستطيع ان تتجاوزها بادن الله انا واثقة من دلك. ولا داعي ان تلوم نفسك انها مشيئة الله ..انه قدر مكتوب على امك ان تعيشه... والحب لا يعترف بالمظاهر ولا يعترف بالاعراف ولا الفوارق الطبقية ولا الاصل ولا النسب..حاول ان تكون واقعيا صديقي..ودع الامور تجري..وادخل المعركة لافائدة من الهروب.يجب عليك الاقدام وانا متاكدة انك ستجد زوجة صالحة تحبك ولايهمها ان تكون ابن حلال او حرام فالدنب ليس دنبك وما يهم ان تستعيد ثقتك في نفسك وتحسن الاختيار ..دع الجبن جانبا ولا تكن ضعيف الشخصية..وانتحارك ليس حلا يا حكيم انتحارك لن يمحو غلطة ابيك. ..دع الاقدار تسيرك..وفكر في مستقبلك...انها مجرد غشاوة مجرد غيمة وستمطر وتخضر القلوب يا حكيم.........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضجة في مصر بعد اغتصاب رضيعة سودانية وقتلها


.. المحامية انتصار السعيد




.. في يومه الثاني ملتقى العنف الرقمي يناقش الوقاية والاستجاب


.. اليمنيات بين التحديات والإنجازات المسيرة مستمرة




.. الحروب والكوارث الطبيعية تُعرض الأطفال للإصابة بالاكتئاب