الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع المرأة بين أرجوحة المجتمع والسياسة

ديلان عزالدين حسين

2014 / 9 / 9
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


في شرقنا المنافق وبدون مجاملة .....تقام المآدب الاجتماعية والمجاملات ويتبادل السلام وتتوطد العلاقات الاجتماعية الذكورية ويتماسك شكلاَ المجتمع المفتت الهش من الداخل على حساب سعادة المرأة، كما وتنصب خيم الشرف على حساب مشاعرها..ويرقص المنافقون أخوة وآباء وأعماماَ وأخوال وأزواج على حساب جنازة المرأة..فوحدها تلك التي ترضى أن ترقد أبدا في عش دخلته مرغمة أو راغبة نادمة هي السيدة الفاضلة، ووحدها التي لا تجاهر برفضها لوضعها الاجتماعي هي التي تجلب السعادة للعائلتين المتصاهرتين ..ووحدها التي تنتظر منذ عشرينياتها ابن الحلال هي البنت المرضية، ووحدها التي تتحول الى فراش ممل لرجل أصبح َ حتمياَ ، هي الزوجة الفاضلة..أما التمرد ففي مجتمعاتنا له ألف عنوان وعنوان..
واذا كان المجتمع السني المستوطن أرياف وصحارى الشرق الأوسط بكافة قومياته، هو الأكثر اضطهاداَ للمرأة ،وفيه تحلل بحكم العادة جرائم باسم الشرف وتعنف النساء تحت راية العرض وباسم الكرامة، فإن علويي الجبال والساحل ودروز الجبل، وشيعتها ومسيحيوها وان كانوا أٌقل عنفا في معاملة المرأة لكنهم لم يتجاوزوا رؤيتهم لها كإلهة للرغبة او الجمال في افضل الحالات، كما إن عبارات من قبيل "ادفنك يا بنت تحت التوتة" و"غلطت البنت" و"وسخت اسم العيلة" لاتزال تتوارد وبشكل مألوف في الساحل والجبل..
وفيما لو أتت ممارسات من قبيل قتل الفتاة العازبة بعذر الشرف من صلب أكثر أديان المنطقة تزمتاً أو لا ،فإن التفكير الجمعي يتجه إلى الإيمان بأن هذه القوانين الأوسطية اللاإنساينة المجحفة بحق كينونة المرأة جسدا ووجودا مستوحاة من الأديان..

لكن....إن كانت الأديان بعمومها قد همشت دور المرأة وحولتها الى كومبارس في الحياة، فإن الحركات السياسية على ما يبدو فشلت وبامتياز في استقطاب الصوت النسوي ، وتحويله الى محرك فعال في صلب أنشطتها ..ولعل العنصر الذكوري المهيمن قام فيما يتعلق بالشق السياسي بتحويل المرأة الى اكسسوار فحسب..فإذا بنا نرى في المؤتمرات الشرق أوسطية وفي تجمعات الحلول السياسية ، سيدة أو سيدتين ضمن العشرات من الذكور..وعالباَ ما تكون من تبوأت المنصب قد استلمته هدية أو عربون ود بينما تغيب المفكرات ومناضلات الساحات عن هكذا أجواء.
علماَ أن ذكر نقطة كهذه قد تكون مجحفة بحق السيدات وخاصة في فلك مجتمعات الشرق الأوسط، فالذكور الواصلون الى المراتب القيادية أيضا ليسوا جميعا من النخبة المفكرة أو الشريحة الأكثر اختصاصاَ وإخلاصاَ لما تمثله ، فالقضايا القيادية وتبوء المناصب أمسى محض إجادة لفن الصعود أو التسلق سواء فبما يخص الذكور أو الاناث..
ولعل أحزاب اليسار كانت أكثر من أوحى للمرأة بأن بالإمكان مساواتها مع الرجل، وبغض النظر اذا ما كان الايحاء مغناطيسيا كاذبا أو مستمدا من الواقع فإن هذه الأحزاب قد نجحت وإلى حد مقنع وخاصة في بداياتها في كسب فئة من النساء المثقفات وشريحة الشابات الجامعيات ..وفي التاريخ الحديث وبالنظر الى دور المرأة في الحركات التحررية نرى أن المرأة الفلسطينية لم تهمش وحسب انما غيبت واقعا ومضمونا وحتى أدبا، فحتى في قصص الكفاح الفلسطييني كان دور البطولة النسوي يقتصر في أم سعد، المرأة التي اكتفت بحمل زوادات الطعام لابنها ورفاقه.. وان كان محمود درويش .قد قال ان كل ليمونة ستنجب طفلا ...فان الصراع السياسي بين حركتي حماس وفتح ضاعف من معاناة الليمون الذي لم نعد نسمع به حتى في في كتب الأدب، حيث تفاقمت مشاكل المرأة معيشيا واجتماعيا في ظل الأةضاع الاقتصادية المزرية وعادت المرأة الفلسطينية يتلقى عنف الرجل وانهزاماته المتعاقبة كما تحللت وتفتت كاقة المنظمات النسائية..
وإذا كان حزب العمال الكردستاني وحلفاءه في النهج الايديولوجي قد قطعو شوطا فيما يتعلق باشراك المرأة عسكريا واداريا..فقد ظلت الصوت الثاني قياديا وسياسيا وبقيت مكملة لدور الرجل..وحتى في ظل القيادات المشتركة التي تنادي بها أحزابه، إلا اننا نرى دوما اللقب الذكوري سباقا...بالإضافة إلى أن الحركة النسوية التحررية الاوجلانية رُبطت باسم قائد أوحد تمثله شخصية ذكورية ، وهو النهج الفكري ذاته الذي طبقته الأديان التي غيبت دور الآلهة ونادت باتباع الإله الذكر،وهنا مكمن الشرخ..
أما دبلوماسيا فقد بقيت المرأة الزهرة التي تنتحي جانيا لتزين المائدة الذكورية المهيممنة..
وبعددهذا التطرق المختصر والسريع لواقع المرأة، يبقى السؤال، هل فعلت المرأة ما يتوجب عليها فعله لتغيير هذا الواقع؟ أم اكتفت ابنة الطبقة الفقيرة بالصمت والبكاء ، بينما تفرغت نساء الطبقة الأرستقراطية للثرثرة حول أحدث الماركات العالمية وفي أحسن الأحوال حول العلاقات الغرامية ..ورضيت نساء الأحزاب اليسارية بالسير في الصف الثاني ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: امرأة سودانية تروي تجربتها المؤلمة في الهروب والولادة


.. لقاء يسلط الضوء على رعاية الناجيات من العنف في إطار الأزمات




.. ممثلة منظمة إيد منى كيديري


.. الباحثة في السياسة العامة لمياء مجاهد




.. ممثلة منظمة التحالف من أجل التضامن انتونيا كاريون