الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العريس متين

سماح الجوهري

2014 / 9 / 9
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


حول الحطب المشتعل ليلا، تجتمع نساء قريتنا
أحيانا في سمر
أحيانا في ضجر
لكننا أبدا لا نسمع لهن ضجيجا.
أما الرجال، ففي سبات عميق لا يوقظهم إلا الصلاة .

العريس متين
لماذا لا تتزوج البنات؟!
إذا سألت البنات عن أهم أمنياتهن في السنة الجديدة، فسوف يجبن دون تردد وبصيغة الدعاء المصحوب بالتمني: "يا رب أتجوز"!
الله!
طيب.. ما دامت البنات ترغب في الزواج، فلماذا يقولون لدينا مشكلة عنوسة؟
من الذين يقولون؟ الكتاب، والصحفيون؟
هؤلاء أغلبهم رجال، فيأتي كلامهم مصحوبا بأرقام وإحصائيات أحيانا عشوائية، وأحيانا مجهولة المصدر، وأحيانا حقيقية، ولكنها تخص عنوسة البنات فحسب، ولكن إذا حاولنا التفكير بشيء من المنطقية فسنجد أن أهم أسباب العنوسة هو عزوف الرجال عن الزواج!
ولماذا لا يتزوج الرجال؟
بسؤال الرجال أنفسهم، تعددت الإجابات، فمنهم من أرجع عزوفه عن الزواج إلى أسباب مادية؛ كأن يقول مثلا: الزواج مسئولية، الزواج مصروفات كثيرة، لا أجد قوت يومي ومرتبي بالكاد يكفيني، ومنهم من أرجع السبب إلى المرأة المصرية كأن يصفها بالنكدية والله الغني! أو يراها امرأة غير مثيرة وجسمها غير مثالي، أو أنها عديمة الفهم ومخها مقفول.
الأسباب التي ذكرها الرجال لعزوفهم عن الزواج كثيرة سنفرد لها مقالا خاصا، ولكن اللافت للنظر أنه لم يكن من بين هؤلاء الرجال من يقول مثلا أنا لم أتزوج لأسباب جنسية أو نفسية أو صحية، وكأنها عار يخجل منه الرجل ويتوارى، مع أنها أدواء لها علاج، وأولى خطوات هذا العلاج هي الاعتراف بوجود المشكلة، وترك الخرافات والخزعبلات المبالغ فيها، والتي تنم عن جهل، كالادعاء بأن الرجل المصري هو الأقوى جنسيا على مستوى العالم!
حقيقة أن هذه الخرافة أيضا تأتي من باب التكوين الضدي، فهي حيلة نفسية؛ لأن الرجل المصري أصبح معروفا بالعكس تماما، وباتت مشاكله الجنسية لا حصر لها!
ولكن مجتمعنا بارع في إسكات الزوجات وقهرهن، فهذا الزوج العاجز أو الضعيف جنسيا، وبكل تبجح يقول إن زوجته غير مثيرة، أو تعاني من برود جنسي، فهل يحق لهذه الزوجة أن تقول الحقيقة وتفشي السر؟ بالطبع لا؛ فهي حبيسة إرث لا نهاية له من الثقافة السينمائية التي تنعت الزوجة الكتوم "بالأصيلة"، ولا أدري أي أصل هذا الذي يجعل المرأة حبيسة للعقد النفسية للرجل مدى الحياة!
يتناسي الرجل المصري أن الجنس فطرة، وأن أبسط تعريفاته هو أنه فن الإمتاع، والتمتع كل حسب إمكانياته؛ أي مهما كانت زوجتك محدودة القدرات، استطعتما التمتع معا، فدعك من كل الحجج الواهية؛ لأنها أصبحت أمرا معروفا وواضحا.
وليتذكر مدعي الفحولة الجنسية أن الأمر أبسط كثيرا من ادعاءاته؛ فهو ليس بحاجة إلى مارلين مونرو لتثيره، فالفحل يثار حقا من كلمة.. من نظرة.. من لمسة!
الحل إذن بسيط، فقط عليك أن تقر بأن عجزك أو ضعفك الجنسي مرض كأي مرض، لا دخل لك فيه، وأن له علاجا كسائر الأمراض.
لا تخجل من مرضك وأعترف به كأي إنسان متحضر لننزع من عقول الناس أن هذه كارثة تلحق بصاحبها وبأهله العار.
قرأت مداخلة طريفة على الفيس بوك لأحد الأصدقاء الصيادلة يقول: الرجل المصري هو الوحيد الذي إذا ذهب لشراء الفياجرا سبق الطلب بجملة "ليست لي، ولكن لواحد صاحبي"!
سيظل الجنس هو أحد التابوهات الثلاثة والتي نهاب الاقتراب أو التحدث عنها مهما واجهنا من مشكلات، وإذا نظرنا إلى المستقبل، فسنجد أنه كالحاضر معتم تماما، فالتعليم والإعلام ومنابر الوعظ موجهة لأشياء أخرى، تهتم بالدولة قبل أن تهتم بالإنسان، فليس أمامنا إلا أن يبدأ كل منا بنفسه بتثقيفها وتوعيتها أولا، ثم يتجه لتوسيع الدائرة لتشمل المحيطين به.
عزيزتي الزوجة المصرية، واجهي زوجك بالحقيقة، واصحبيه إلى أقرب طبيب، فإذا كان مريض وصف له العلاج بدلا من أن يغرق هو ومن حوله في العقد النفسية، واهمسي في أذنه: على فكرة يا زوجي، الفياجرا لك وليست لواحد صاحبك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملكة جمال ألمانيا تتعرض للتنمر


.. بسبب شكلها وعمرها.. التنمر يطارد ملكة جمال ألمانيا الجديدة




.. 34 عاماً من النضال والتضحية... جثمان الشهيدة زوازن حسكة يوار


.. الرقة 28 4 2024فوزية المرعي مثال للعطاء ومسيرة حافلة في الا




.. الناشطة السياسية مي حمدان