الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور التعليم التلقيني في اعتقال العقل المسلم:

نبيل هلال هلال

2014 / 9 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التعليم النظامي فى المدارس الحكومية يكرس إعداد أجيال تقبل الواقع على أنه أفضل الممكن، أجيال عاجزة عن التأمل والاستنتاج والحوار، وذلك باستبعاد وسائل التعليم الحواري التحليلي الموضوعي النقدي الذي يدرب العقل ويشحذ الحواس. ويتبنى هذا التعليم النظامي الوسائل التعليمية التى ترسخ الذاكرة والحفظ لدى التلاميذ على حساب ملكات النقد والإبداع والتفكير. وكان الحفظ هو طريقة التعليم التى درج عليها العرب قبل الإسلام، فقد كانوا أميين لا يعرفون القراءة والكتابة، واعتمدوا على الذاكرة فى حفظ أشعارهم. ولما كان التعليم بعد الإسلام يعتمد أساساً على القرآن الذى كانوا يحفظونه عن ظهر قلب، لذا كان الحفظ بمثابة الوسيلة الأساسية فى المنهج التعليمي وهى وسيلة لم تكن غريبة على آبائهم الأولين فى الجاهلية، ولم يكن الحفظ والاستظهار خاصاً بالقرآن الكريم أو الحديث الشريف، وإنما تعداهما إلى العلوم الأخرى أيضاً . وكلما تأكدت حقيقة أن الطلاب مجرد مخازن للمعلومات كلما قل وعيهم بالعالم المطلوب منهم تغييره، فقبولهم لهذا الدور السلبي، يعنى بالضرورة تأقلمهم المستمر مع الواقع المفروض عليهم والمعرفة المبتسرة التى أريد لها أن تملأ عقولهم. ومن هنا يتضح أن مهمة التعليم التلقيني الذى يعتمد على مجرد تخزين وإبداع المعلومات فى عقول الطلاب تتركز فى تقليل القدرة الإبداعية عند الطلاب أو إلغائها تماماً من أجل خدمة أغراض المستبدين الذين لا يرغبون فى أن يصبح العالم مكشوفاً لهؤلاء، أو أن يصبح موضوعاً للتغيير. فالمستبدون يتصرفون بغرائزهم ضد أى محاولة فى التعليم تستهدف تنمية الملكة النقدية. لأجل ذلك يشجع المستبدون مفهوم التعليم التلقيني، ويستميتون من أجل فرض نظام التعليم التلقيني الذي يبقى الواقع على ما هو عليه . (يُتبع)
من كتاب :اعتقال العقل المسلم-لنبيل هلال هلال-الكتاب متاح في مكتبة الحوار المتمدن ورابطه هو:
http://www.4shared.com/office/8CDyPl3Z/___online.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيه طيبه
احمد ( 2014 / 9 / 11 - 06:36 )
عزيزي الكاتب المحترم
رغم اني قد انتهيت الان من قراءه مقدمه الكتاب .. فيبدو لي انه سيبقى معي لعدة ايام لقراءته وتدوينيه كاحد الكتب التي استمتعت بقرأتها ..
كتجربه شخصيه اتفق معاك جدا باننا كنا الات تحفيظ فقط وهذا ما اكتشفته عن نفسي عندما خرجت من احد دول الشرق الاوسط للدراسات العليا ولكن مع الجهد استطعنا ان نتخلص من هذه العادة
سريعا واكمال المشوار ..
شكرا لك ولي تعليق بعد قرأة الكاتب لاحقا ..


2 - تحية للآستاذ أحمد
نبيل هلال هلال ( 2014 / 9 / 11 - 12:06 )
شكرا أخي الكريم على مرورك على المقال وبانتظار رأيكم الكريم .

اخر الافلام

.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة


.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا




.. البابا تواضروس الثاني يستقبل المهنئين بعيد القيامة في الكاتد