الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع القادم بين الاصولية الاسلامية وبين العلمانية الغربية

نشات نصر سلامة
(Nashat Nasr Salama)

2014 / 9 / 11
المجتمع المدني


فى العصور الوسطى حدث صراع عنيف بين العرب وبين الكنيسة الاوربية نتج عنها ما يسمية العرب الحروب الصليبية والتى استمرت لعقود عديدة , وادعى العرب ان هذه الحروب شنها الاروبيون للاستيلاء على الاراضى الاسلامية بينما ادعت الدول الاوربية ان هذه الحروب نتيجة التجاوزات الكثيرة التى كانت تحدث للحجاج المسيحيين الاوربيين عند زيارتهم لاورشليم القدس .ونظرا للصراعات العديدة الداخلية بالدول الاوروبية نجح العرب بقيادة صلاح الدين فى طرد الاوربيين من المنطقة لفترة من الزمن ..
ثم عادوا مرة اخرى لدول الشرق الاوسط والقيام بتقسيم الدول بينهم طبقا لمصالحهم فيها بعد احتلال عسكرى واقتصادى لتامين مصالحهم الخاصة .
ثم قامت بعض الثورات الاقليمية كما حدث فى مصر واليمن وليبيا والجزائر لتصبح الدول الغربية مرة اخرى خارج قواعد اللعبة .
وخلال الاربعين عاما الماضية ومع ظهور طفرة البترول وعوائده الضخمة . نبعت فكرة اعادة الخلافة الاسلامية مرة اخرى .ونجحت اموال البترول فى تجنيد الكثير لخدمة هذا الهدف الدينى وهو امكانية تطبيق الشريعة الاسلامية فى كل ارجاء الارض
ومن هنا انتشرت الاصولية الاسلامية فى معظم دول الشرق الاوسط خلال الاربع عقود الماضية لتغير كثير من الثقافات والانماط الاجتماعية فى هذه المجتمعات ووصل التغير فى الملبس والمظهر وبعض العادات والتقاليد .وتغير النمط الاجتماعى فى مصر كما تغير فى السودان كما فى افغانستان والصومال واليمن وتونس ولبنان وسوريا وانتشر الحجاب كرمز للهوية الدينية الاسلامية فى كل هذه الدول فى ان واحد وحتى دول بعيده مثل الشيشان وطاجستان وصلت لهم هذه الثقافة المتشددة ايضا .
واذا كان العالم قد شهد فى القرن العشرين بروز قوتين هما الاتحاد السوفيتى وامريكا وكانت بينهما حرب باردة عنيفة . وانتهت بتفكك الاتحاد السوفيتى فى اواخر القرن العشرين فان القرن الواحد والعشرين قد بدأ باحداث 11 سبتمبر 2001 والتى يمكن تسميتها بداية الصراع بين العلمانية الغربية وبين الاصولية الاسلامية المتشددة .
فالاسلامى المتشدد يرى انه يجب تطبيق شرع الله فى كل انحاء العالم وهذا واجب دينى بحت عليه تنفيذه .... فى حين تعيش الدول الغربية العلمانية ازهى عصورها من الحرية الشخصية والقوانيين المدنية وجعلت حرية العبادة مصونة داخل الكنيسة والمسجد اما خارجهما فالكل متساو امام القانون وامام الدولة .
وخلال العشر سنين الماضية هاجر كم ضخم من الافراد الى الدول الغربية سواء للعمل او للهروب من واقع مر داخل بلادهم او للهروب من ملاحقات امنية ومعظم هؤلاء الافراد مسلمين ... ونظرا لان العلمانية لا تفرق فى الدين فلذلك وجدوا كل ترحيب وتمتع بكل الحقوق والواجبات التى لدى المواطنيين ... ولكن نظرا لان نسبة منهم لديه ميول وثقافة اصولية متشددة .. اصبح يحلم ويامل فى تكوين مجتمع يطبق الشريعة فى اوروبا والغرب .
وخلال الشهور الماضية قام بعض من هؤلاء بعمل كردونات لبعض المناطق التى يكثرون فيها وحاولوا تطبيق الشريعة على اماكن البغاء وشرب الخمر . وقد تم عرض عده فيديوهات على الفيس بوك لبعض هذه الاحداث فى لندن وبروكسل والمانيا .
وهنا يتضح وجود ازمة مجتمعية مستقبلية بين من يرون ان تطبيق شرع الله واجب دينى مهما كانت عواقبه .. وبين العلمانية الغربية التى تعتبر الحرية الشخصية خط احمر لا يمكن تجاوزه تحت اى مسمى
لذلك فالصراع قادم لا محالة سواء اكان قريبا ام مؤجلا .
ان ما حدث بمصر يوم 30 يونيو يعتبر صراعا بين العلمانية المصرية وبين الاخوان المسلمين ..حيث احس العلمانيون المصريون بهزيمتهم امام الاخوان واستعملوا عقلهم ونجحوا فى تحريك الاقباط والمرأة وحزب الكنبة لحشد الجماهير للنزول ضد الاخوان ونجحوا فى اقصاءهم ولكن نجاحهم هو مجرد انه اصبح لديهم موطئ قدم فى الشارع المصرى .. ولكن الاصولية والسلفية مازالت لها الكلمة العليا فى الشارع المصرى .
ان المعركة القادمة ستكون شرسة وخطيرة سواء فى مصر او فى الغرب والمستقبل هو الذى سوف يحدد ابعاد هذه المعركة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: يجب إنهاء الحرب التي تش




.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر


.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..




.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟