الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاربة الإرهابي ليست عسكرية فقط

التهامي صفاح

2014 / 9 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعريف الإرهابي :كل شخص مدني أو عسكري ينتمي لدولة مستقلة قانونية (انظر تعريف الدولة اسفله ) يحمل السلاح بمحض ارادته ودون اوامر من السلطات في بلده أو يهاجر لبلد آخر لقتل الناس والمشاركة في تنظيمات عسكرية محلية او أجنبية إعتمادا على نصوص دينية قديمة مُختلَف حول تفسيرها (يفوق عمرها ألف سنة 1.000) تأمر بقتل المخالفين في الإعتقاد فقط لأنهم مخالفين في ذلك سواء كان مصدرها إسرائيل أو الجزيرة العربية أو العراق أو سوريا أو الهند أو الصين او اليابان ايران أو أوروبا أو امريكا أو غيرذلك .
تعريف الدولة القانونية : هي الدولة التي لها حدود جغرافية معترف بها ولها مسؤولوها ..يعني رئيس الدولة والحكومة وغيرهم ...وتستعمل التشريعات القانونية الحديثة لتنظيم المجتمع أي لها دستور ومؤسسات تشريعية متخصصة ومؤسسات تنفيذية و قضاء وجيش للدفاع ومقومات دولة.
لا أدعي هنا أن محاولة التعريف هذه كاملة جامعة مانعة كما يقولون لكنها تبقى محاولة .و المهم فيها هو تعريف الارهابي على انه مواطن في دولة مستقلة قانونية المفروض فيه ان يحترم قوانين تلك الدولة .والتعريف هنا هو من اجل محاربته قانونيا وفكريا للعدول عن عدوانيته والاندماج في مجتمعه اي اصلاحه كفرد يمكن الاستفادة منه .لانه اذا تطايرت اشلاؤه في الفضاء فسيغدو قطا حيا ينظف اي منزل من الحشرات و الفئران افضل منه .
فلا يجوز الكلام عن اشخاص يحملون اسماء مثل متطرف يهودي او سلفي جهادي او متطرف مسيحي (مثل جيش الرب الافريقيي) اسماء كلها عنصرية وطائفية بناء على نصوص دينية قديمة يفوق عمرها الف سنة (1000 سنة) مختلَف حول تفسيرها ومفاهيمها تستهدف قتل المخالفين في عصرنا الحالي وكأن الأمر ظاهرة طبيعية عادية .
لا ....هذا ليس امرا عاديا أو طبيعيا.انه مرض في الانسانية وعار في جبين القرن الواحد والعشرين.
ولمعالجة هذا الامر و بمناسبة زيارات وزير الخارجية الامريكي كيري المكوكية لعواصم منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط لحشد التأييد لعمل عسكري ضد تنظيم داعش الارهابي في سوريا والعراق و غيره فيبدو لي ان محاربة هذا النزوع الطائفي العنصري المشين في جبين الانسانية التي وصلت مستوى من العلم الحديث والتكنولوجيا والحضارة التي تعتبر اي انسان يستحق الحياة و الرعاية والعيش بامان ، يمكن بل يجب ان لا يقتصر على الجانب العسكري فقط و ضد داعش وحدها بل قانونيا و فكريا و اعلاميا و بكل الوسائل و ضد بوكو حرام والقاعدة و كل تنظيم يحدو حدوهم .
1 – على صعيد الدول يجب على كل دولة ثبت ان احد او مجموعة من مواطنيها قد شاركوا في أي عمل عسكري او باي شكل من الاشكال في دعم اي تنظيم ارهابي او اظهروا ولاءهم له ان تسحب الجنسية منهم و اذا تمكنت من اعتقالهم ان تقدمهم لمحاكمة عسكرية عادلة (لانهم يحملون السلاح كالعساكر) ولا تحرمهم من الحق في الحياة في نهايتها (مؤبد كاقصى عقوبة لفسح المجال امام اصلاحهم وامكانية مراجعة انفسهم اذا لم تتلطخ اياديهم بالدماء والجرائم وتخلوا عن افكارهم وبالتالي العفو عنهم ليندمجوا في الحياة مجددا).
2- على صعيد الاعلام يجب فسح المجال امام الطاقات الشابة التي تنبذ الارهاب لشرح وجهات نظرها بالموضوع وتنظيم ندوات و نقاشات و حوارات هدفها التعريف بالحياة المعاصرة ومتطلباتها و صعوباتها و مشاكلها و ضرورة الاعتراف بالاختلاف والتنوع و السلام و التعاون و التآزر ونبذ العنصرية والكراهية والدعوة للعتف او الحروب بين افراد المجتمعات والشعوب .
3 –دعوة المثقفين والمهتمين للمشاركة في المحاربة الفكرية للارهاب الذي يشكل تهديدا للجميع وجعله واجبا وطنيا تطوعيا حرا يدل على مدى تحضر الانسان و رغبته في المحافظة على السلام و التغيير داخل السلام و الاستقرار.
4 - على صعيد الحريات والحقوق يجب تنظيم حملات للتعريف والتاكيد على حرية الانسان في التفكير والإعتقاد و التعبير. لان هذه الحقوق ليست منة من احد او عطية و هي و الحق في الحياة اول الحقوق غيرقابلة للتفاوض او المساومة و تكفلها هذه الدول بمؤسساتها و هي التي تجعل من هذه الدول دولا حرة تنتمي لعصر القرن الواحد والعشرين و لمنظمة الامم الحرة المتحدة التي تشكل العالم المتحضرو اغلبية سكان الارض .
5 – على صعيد التعليم اذا كان لابد من تدريس اي تعليم ديني فيجب تاجيل تدريس مقارنة الاديان لما بعد الثانوية العامة (الباكالوريا) حيث يكون نضج الطلبة قد بدأ يتبلور لكي يعوا دراسة ما يدرسون بطريقة عقلانية تفيدهم في اخذ العبرة من تجارب الماضي و الاسلاف لتفادي اخطااء الاجداد .كما يجب تكثيف التعليم العلمي الحديث و التشجيع عليه لبناء عقول تنتمي لعصرنا مسالمة و منتجة فكريا وليست عقولا تنحو نحو الموت والظلام .
6 - إن اتجاه الارهابيين الى الثرات الديني القديم يجعل تمثلاتهم وتصوراتهم للعصور الغابرة التي قرأوا عنها مجرد روايات ترى أن هذه العصورهي العصور الذهبية التي تحلو فيها الحياة وبالتالي يجب ان تعود.وبما ان هذا أمر مستحيل ، اذ من اين سناتي لهم نحن بهذه العصور الغابرة وظروفها ؟ فانهم يتحولون لمرضى بانفصال الشخصية عن الزمن الحالي و يرون انفسهم غرباء عن عصرنا وينحون منحى الانتحار لان الواقع الحالي لا يعبر عن احلامهم المريضة .من هنا تجب معالجتهم نفسانيا في مصحات متخصصة ..كما يجب منع تلك الكتب من التداول لانهاهي السبب في اصابتهم بهذه الامراض.
7 - ان درب حق الشعوب في تقرير مصيرها والتحول الديموقراطي و الحرية الذي يجب السير فيه الى مداه هو الجواب العتيد عن الارهاب والتهميش و الاقصاء الذي يمكن ان يتذرع به من يحملون السلاح للانخراط في منظمات ارهابية خارجية مثل داعش و القاعدة وبوكو حرام .فلا يجب خلط الاشياء بالقول ان الامان والاستقرار هو البديل للديموقراطية. فالامان والاستقرار لا يتناقضان باي شكل من الاشكال مع تمتع الشعوب بحقوقها المشروعة في السيادة والديموقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح ما المراد بالروح في قوله تع


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تجيب عن -هل يتم سقوط الصلوات الف




.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا