الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشيخة

أكرم حبيب الماجد

2014 / 9 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المشيخة قسمان : مشيخة كسبية ، وهي التي يرقى اليها المشايخ بالكسب والتحصيل العلمي ، ويكون شيخها مجتهدا ذو ملكة تؤهله للقيام بمهمة التعليم والتربية وإرشاد الخلق ، ودون صاحب الملكة يعتبر استاذ ومعلم ، وتكون درجاتهم متفاوتة بين جيد وأجود ، ومن لم يتأهل لذلك فهو طالب علم ، والطلاب يتفاوتون بعلومهم .
والمشيخة الاخرى : إالهية أي ان الله تعالى قد يهيئ شخصا ويعده ويلقى في قلبه بعد تنويره وفتح بصيرته أن يكون هاديا ومرشدا لعباده ، ودالا لخلقه على طريقه .
وعليه : فليس الاخيرة محل ادعاء لان صاحبها يظهر بعلمه ، ويتأيد بايات ربه الخارجية والانفسية ، وكل هذا مشهود بالحس او الكشف . ويكون مستجاب الدعاء ، وكلامه يخط في صفحة التكوين على ما يناسب المقام ، ويطلبه الحال قليلا او كثيرا يكون ذلك له بحسبه وسببه.
وايضا الاولى ( المشيخة الكسبية ) ، لايشترط فيها البصيرة وإن اشترط فيها الملكة ، وكل صاحب ملكة لا يشترط ان يكون صاحب بصيرة ، وكل صاحب بصيرة صاحب ملكة .
وايضا الاولى تعيينها انفسي اي يحصل عليها الشيخ بنفسه لتدرجه في العلم والعمل، ولذا قد يتكفل الشيخ ويتحمل اعباء المشيخة بنفسه ، ولا يحرز في ذلك العون من الله ، وإن كان له الاجر والثواب ، ولكن الثانية بإلقاء من الله ، وفيها يتكفل الله بعون من هيأه وأعده لتربية العباد ، فضلا عن الاجر والثواب .
وايضا الاولى كسبية لا تخلو من الظنون و الاخطاء ، والثانية وان كان فيها ذلك ولكنها قليلة . وايضا لا يستبعد في الاولى ان تكون علاقة المحبة وغيرها من العلاقات بين الطلبة مع بعضهم ، وبين شيوخهم ، والمحبوبية من ربهم ولربهم اقل درجة مما هي في المشيخة الالهية ، لان في الثانية قوم اتى بهم الله فاحبهم واحبوه ، ونشر المحبة بينهم :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰ-;-لِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
وايضا في الاولى يساق الطلبة الى شيخهم باسباب انفسية عادة ، والثانية يساقون باسباب الهية عادة ، فالذي هيأ شيخا يهيىء له طلبة ، واحباب ، وغير ذلك من الفوارق يطول ذكرها .
واما الطالب فلا يعد طالبا حقا حتى يعرف نفَس استاذه ، ويتادب على يديه جمالا وجلالا ، والا يكون الطلبة بنسب إذا فقدوا هذين الامرين : النفَس والادب الجمالي والجلالي .
ثم من حفظ حرمة استاذه وأخلص معه كان على قدم استاذه وظله ، وإلا يعتبر عقوق والد ، ونكران نعمة وكفرها ، لانه امر يقابل الشكر ، ومن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق ، فكيف بمن يُعلم للخالق .
وأخيرا لن يبلغ السالك مرتبة الذات - وهي اعلى المراتب جملة - من وقف عندها ، فاكثر السالكين يقفون عند الاسماء والصفات ، بمعنى من نظر الى ذاته ولم يفنى عنها فقد وقف على صفاته ، وانما يكون هذا بانشغال السالك بالاسماء و الصفات كوقوفه عند العلم والحكم وغيرها ، واما من تجاوز حجاب الاسماء والصفات ، فقد بقي عنده حجاب الذات ، لايتجاوزه حتى يفنى عنها ، اي الذات ، ويبقى بالحقيقة ، وايضا حقيقة المقام من بعد الله ان تكون نفس شيخه افدى اليه من نفسه ، وإلا يبقى محجوب بحجاب الاسماء والصفات ، وما اكثرهم على ذلك .
واعلم ان الامر لا يستقيم حتى تعرف سر الذنب ، واسرار اخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah