الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد بين الأقدام

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2014 / 9 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أغلب المجموعات المسلحة و التي تقاتل بعنف لإبادة الآخر تكون مرجعيتها على الأغلب دينية و على الأغلب إسلامية و على الأغلب أيضاً من مذهبٍ محدد لا سواه و هو المذهب السني ذو التوجه السلفي..معلومةٌ شبه حقيقية..صدفة؟؟..لا أعتقد ذلك فحتى الصدفة لها سقفٌ تعجز عن تجاوزه..و ربما يكون تكرار هذا الأمر أمام أعيننا ما هو إلا نوعٌ من أنواع المؤشرات الإلهية التي تحاول جاهدةً الوصول إلى عقول المُغيبين بيننا و المسارعين للانضمام إلى تلك الجماعات و ما أكثرهم و أكثرها.

داعش و جيش النصرة و أحرار الشام..أمثلةٌ بسيطة على تلك الجماعات التي أتحدث عنها..و هي فصائلٌ لا يمكن أن تتهمها مهما تجنيت بالرقة أبداً..فجميعها تتنافس فيما بينها و بحماسٍ مسعور حول أيها يضم بين صفوفه العدد الأكبر من المختلين نفسياً..المنافسة شديدة و لا أعلم من سينتصر فيها على الآخر..و لكنه ذلك النوع من المعارك الذي تشعر معه بأن الخاسر كما الرابح..كلاهما سيكون نصره أو هزيمته وبالاً عليك أنت وحدك.

تلك الفرق المتنافسة ذبحاً جميعها تتبع المذهب السني المتشدد و هذه ليست بالصدفة الغير قابلة للتكرار أو الرصد..فأغلب المذابح التي تمت خلال تاريخنا -الغير مشرف تماماً- تمت عن طريق هذا المذهب بالذات بأفضلية تفوق على المذاهب الأخرى..المعضلة الحقيقية التي تواجه المواطن البسيط هي أن كل تلك الفرق تروج لفكرة واحدة و هي أنها الناطق الرسمي بلسان الرب الذي أصابه الخرس -من وجهة نظرها- و إنها المتبع الأكثر دقة لمنهج الرسول الكريم..هكذا و بقليلٍ من الخيال المرعب سنرى كيف كان الرسول يتعامل مع أعدائه و أيضاً بكثيرٍ من الإنسانية سنتعاطف بالضرورة مع كفار قريش لأنهم كانوا ضحايا لذلك الفكر المتوحش.

الاختلاط الحتمي -و الذي يراه أتباع هذا المذهب كذلك- للدين بالسياسة يجعلنا نحصل دوماً على طفل ثاليدوميد لا يُرجى شفائه من التشوه الظاهري -على الأقل- الذي يُعاني منه..فنجد أن ثقافة "المتحدث الرسمي" هي السائدة ليس لأنها تعكس الحقيقة بالضرورة و لكن لأنها أقصر الطرق لتحقيق المصداقية لدى العامة..و ما تسابق تلك الجماعات على السيطرة على مصافي النفط و الثروة و تقاتلها فيما بينها حول مناطق تواجدها في مقابل تخصيص المساجد لعمليات الذبح على الطريقة الإسلامية إلا مؤشرٌ بسيط على الأولويات الحقيقية لتلك الجماعات و حقيقة تسابقها المحموم نحو السلطة لا نحو إيجاد مفاهيم إنسانية لحفظ حقوق الفرد و حرياته.

ذلك التسابق يظهر جلياً أيضاً في تكفير تلك الجماعات لبعضها البعض بالرغم من أنها تتبع ذات الدين بل و ذات المذهب!!..ذلك التكفير لا يخضع لأي منطقٍ ديني أو حتى منهجٍ شرعي واضح في تطبيقه لشروط معينة لتحقق فكرة التكفير -المرفوضة لدى شريحة واسعة من العقلانيين- و لكنه -أي التكفير- أصبح بكل بساطة أداة دينية ظاهرياً سلطوية باطنياً الغرض منها إقصاء الطرف الآخر المزاحم على كرسي الخلافة كفكرةٍ إسلامية و السلطة كفكرةٍ دنيوية.

قبل ما يقارب الأسبوع شاهدنا جميعاً كيف أن ذلك النزاع وصل إلى حدوده الدموية القصوى كما الهزلية أيضاً..فمن جهة وجدنا أن داعش اغتالت -و بكل فخرٍ إعلامي- أبرز قيادات فصيل أحرار الشام..بالرغم من أن كلا الفريقين ظاهرياً يقاتل ضد ذات الخصم و لكنه حقيقةً يسعى في ذات الوقت نحو ذات السلطة لهذا وجب التخلص منه..كل ذلك يتم أمام ناظريَّ المشاهد البسيط الذي لا يعرف أي الفريقين يُمثل الخير و أيهما يقوم بدور الشر في تلك المعركة..فكلا الفريقين من وجهة نظره يطيلون اللحى و يمجدون الرسول و يصرخون بكل حماس و هم يقتلون بعضهم البعض "الله أكبر"!!.

و منذ فترة ليست ببعيدة أيضاً شاهدت حرب الرايات بين فريقين آخرين -أي داعش و النصرة- فأشفقت على محمد كما سعدت لأنه توفي منذ أمدٍ بعيد..فلقد منحه الرب بتلك الوفاة و بعدم الخلود في الأرض نعمة الجهل بمصيره لدى من يدعون عشقه و إحيائهم لرسالته المندثرة و إتباعهم لمنهجه من بعده..فهناك -كما شاهدناه جميعاً- بين أقدامهم كان و يبدو أنه سيظل أيضاً و لفترةٍ لا بأس بها يُداس اسمه -كما اسم إلهه- بأحذيتهم.

محمد كان و ما زال كالمَطية المُنتظرة على قارعة الطريق من يعتليها..أو كما قلت سابقاً كفتاةٍ يتنازع رجلان أيهما سيكون الأول في فض بكارتها..و لا أعلم لم غضب الكثيرون من هذا التشبيه الذي استخدمته -إلى حد تكفيري و تهديدي بالقتل- رغم واقعيته الشديدة!!..ألم نرى تطبيقاً عملياً لكيفية إلقاء محمد و الرب من فوقه و من قبله بين أقدام المتنازعين على السلطة بعد استخدامهما لتحقيق هدفٍ دنيوي!!..و لكن رغم كل شيء لن تكون تلك هي المهزلة بل ستكون أنك ما زلت ستتعثر دوماً بمن يؤمن أن أحد تلك الأطراف أو جميعها لو حكمت البشر لأقامت العدل كما الحضارة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 9 / 14 - 08:36 )
أولاً : حاولِ أن يكون عنوان مقالك متأدباً مع رسول الله -صلى الله عليه و سلم- .

ثانياً : من قال لكِ أنكِ مسلمه؟... للأسف الشديد , أنا منذ زمن ؛ و أنا أخبركِ : أنكِ (مسيحيه) أو (ملحده) , فلا وجود للإسلام في أي مقال لكِ , و الدليل , ها أنا ذا ؛ أقتبس من مقالكِ ما يؤكد وجهة نظري (الثاقبه) .
أنتِ تقولِ : (يُداس اسمه -كما اسم إلهه- بأحذيتهم) .
أقل : تعالى الله عما تقولِ علواً كبيرا , و يُكرم سيد الخلق عن ما كتبتيه!... المهم , عبارتكِ هذه (اسم إلهه) يؤكد -بما لا يدع للشك مجالاً- أنكِ لا تؤمنين بالله , فهل بعد هذا الدليل ؛ دليل؟! .

ثالثاً : محاكمة (يسوع الناصري) :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=432375

رابعاً : فضائح الدروانيه وفضائح اخلاق الملاحده الاجراميه (متجدد) :
http://antishobhat.blogspot.com/2012/11/blog-post_2522.html


2 - إندهاش في محله
زين اليوسف ( 2014 / 9 / 14 - 12:17 )
و هل العبارة خاطئة!!!..أليس هذا الإله الذي أتحدث عنه هو إله محمد!!..أنا تحدثت عن فرد فكان الإله مفرد عندما أتحدث عن جمع سأجمع كلمة إله..أرجو القراءة قبل التعليق لأن نظراتك الثاقبة لا تبدو كذلك...


3 - تعجب!
عبد الله خلف ( 2014 / 9 / 14 - 12:55 )
و لماذا لم تقولِ (الله) بدلاً من (إلهه)؟... هل له (إله) غير (إلاهك)؟... عبارتكِ عباره (مسيحيه) 100% , و ليست إلحاديه , فأتباع (يسوع بن بانديرا) , يكتبون (إلاهه) و (إلاهك) و (الإله الإسلامي)... ألخ .
على العموم , عبارتكِ هذه مريبه 100% .


4 - أعتذر و لكن جهلك بلغتك لا يعنيني
زين اليوسف ( 2014 / 9 / 14 - 13:55 )
الإله في اللغة كلمة تقوم مقام الله و مقام الرب و لكن كونك ترى أنها لا تستخدم إلا بطريقة واحدة فهذا مشكلتك أنت و ليست مشكلة أي شخص آخر سواك...


5 - الفذه زين اليوسف
ضرغام ( 2014 / 9 / 14 - 13:56 )
مقال عملاق مركز يكتسح العقول التي تعمل. شكرا لأنك بدأت تفتحين باب التعليقات لنتجاوب معك، أو علي الأقل نقوم بتشجيعك كما يجب. سوف أنشر رابط مقالك عند بعض الكتاب المحترمين بهذا الموقع، وارجو ألا تلقي بالا لتعليقات الرعاع الطفيليين علي مقالاتك. تحيه من القلب


6 - تحية للكاتبة الجريئة زين والى الامام
مكارم ابراهيم ( 2014 / 9 / 14 - 15:11 )
من النادر ان نلتقي بامراة من المجتمع العربي الديني سواء الاسلامي او المسيحي تكون جريئة بكلامها وافكارها وتقول بكل ماتشعر دون خوف او تردد ودون خوف من كلام المجتمع الذكوري المسيطر عليها تحية لهذه المراة احييك عزيزتي واتمنى استمرارك في كشف عيوب مجتمعك الذكوري المتشدد تجاه المراة
فكلما تجراتم بفضح عيوب مجتمعكم كلما اشتد الصراع مع نصفكم الذكوري المتشدد وكلما اقترب الفوز بمجتمع متساوي الحقوق والواجبات مجتمع متجانس البنية

تقبلي مني خالص المحبة والاحترام


7 - زين اليوسف
بارباروسا آكيم ( 2014 / 9 / 14 - 16:08 )
تحية وتقدير لكاتب أَو كاتبة المقال .. الى الأَمام وبالتوفيق. وشكراً للأَخ ضرغام على الرابط..ومحمد ايها السادة نفسه كان ضحية قسوة المجتمع معه . محمد كان بحاجة لعناية طبية وأُسرية ..لكن في ذلك الوقت لم يكن هناك طبيب نفسي او رياض اطفال ولم يُتح لمحمد ان ينشأ نشأة سليمة لذلك كبر محمد وهو محمل بالأَحقاد المجتمعية وهاهي تلك الأَحقاد تنفجر في وجوهنا جميعاً اليوم


8 - عبد الله خلف وداعش
علي البابلي ( 2014 / 9 / 14 - 18:27 )
السلفيون المسلمون الداعشيون قد فاقوا كل القتلة والمجرمين في وحشيتهم ونذالتهم وخستهم ودنائتهم هم وفروعهم القذرة بوكو حرام والنصرة والشباب الصومالي وانصار بيت المقدس وغيرهم من عصابات حاصدي ارواح الابرياء ونشر الرعب والدمار،انهم عديمي الضمير والانسانية والاخلاق واذا كانوا هم مسلمين فعلا فانهم قدموا صورة بشعة عن الاسلام ، لا انما هم كشفوا زيف هذا الدين وهمجيته وعنفه وارهابه منذ ظهوره ولحد الان وكل الامم والشعوب والاديان ممكن ان تتقدم وتتطور الا المسلمين السلفيين الوهابيين ...وليس جديدا ان نعرف عبد الله خلف من هؤلاء من خلال دفاعه المستميت عنهم انه داعشي من الصنف الاول وهو يفتخر بما يقوم به هؤلاء المسوخ من جرائم يندى منها الجبين.
تحية للكاتبة الشجاعة زين اليوسف ..وشكرا للصديق ضرغام لاشارته للمقال الرائع الجرئ .


9 - اشرف الخلق بين الاقدام
مروان سعيد ( 2014 / 9 / 14 - 19:43 )
تحية لكي استاذة زين يوسف وتحيتي للجميع
مقال رائع لكاتبة جريئة وواقعية نعم سيدتي هذا هو واقعنا وخاصة بسوريا يجري القتل والصلب بالحلال وعلى طريقة الله ورسوله وقد اصابوا من المدنيين اكثر من المسلحين واكثرهم مسلمين ونحن ناسف على ذلك وعندما يقتل مسلم او مسيحي او كردي او ايزيدي بريئ وكاننا قتلنا جميعا
واتعجب من خلف الذي يسميه اشرف الخلق وكان يطوف على نسائه بغسلة واحدة اين شرفه واين نظافته الايعرف الاهه بالامراض المعدية ويبعث له جبريل ليخبره عنها
اين شرفه عندما حلل ملكات اليمين والان داعش تتبعها بجهاد قذر اسمه جهاد النكاح اين شرفه عندما شق نصفين ام قرفة وهي امراءة عجوز اين شرفه واخلاقه عندما قتل بني قريظة واجبر عروس ان تنام معه بعد ان قتل والدها واخوها وزوجها
اصحوا وافيقوا يادواعش لكي تسلموا بجلودكم وعقولكم من سيطرة ابليس
ومودتي للجميع ماعدى الدواعش


10 - صوت جرئ
كامل حرب ( 2014 / 9 / 14 - 19:51 )
الاستاذه زين اليوسف ,انا سعيد جدا بمقالتك فأنها شجاعه وتقول الحقيقه فى زمن الزيف والبهتان ,الاسلام وقع فى المصيده ولايمكن ابدا اخراجه لانه تأسس على الارهاب والقتل والسيف والغزو والمؤلفه قلوبهم ,سوف لن تنفع ابد عمليات التجميل والتزويق والماكياج لسفاح دموى قبيح كان العالم مخدوع فيه نظرا لاموال النفط والحج والتى كانت تدر البلايين كل عام وتضخ هذه البلايين فى غسل عقول ودول العالم والكذب عليه ,انا اشكر داعش جدا لانها وضعت الاسلام على المحك واظهرت جوهر الاسلام الدموى ,من يقول ان داعش ليست من الاسلام انما هو منافق ومخادع ومراوغ يلعب على الاحبال ,داعش هى الاسلام الحقيقى,شكرا للكاتبه


11 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 9 / 14 - 23:50 )
أتعجب كل العجب!... يأتي المسيحيين -هنا- و يتحدثوا عن النبي -صلى الله عليه و سلم- , كان من باب أولى أن يردوا على كلام اليهود (الموثق) , حول خطيئة (العذراء) , و أن ربهم (يسوع) نتاج خطيئه و زنا أقترفته والدته مع الروماني الوثني (بانديرا)! .

السؤال : هل يستطيع المسيحي أن يُفسر للقُراء الكرام حمل (العذراء) بـ(يسوع) علمياً؟... لا يوجد إلا التفسير (اليهودي) , و هو يتفق مع العلم 100% .


12 - مروان سعيد
عبد الله خلف ( 2014 / 9 / 15 - 02:06 )
تابع :
- محاكمة (يسوع الناصري) :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=432375
- صور من الإرهاب المسيحي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=412521
- يسوع و حد (الرده) :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410556


13 - مقالة رائعة
عماد ضو ( 2014 / 9 / 15 - 16:14 )
من أروع المقالات وأقواها
نرجو من عبد ال سعود التقيد بموضوع المقال ونرجو من الرقيب التقيد بتعليماته الواضحة بخصوص حذف التعليقات التي لا تمت لموضوع المقال

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah