الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد ضرب داعش؟

صليبا جبرا طويل

2014 / 9 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




المسلمون في قارات العالم ساخنة الصراع، وفي دولهم
لم تحلّ قضاياهم. و تطلعاتهم أيضا لإعادة بناء دولة الخلافة
الإسلامية. كما لا يوجد بعد صيغة توافقية بين القوانين
الوضعية والإلهية للحكم في الدول العربية. البعض يطالب
بفصل الدين عن السياسة، وآخرون حكم الشريعة. هذه
المواقف المعقدة أنتجت صراع داخلي بين المؤيدين
والمعارضين. مما أدّى إلى صناعة التطرف والإرهاب.



التحالف الدولي للقضاء على ظاهرة داعش لن ينهيها كما لم ينهي من قبلها القاعدة. بل سيقوي الحركات الإسلامية بشكل أكبر، وأقوى، وأكثر تماسكا ومتانة، ويساهم في ظهور حركات أكثر تشددا من داعش. المسلمون والأقليات العربية الأخرى في عصرنا هذا يعيشون في حالة ضياع وقهر عالميين. القوى العظمى، والغرب يستضعفهم ويستهلك خيراتهم، وثرواتهم وينهبها ويستبيح أراضيهم. وحكامهم راضون صامتون، وألعوبة بأيدي الدول القوية.المسلمون يريدون العودة لبناء شخصيتهم، وحضارتهم. أنهم يواجهون اختبارا صعبا في زمن يتطور بتسارع، مهمشين ولا دور لهم فيه. فإما أن يكونوا أو لا يكونوا. فهل نعيش في مرحلة، وزمن قال الرسول محمد (صلعم) عنه: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء".... فقيل:" من هم يا رسول الله؟ "، قال:" الذين يصلحون إذا فسد الناس".

الممارسات القبيحة أللأخلاقية أللإنسانية التي تجري وتأخذ طابعا وحشيا في ما يدعى بثورات الربيع العربي، وبشكل خاص في ما يجري من استئصال عرقي وديني للأقليات المسيحية والأزيدية – وللأمانة الأخلاقية علينا أن لا ننسى أيضا بعض من الشيعة والسنة الرافضين لهذه الجرائم وما أصابهم من تعسف وجور أيضا - الذين يعدّون مكون رئيس وأصيل له جذور تمتد عميقا في تاريخ سوريا والعراق من قبل بعض الحركات الإسلامية التي تأخذ تعليماتها من جهات مشبوهة عربية وأعجمية، وتنسبها لتعاليم الإسلام. لهم جميعا أقدم هذا المقالة القصيرة. كما وأقدمها لكل الصامتين وما أكثرهم عن هذه الفظائع الإجرامية، كأن لسان حالهم يقول أن ما يجري مباحا وحلالا. واسألهم أن يجيبوا على سؤالي، هل هذه الممارسات هي من تعاليم الإسلام؟، وما السبيل لمعالجتها؟. ليدافعوا عن صمتهم، فالساكت عن محاربة هذه الممارسات، وإظهار حقيقتها شريك في الجريمة، والقتل، والاضطهاد، وشيطان أخرس.

ليس خافيا على أحد، أن هناك دول مرشحة أيضا لمثل هذه الممارسات كالأردن ولبنان وغيرها محليا وإقليميا وعالميا. إن فضح المستور وإظهار العورات المخفية، وكشف مفاهيم كانت تقبع لعقود في أقبية مغلقة، لمعظم مواطني العالم وبشكل خاص للمواطنين في العالم العربي، أصبح واقعا ملموسا. لقد جرى النقاش حول صحتها أو عدمه إعلاميا، وعلى منتديات ومواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، أيّ أصبح الموضوع مفتوحا للجميع بعد أن كان تداوله بين بعض المهتمين يتم بصمت دون وجود رؤيا لمعالجته. وبينت نماذج من السلوك البربري الهمجي كان متبعا في الماضي ليس في منطقتنا فحسب، وليس من قبل المسلمين المتطرفين فقط، ولكن في العالم أجمع، وفي كل قارات العالم، ومن قبل مذاهب وطوائف وأحزاب كثيرة بررت القتل وفتح الدول كوسيلة للسيطرة ونهب خيرات البلاد وضمها تحت لوائها عنوة كي يصبحوا رعايا مطيعين لها - انه الاقتصاد، وسلطة الحكم وليس الفكر الديني السامي وراء هذه الدوافع- . هذه الأحداث موجودة في بطون الكتب والتاريخ. إن عدم فتح باب الحوار سابقا وحاليا وعلنا ومعالجتها أعاد ممارستها. من الأجدر أن نتحدث بإسهاب، ونبين هل هو حقيقة أم خيال؟ أو تلفيق وكذب موجه لإسقاط الحقائق عن واقع تمّ ممارسته في الماضي؟. وهل هذه الممارسات يجب أن تستمر؟ من يوقفها؟ كيف؟ من يدفع الثمن؟ من المستفيد؟ وماذا يعني ذلك كله على مستوى العالم وليس على مستوى الوطن العربي؟ وهل ممارسته لها فوائد؟ وما نتائجها؟ أسئلة كثيرة تطرح تحتاج إلى إجابات وإجراءات سريعة، و فعالة، ونافذة تصون وتحفظ الإنسان. وتعيد للإنسانية كرامتها.

بالرغم من تعاليم الرسول محمد (صلعم) الواضحة والصريحة:"كل مسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه". إلا أن بعض الحركات غالت في تصرفاتها وتطرفها وعاملة المسلم كغريب، وأخر يختلف عنها فأباحت دمه، وسلب ماله، وهتكت عرضه. فمن هو المسلم وبالتحديد الذي توجه له الرسول (صلعم) بهذه التعاليم، مع العلم أن هناك العديد من المذاهب والطوائف الإسلامية، كلها تكونت بعد موت الرسول(صلعم) ليس أثناء حياته. ما يزعج، ويقلق كثيرا، ويطعن القلب في الصميم، ويصيب النفس بمرارة وكآبة، هي تصريحات لبعض الشيوخ، ولأئمة يقولون فيه:" قاتلوا الذين يقتلون المسلمين". اعذروني أصدقائي المسلمين وما أكثركم، إن قلت:" تصريحهم هذا دليل على عنصرية العمل، ودعوة صادقة وصريحة لفئوية ضيقة، تثير وتعزز الدوافع الشريرة، يصبح عندها الأخر مسيحي، والأيزيدي، والشيعي، والسني، والملحد الخ... هدفا وطريدة “. لماذا لا يقولون:" قاتلوا الذين يقتلون المواطنين، ويعيثوا في الأرض فسادا". أليس الجميع شركاء في الحياة، والمصير، والوطن؟ ... أتساءل وبحق أين، ومن هم الذين سيصلحون إذا فسد الناس؟...."طوبى للغرباء" الذين ننتظر ظهورهم.

من يملك الإجابة، ونشر الحقائق وتفصيل الأمور وإيضاحها هم أهل العلم، لاهوتيي وفقهاء الدين. بأيديهم الحل والربط، لتكن إجاباتهم من صلب العقيدة، وليس من هوى وفهم ذاتيين، ولا من تطلعات الملوك والأمراء والحكام والزعماء ومصالحهم.ولا من قبل جماعات فئوية ضيقة. ليراعوا السياقات التاريخية للأحدث في الماضي ويطوروا مفاهيمها لتلائم مفاهيم القرن الحادي والعشرين من منطلق " الدين يسر وليس عسر". كي يرفعوا الدماء، والمعاناة، والآلام عن الشعوب العربية المقهورة. الأديان جميعها بغض النظر عن كونها أديان ابراهمية أو غير ابراهمية، هي مصدر حياة وليست مصدر موت.

... بعد ضرب داعش ستصنع تنظيمات جديدة بأسماء تلهب حماس الشباب المسلم ومشاعره في كل أنحاء العالم تكون أشدّ ضراوة وقوة، وقتل، وفتك، كي يبقى الإنسان العربي رهينة، وأسيرا لهيمنة القوى العظمى، ويخوض صراعاتها على أرضه نيابة عنها. وما سيظهر من تنظيمات عربية خالصة لن تتردد القوى العظمى بمباركته، ورعايته، وصيانته. فان سقطت في شباكه ستحيد عن رؤيتها، وأهدافها، وتسقط في شباكه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج