الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جهل الطب النفسى بجهاد النكاح

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2014 / 9 / 15
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


الكاتبة رفيقة العمر (9): جهل الطب النفسى بجهاد النكاح


كان السبت ١٣ سبتمبر ٢٠١٤، أقرأ الصحف وأنتفض بالغضب، أرمقها وهى جالسة على الشاطئ مستغرقة فى الكتابة، تغرقها شمس الصباح الناعمة ونسمة الخريف القادمة من البحر النائم، يتمطى البحر يصحو على مهل، طبول الحرب العالمية الجديدة تدق تحت القيادة الأمريكية، جون كيرى بالقاهرة بعد جدة، فى زياراته المكوكية لتحريرنا من الداعشيين محور الشر الجديد، الأب جورج بوش، منذ ثلاثة وعشرين عاما، جاء للقاهرة وجدة، يجمع الأحلاف لتحرير الكويت من الشيطان، توقفت عند مقال عن جهاد النكاح والمرأة حفيدة حواء الشريرة، ألا تهتمين بتحرير النساء؟



مطت بوزها فى وجهى، يكفى أنت؟



دمك بارد كالإنجليز؟



لم ندرس فى علم الطب، المأخوذ من الإنجليز، التاريخ السياسى للأمراض الجسمية والنفسية، خاصة للنساء والأطفال، يلبى علم الطب حاجات الأقوياء من الطبقات الأعلى والجنس الذكورى، كعلوم القانون والفلسفة والاقتصاد والتاريخ والسياسة والأحزاب والأديان. لم أكف منذ دراستى للطب، فى منتصف القرن العشرين، عن نقده علمياً وأدبياً، خاصة الطب النفسى، الذى لم يتطور منذ القرن التاسع عشر إلا قليلا، ونظرية سيجموند فرويد عن صحة المرأة النفسية، التى تتلخص فى سعيها الأبدى للحصول على طفل، تعويضاً عن فقدانها الأبدى لعضو الذكر.



كاتب المقال ربما يقرأ الطب من كتب فرويد، أصبح مرجعاً لصحة النساء النفسية، يسألونه عما يحدث من مآسٍ، يقدم الفتاوى النفسية الطبية كالفتاوى السلفية الدينية.



سألوه مؤخرا عن ظاهرة جهاد النكاح، فقال إنها ليست ظاهرة طارئة تفرضها القوى الإسلامية الإرهابية «داعش»، على نساء العراق وسوريا، بل هى ظاهرة كونية تاريخية قبل ظهور الأديان السماوية، قبل فرض قانون العفة والزواج الأحادى بالقوة الجبرية على النساء، وكانت الديانات الوثنية تبيح التعددية الجنسية، حتى داخل المعبد ذاته، باعتبار «البغاء» عملاً مقدساً، وقد ورثت الحفيدات من جداتهن «بغايا المعبد» غريزة التعدد الجنسى، ولهذا يقبلن على «جهاد النكاح» بشبق قديم محفور فى اللاوعى، وليس صحيحاً ما تقوله الجاهلات «الفيمينيست»، عن أن المرأة تمارس البغاء لأسباب قهرية اقتصادية، كالفقر مثلاً، لتطعم أطفالها، فالمرأة الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها، أو لأسباب قهرية عسكرية، بأوامر داعش مثلاً، وما يسمى جهاد النكاح، أو الاغتصاب بالقوة فى حالات التحرش المتزايدة فى مصر والعالم. فالمرأة وإن ضعفت عضليا لا يمكن اغتصابها جنسيا إلا بإرادتها، فهى تشتهى الجنس فى كل الأوقات ومع كل الرجال، يراودها الحلم بالاغتصاب منذ طفولتها، بسبب الجينات الموروثة من الجدات الباغيات.



لا يختلف عقل هذا الرجل العلامة، الخبير بدخائل النساء، عن العقول المتجمدة لبعض رجال الدين وأطباء النفس، الذين ورثوا فكرة أن حواء الآثمة هى السبب قى طرد آدم البرىء من الجنة، وأن الإثم كان بسبب شهوة الجنس وليس حب المعرفة.



كنت أنتفض غضبا مما يروجه الإعلام من أكاذيب عن النساء، تحت اسم الطب والعلم، وهى تجلس كعادتها غير بعيدة عنى مستغرقة فى الكتابة.



- ماذا تكتبين؟



- قصة حب.



- فى هذه الأيام العصيبة؟



- كل الأيام عصيبة.



ليس مثل اليوم، تحشد أمريكا اليوم الأحلاف لتضرب ابنها الأصغر «داعش» كما حشدت الأحلاف لتضرب أخاه الأكبر «بن لادن»، وتدفع الدول النفطية ثمن الحرب نقدا بالدولارات والدينارات، وتدفع الدول الفقيرة دماء جنودها أولاد الفلاحين والمعدومين.



ولا تخسر أمريكا قطرة دم، ربما طائرة واحدة بدون طيار.



ماذا تفيد قصة حب زمن الحرب؟



تمط شفتها السفلى وتقول:



ألا يتم الاغتصاب باسم الحب والزوج والأطفال والأسرة المقدسة؟ ألا يفرض جهاد النكاح على النساء باسم التضحية فى سبيل الله والوطن؟



- لا أفهم.



- لأنك حمارة.



وعرفت عن يقين أنها غارقة فى الحب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متلازمة الصدمة الدينية
طلال الربيعي ( 2014 / 9 / 15 - 03:16 )
د. نوال السعداوي المحترمة
لقد كتب العديدون في الطب النفسي عن التأثيرات النفسية الضارة للدين او ما يسمى في الطب النفسي حاليا -متلازمة الصدمة الدينية-
Religious Trauma Syndrome
كما في الرابط
http://www.alternet.org/belief/religious-trauma-syndrome-how-some-organized-religion-leads-mental-health-problems?page=0%2C3
مع وافر مودتي


2 - دائما تثلجين صدور النساء اللواتي وعين حقاً بقيمتهن
فؤاده العراقيه ( 2014 / 9 / 15 - 13:11 )

استغرب كيف تنطلي افكار فرويد الساذجة على بعض العقول !! عضو ذكري أيه وهباب أيه , فهل يعقل بأن المرأة تسعى للحصول على ما فقدته عند الذكر من عضو هو بالأصل لأجل تلقيحيها فقط وتبقى مهمتها الأساسية في الخلق

دائما تنتفض المرأة( الواعية بحقوقها) التي عملوا على سلبها عنوة , وتشتعل هذه المرأة بنار المحيط ولا تبرد إلا إذا فعلت شيئا , وأن بردت انتهت

لي مقالات حول اسباب دعارة بعض النساء والذي ربطه البعض بالفقر وأنا ربطته بعبودية المرأة وجهلها بقيمتها الحقيقية , فالمرأة الحرّة لا تبيع جسدها بسبب الجوع ابدا... احيلك له لو كان لديكِ الوقت
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=368454

وآخر حول تعرية اجساد النساء باسم الحرية .. جسدي ملكي يجعلني امتلك كرامتي وامنع زوجي من تدنيسه لا بتعريته

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=417962
اتمنى لكِ السلامة دوما ولكِ دوما كل الحب والتقدير


3 - جهل
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 9 / 17 - 16:35 )
فرق كبير بين الطب النفسي العلمي الذي يبحث في خفايا النفس بين أدغال الماضي الإنساني وبين تضاريس الحاضر المنتشرة في واقعنا البائس . وبين جهاد النكاح الخارج من سفاسف العقلية الغيبية المعششة بين برودة ورطوبة النقل . الطب النفسي على يد فرويد إستطاع أن يكشف للعالم كم هو الجنس أساسي في عملية النمو وكم هو ضروري لكي يكون سلوك الإنسان معافيا . لقد برهن هذا العالم الكبير على أن الجنس مثل الأكل لا يقل عنه أهمية في عملية النمو والسلوك السليم . أما نحن العرب فالجنس لدينا شأن معيب حتى ولو كان في إطاره الشرعي والقانوني . هذا هو سبب إضطرابنا النفسي والروحي والعضوي . وصدق فرويد وعقلنيته الفذة جعلته ينتزع الحقيقة من نفسه ويعلنها للعالم بدون أي تحفظ . مكتشفا عقدة أوديب في نفسه قبل غيره . ففرويد ودروين وماركس ونيتشه هم بمثابة الخطوط العربضة لحقائق التاريخ الإنساني الحديث ومنارته الحضارية . أما داعش فليست سوى عقدة تافهة لا ترقى حتى إلى مستوى هذا الهرج والغوغائية المختلقة من طرف دول الخليج البدوية العقل والعاطفة معا.

اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح حكم-ادخار المرأة من مال زوج


.. تا?ثير نقص الغذاء والظروف البيي?ية على النساء في الحروب




.. صاحبة مشروع الحبوب والأعشاب الجافة أسماء عبد السلام


.. ليبيا معرض زراعي اقتصادي يوفر فرص عمل للمرأة الجنوبية




.. صاحبة مشروع صناعة السعفيات فوقه صالح