الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وشهد شاهد من أهلها...

جمال هاشم

2005 / 8 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وأخيرا اعترف الشيخ عبد الصبور شاهين بالتضييق على الاجتهــــــــاد في الدين في العالم الإســــــــــلامي عامة وفي مصر بصفة خاصة، ففي حلقة من برنامج «مباشرة» مع محمود سعد (الصحـــــــفي المشاغب) تعرض شاهين لهجوم بسبب الاستنتاجات الواردة في كتابه (أبي آدم) والذي أكد فيه أن آدم ليس هو أول إنسان وإنما وجدت البشرية قبله وخضعت لتطـــــــــــور إلى أن بلغت مستوى العقل... وهذا تصور تطـــــــوري يقـــترب من النــــــظــريات السائدة في أوروبا....
وقد أثارت هذه الاستنتاجات موجــــــة من الاحتجــــــاج والاعتراض من طرف فقهاء أكثر تشـــــــددا من عبد الصبور شاهين الذي كان قد اعترض سابقـــــــا على اجتهادات غيره (ولــــعل أشهرهم حامد أبو زيد) فاكتوى شاهين بنفس النار التي كان قد سلطها على غيره، واكتشف بالمــــــــلموس ضيق صدور فقهاء التشدد الديني وحرصهم على ترك باب الاجتهاد مغلقا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها...
فكل من حاول أن يعطي تفسيرا جديدا لمعاني القرآن وخرج عن التفاسير الكلاسيكية إلا وجد أمامه جيشا من «حراس الماضي» يشهرون في وجهه كل يافطات التكفير والتشهير والقذف.... بدل تقبل اجتهاده ومناقشته بأسلوب «علمي هادئ».
هكذا شهد شاهد من أهلها واعترف بما كان ينكره في السابق، بعد أن ذاق قليلا من «علقم» شيوخ التطرف الذي أذاقه لكل الكتاب المتنورين والحداثيين.
لقد كان عبد الصبور شاهين في موقف حرج وهو يدافع عن اجتهاداته في برنامج محمود سعد الذي تبثه قناة (mbc1) وبدا عليه في بعض اللحظات نوع من الاضطراب وخانته العبارة، وهو الفصيـــــــح في الهجوم على الآخرين.
إن هذه القضية تعكس واقعا مؤلما يعاني منه الفكر الإسلامي المعاصر، ففي الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن صحوة ونهضة لهذا الفكر، نجد العكس هو الحاصل فالردة هي أليق وصف يمكن أن نصف به هذا الفكر، لأن المسافة بين فترات الاجتهاد والإبداع (ما سمي بالعصر الذهبي) .وواقع الحال الذي نعيشه مسافة بعيدة جدا.
فخلال العصر العباسي مثلا ازدهر النقاش الفكري بين الفرق الكلامية والمذاهب الفقهية والتيارات الفلسفية والصوفية واستفاد مفكرو الإسلام من الفكر اليوناني دون عقدة وأخذوا المنطق الأرسطي ومناهج الفلاسفة بنوع من الانفتاح يحسدهم عليه مثقفو المرحلة الحالية التي ساد فيها الظـلام.
إن مشكلة هذه النوعية من العقول التي أغلقت على نفسها في زنازن التحجر والتشدد، هي الخوف من كل ماهو متجدد والإحساس المرضي بالرعب حين يتعلق الأمر بإعادة النظر في مايسمونه مسلمات وهي في الواقع طروحات بشرية تقبل إعادة النظر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب