الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق الى الناس والطريق الى الذات ....توافق أم تضارب ؟!!

شريف عشري

2014 / 9 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مشكلة الإنسان الأزلية إنه مدنى بطبعه ...أى يميل الى العيش فى مجتمعات ...المشكلة دى أدت الى نشوء مشكلة أكبر متمثلة فى إعتماده الدائم على الناس .. اعتماد الانسان فى حياته المعيشية على الناس فى حد ذاته ليس مشكلة ...لأن ربنا خلق الانسان مفيد لأخيه الإنسان ... فالسباك يحتاج للزبال ..والدكتور يحتاج للمهندس ...والقاضى يحتاج للمكوجى ...وكل واحد يحتاج الى خدمات الآخر بصورة أو بأخرى لتسيير حياته الاقتصادية اليومية ...ده فى حد ذاته ليس مشكلة ...المشكلة بقى لما الإنسان يتمحور حول الناس أو الناس تتمحور حوله ...بمعنى ايه ؟ بمعنى ان الانسان يعمل أى عمل وفى عقله ماذا سوف تكون نظرة الناس له وللاعمال التى يعملها !! ... او بمعنى آخر ...الانسان يسلك اى سلوك - حتى لو مخالف لما يضمره من نية أو اعتقاد أو رغبة - بحيث يخالف هذا السلوك مكنونه الداخلى وما تآلفت عليه شخصيته من ثقافات وقناعات كل ده بسبب ارضاء الناس حتى لو على حساب رغبته او قناعاته الشخصية أو حتى مبادئه !! ..
بلاش الكلام الكبير ده ..نتكلم ببساطة أكتر ...مشكلة الانسان الأبدية انه فى لحظات حياته المصيرية والتى تحتاج لقرارات حاسمة يخضع نفسه وارادته فيها لرغبات وتفضيلات من حوله من الناس فيدخلهم فى دائرة خصوصياته ويخرج هو منها !! ...فتخرج منه قرارات -بالتأكيد -متحيزة لنظرة أو لأخرى ولا تمثله هو شخصيا !! ... بل تمثل من حوله ...وهنا المشكلة ..
وجملة القول فيما سبق : إنك إن استطعت ان ترضى بعض الناس بعض الوقت ...فبالتأكيد لن تستطيع أن ترضى كل الناس كل الوقت !
إن تمكنت من ان تكون متسق ومتماشي مع الناس ..فبالتأكيد قد تكون غير متسق وغير متماشي مع نفسك ...
عندئذ تكون امام خيارين أيهما تفضل : أن تتسق مع الناس أم تتسق مع نفسك ؟ أن ترضى الناس أم ترضى نفسك ؟ أن تتطلع الى المكافأة والإطراء من الناس أم أن يكون جل همك وتركيزك على إثبات ذاتك ووجودك وحضورك بين الناس - كما أنت بعيوبك ومحاسنك - وتلك هى المكافأة الكبرى !
====
إتعلمت من قصة حياة داوود أمر مهم جدا ...وهو أنه لما كان داوود ينوى عمل شىء كان يعزل نفسه عن الناس لكى لا يتأثر بهم ...وكان يلجأ لله ويأخد رأيه فى كل كبيرة وصغيرة وفى كل قرار ينتويه ...حتقول لى وازاى كان بيسمع الله ؟ حاقول لك ان الله كان يكلمه بكل اللغات ويوصل له كل اللى هو عايزه ...مش بس كده.. ده كان ربنا بيبارك له فى كل عمل بيعمله ....طيب ليه ؟ اقول لك ليه ...عشان داوود اختار انه يلتصق بالله ويبتعدعن الناس خصوصا لما كان يقدم على اتخاذ اى قرار مصيري فى حياته ...المرات القليلة اللى ماعملشي فيها كده .. ارتكب أخطاء جسيمة .. منها على سبيل المثال انه عشق إمراة متزوجة ...وتسبب فى مقتل زوجها حتى يتزوجها هو .. وبناءا عليه لما بطل ياخد مشورة ربنا واتصرف من دماغه ...بدأت معه المشاكل ...والمشاكل أدخلته فى سلسلة من التأديبات الإلهية ... لكن برضه داوود كان يعلم جيدا أن الله يؤدبه ...وكان راضى وقابل ومقتنع بمثل تلك التأديبات ...عشان كده ربنا عمره ما تركه ...ربنا كان واقف جنبه على طول ....وابدله فرحا ونجاحا بعد طول حزن وضنك وألم ...
تلك هى المعادلة الصعبة والتى أحاول جاهدا أن أطبقها فى حياتي حتى أحظى بثمارها التى لا تعد ولا تحصي !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح