الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة لمذكرات داعية2

خالد حسن يوسف

2014 / 9 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فور إنتهاء المواجهات المسلحة في داخل مدينة جاروي Garoowe ومحيطها بين حركة الاتحاد الاسلامي والجبهة الديمقراطية لإنقاذ الصومال وميليشيات قبيلة المجيرتين الموالية للجبهة, أتجهت ميليشيات حركة الاتحاد, فارة صوب مدينة بوصاصو Bosaaso شمال شرق الصومال, وقد مرت في عدة مدن وبلدات ومن أهمها مدينة قرذو وسلسة القرى على طريق جاروي-بوصاصو, وتمت مواجهات عديدة في تلك المناطق بين الطرفين, ومن المحطات التي وقعت فيها المواجهات الساخنة محيط منطقة ميرمير Mermeer والقريبة من بوصاصو.

واستطاعت قوات حركة الاتحاد من إقتحام مدينة بوصاصو والتي كانت أصلاً تشهد تواجد مجاميع كبيرة من المسلحين الموالين للحركة, وفور دخولهم تجمعت قوات الحركة معا في المدينة, وشنت حربها داخل المدينة مجددا, فيما أدى ذلك إلى إستنفار مواطني قبائل(الديشيشي Disheshe,ورسنجليWarsangeli,مجيرتينMajerteen) القاطنين في المدينة وإنضمامهم إلى ميليشيات جبهة الانقاذ, وحصلت مواجهات داخل المدينة بين الجانبين, ومع إلتحاق القبائل بالجبهة, تم دفع ميليشيات حركة الاتحاد صوب غرب المدينة وهي الحدود الواقعة ما بين مدينتي بوصاصو و بلدة عيلايو Ceelaayo التابعة إداريا إلى محافظة محافظة سناج Sanaag.

وقد وقعت تلك المواجهة التي تمت في هذا الطرف الجغرافي من مدينة بوصاصو على أرضية سهلية ساحلية قاحلة, وفي ظل إرتفاع حرارة الشمس الحارقة والتي أشعلت المواجهة ما بين الطرفين المتقاتلين, ولم تكن المواجهة أنذاك عموما في صالح حركة الاتحاد كونها كانت قد فقدت قواعد إمدادها في مدينة بوصاصو, في حين أن القبائل وجبهة الانقاذ, كانوا لازالوا ينالون الدعم والإمداد من المدينة, ناهيك إن حركة الاتحاد ومقاتليها كانوا يصحبون معهم عائلاتهم وهو ما كان شكل لهم صعوبة في الحركة.

وكان في صحبتهم عدد من عناصر تنظيم القاعدة والذين كانوا يمثلون المدربين العسكريين لميليشيات حركة الاتحاد في مدينة بوصاصو, وهم من حملة صواريخ "الستينجر" الأمريكية والتي منحتها الولايات المتحدة للمقاتلين الأفغان أثناء حربهم مع الاتحاد السوفيتي في أفغانستان, وجُلبت تلك الصواريخ على أيدي عناصر قيادية من تنظيم القاعدة إلى مدينة بوصاصو قبل حدوث المواجهات فيها.

وسميت تلك المواجهة بحرب الطوفان Dagaalkii Dufaanka والتي كان يقودها العقيد السابق "عبدالله يوسف أحمد" و العميد الركن السابق "علي إسماعيل محمد", إذ سميت بحرب الطوفان, كون الأرضية الجغرافية التي وقعت فيها المواجهة كانت أرض سهلة ومكشوفة, ووجود تفوق في العدة العسكرية وسعة النيران أنذاك لصالح خصوم حركة الاتحاد, والذين استخدموا ما يصل إلى 52 عربة مسلحة ومن عدادها صواريخ الكاتوشه المدمرة, وكان القائد الميداني لتلك المعركة العميد "علي إسماعيل محمد", وخسر الطرفان ضحايا كثيرة إلا ان خسائر حركة الاتحاد كانت الأكثر عددا.

حينها دفعت الظروف ميليشيات حركة الاتحاد اللجوء نحو جبال ساليد Saliid والواقعة في التخوم الشرقية لمحافظة سناج, ووقعت قوات الحركة وعائلاتهم في حالة حصار شديد, وتمت المواجهة مجددا في جبال ساليد, واستخدمت صواريخ الكاتوشه الحارقة مرة أخرى, في حين ان المواجهة لم تكن في صالح الحركة لاسيما مع إرتطام الصخور بفعل ضربات الصواريخ وتمترسهم في ظل رقعة جبلية محصورة, مما دفع حركة الاتحاد للخروج من جبال ساليد والإتجاه نحو منطقة أكثر أمناً وإستراتيجية وهو ماتم فعلا.

إذ وقع الخيار على منطقة لاسقري Laas Qoray كمدينة ومحيط جغرافي لما تشكله من أهمية حيوية إستراتيجية وواقعة على البحر, سلسلة الجبال المحيطة بالمدينة من الجنوب الشرقي والغربي, والساحل البحري للمنطقة شمالا, اقتحمت قوات حركة الاتحاد والتي كان تعدادها ما بين 700-800 مسلح مصحوبين مع عائلاتهم المدينة, وفي الظرف الزمني المناسب وذلك في صيف 1992 الحار ومع خلوا المدينة من غالبية سكانها, وتقدمت قوات الحركة عناصرها المتحدرة من قبيلة الورسنجلي كطلائع (عسس), ووقعت مواجهة على المنفذ الجنوبي الشرقي لمدينة لاسقري, وسقط عدد من أبناء المدينة المسلحين قتلى, والذين دفاعوا عن مدينتهم من سيطرة الحركة, وتم إقتحام المدينة والسيطرة عليها كليا في نهاية الأمر.

وفور سيطرة الحركة على مدينة لاسقري أتجهت كل العناصر القاطنين من الحركة في محافظة سناج صوب المدينة, فيما دخلت قيادة الحركة والتي كان يقودها العقيد السابق"حسن طاهر أويس" في تحالف سياسي مع عشيرة "أذن سعيد" Aden Saciid والمنتمية إلى قبيلة الورسنجلي, وكان عراب ذلك التحالف رجل أعمال سابق ومن أعيان القبيلة وهو السيد الراحل "أحمد جامع موسى" والملقب ب(واداد يري Wadaad Yare), ونظرا لوجود خلاف عشائري حينها بين العشيرة المذكورة وعائلة سلطان قبيلة الورسنجلي الراحل "عبدالسلام محمود علي شيري", فكانت حركة ذكاء وتغليب للمصلحة العشائرية من السيد "أحمد جامع موسى" ورجاله وبُقية الإستقواء بحركة الاتحاد.

ومع إجراء ذلك التحالف استطاعت الحركة تأمين المحيط الجغرافي المجاور لمدينة لاسقري, ووزعت أسلحة كثيرة على عشيرة "أذن سعيد" وانظمت أعداد كبيرة منها في المجهود العسكري للحركة, كما أستفادت حركة الاتحاد من الأعداد الكبيرة من صيادي العشيرة وخبراتهم في الملاحة والصيد, وبذلك استطاع رجال "حسن طاهر أويس" تأمين ذاتهم بإحكام مطلق استمر وصولا إلى عام 1993 .

ومع الاستقرار في مدينة لاسقري حققت الحركة تأمين جميع احتياجاتها اللوجستية أكان من مواد غذائية,مواشي,خضروات,البان وغيرها من مضارب عشيرة "أذن سعيد", أو سلع غذائية,نفط وأسلحة من البحر وتحديدا من صوب السواحل اليمنية المقابلة لساحل محافظة سناج, ناهيك عن وصول عدد من المدربين العسكريين اليمنيين المنتمين لتنظيم القاعدة, بإلاضافة إلى تأمين طريق جيل دورا Geel Doora الجبلي الإستراتيجي والواقع ما بين مدينة لاسقري و مدن قبيلة الورسنجلي, الواقعة في سهول محافظة سناج خلف السلسلة الجبلية في إتجاه جنوب مدينة لاسقري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: يجب أن نقضي على -حماس- كما فعلنا مع -بن لادن-


.. يحيى سريع: نفذنا عملية مع المقاومة الإسلامية بالعراق ضد هدف




.. عشرات اليهود الحريديم يغلقون شارعاً في تل أبيب احتجاجاً على


.. بابا الفاتيكان يحذر من تشريع المخدرات ويصف التجار بـ-القتلة-




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: المسلمون خائفون واليهود منقسم