الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاأنصح بقراءة هذا الكتاب ما دمت لا تنوي الانضمام إلى جماعة إرهابية-الجزء السادس

نبيل هلال هلال

2014 / 9 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


والمدافعون عن نظام الخلافة يتمثلون الخلافة الراشدة ويتناسون ما جرى في عصور الخلافة غير الراشدة والاستقواء بمزاعم الحكم بالحق الإلهي والنبوي . والفَرْق بين الزعم بالحق الإلهي والحق النبوي غيركبير, فالقصد هو خلق نوع من التميز والفضل للخليفة يعلو به على المحكومين فيظلم وينهب وهو بعيد عن المساءلة . فالخلفاء لما أرادوا أن ينزلوا فوق مراتب الناس , استتروا - بل تترسوا- وراء الحصانة الموهومة التي ابتكرها وروج لها الفقيه السلطاني العميل , فانخزل الناس لسلطانهم انخزال الخاضع الذليل.وخشي الفقيه سيف السلطان وطمع في ذهبه ,وفاضل بين الدين والدينار فكان الدينار عنده أرجى .
وبقيت المبادئ والأصول السامية في الإسلام من عدل وحرية ومساواة وشورى , في دائرة الأماني والأحلام ولم تطبق عمليا وبقيت مجرد أسس نظرية تنتظر من يطبقها .
ومن يرى ضرورة أن يكون نظام الحكم"خلافة"إنما يكون قد اعتبر التجربة التاريخية السابقة ملزمة للناس , مع أنها تجربة خضعت لظرفها الزماني والمكاني , أي أنه يتعين تفكيك تجربة الحكم التاريخية التي حدثت في شكل خلافة يمارس فيها الخليفة الاستبداد والعسف والقهر والنهب , يجب تفكيك هذه التجربة التاريخية إذ لم تعد صالحة , ولا يجوز اعتبارها شرطا سرمديا لنظام حكم الناس .
وروج الفقيه السلطاني أن الجهاد هو امتشاق السيف لفتح بلاد الله وضرب أعناق خلق الله لكي يؤدوا شعائر المسلمين وينهب الخليفة أموالهم ويخضعهم لاستبداده . ولا يمكن الزعم"بشرعية"هذه الفتوح مالم يتم إحداث تغيير حقيقي في أحوال هذه البلاد من تحقيق للعدالة والمساواة والحرية , وهي أماني لم تتحقق للفاتحين أنفسهم إذ تم تعطيل"الدستور"الذي حدثهم عن هذه الحقوق بعد وقت قصير من سنِّه .ولكن الجهاد كان ضروريا لضخ الغنائم في المصرف السلطاني . وكان الجهاد من أجل تحرير الناس من عبودية الناس هي اللافتة التي حملها الفرسان وهم يفتحون الأمصار , دون أن يخطر ببالهم تأمين حقوق المستضعفين في الأرض من الرجال والنساء والأطفال , وهو الهدف الأساسي للجهاد . فمن لا يقدر على حماية حقوقه هو المستضعف الذي شرع الله الجهاد من أجله , ومن يتقاعس عن الدفاع عن حقه هو المستخذي , ومن لا يعلم أن له حقوقا ينبغي الحصول عليها , هو المغفل , والمستخذي والمغفل يتوعدهما الله بجهنم .وبعض الناس يتعصب لوجهة نظره ويتمسك بها ولا يتنازل عنها حتى لو أتاه دليل دحضها وتهافتها كفلق الصبح . لذا لا خير في نصح من لا سبيل إلى إقناعه بالحجة . فإن كنت أيها القارئ العزيز ممن لا يقبلون الرأي المخالف حتى وإن استند إلى الحجة والبينة , فلا أنصحك بقراءة هذا الكتاب .
وأرجو ممن لا يعجبه كلامنا ألا يتجشم مشقة المسارعة بالذم والإنكار في محاولة لإظهار غيرته على الدين , وأن تتسع الصدور لقراءة ما كتبنا , فإن كان فيه ما يخالف الحقيقة , فحسبنا ثواب المجتهد الذي يخطئ الحق وهو يطلبه , وإن كنا قد أصبنا , فلا نريد جزاء ولا شكورا إلا من وجهه تعالى .
وعلى الله وحده قصد السبيل .ما مضى من مقالات كان توطئة للكتاب الذي سنقدمه تباعا في المقالات القادمة بإذن الله تعالى -نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و


.. 61-An-Nisa




.. 62-An-Nisa


.. 63-An-Nisa




.. 64-An-Nisa