الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرفاء يرحلون وهم في مقدمة الطريق...

محسين الشهباني

2014 / 9 / 16
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


الشرفاء يرحلون وهم في مقدمة الطريق...
و الجبناء و المرتزقة تتساقط أقنعتهم اتباعا كأوراق الخريف على قارعة الطريق.
ـ بلسم شعول ـ
إنهم يرحلون كشموع حارقة تئبىالانطفاء و تصر على الخلود، إنهم يرحلون حاملين أحلامهم و طموحاتهم النبيلة و الإنسانية، فلا عادوا إلى الوطن، و لا الوطن عاد إلى أهله، و لا الأهل عادوا إلى أحلامهم البسيطة، فلا زال الأهل مشرد ومفقر وجائع ومنفي في الأكواخ، والدور القصديرية في أحزمة الفقر و التهميش المحاصرة، أمام أعين و مسمع العالم، يرحلون الذين حلموا بيوم يؤمن للطفل الفقير كسائه وغذائه، وللمريض دوائه، وللجاهل كتابه، و للطالب تعليمه، و للرأي الصائب و الكلمة الحرة فسحة كاملة الإنارة.
إن الموت / الاغتيال المنظم و الممنهج يطوي اتباعا هؤلاء المناضلون البوصلة، هؤلاء الذين جسدوا عمليا كيف يكون المناضل للشعب ضميرا حيا ووعيا شقيا و عصيا على التضليل و الزيف، و للحق صونا و للعدالة نصيرا، و للحرية جنديا مخلصا ووفيا، و للحقيقة ناطقا أمينا ، و للرفاقية حليفا مناصرا،... يحلمون بوجود مناضل ومثقف يسمي الأشياء بمسمياتها : فالصهيونية احتلال، و العولمة استعمار جديد، و التطبيع خيانة و تواطؤ، و الاسترزاق بتضحيات و معاناة الشرفاء جريمة وسلوك سياسي مرفوض وحقير، و التشفي و التشويه و الكذب و تسميم العلاقات الرفاقية و الأجواء النضالية... هي أدوار و ممارسات غير نضالية، أدوار بوليسية ومعادية للطموح السياسي المشترك و القضية العادلة لشعبنا، قضية تحرره و انعتاقه، أدوار تخدم أجندة أعداء الشرفاء، أعداء الشعب.
إن الموت البطيء و بالتقسيط يطوي خيرة الرفاق، مناضلين شرفاء صادقوا رفاقهم وشعبهم، رفعوا راية النضال و المقاومة ضدا على الجلادين و المجرمين، فاتخذوا من التاريخ بماضيه وحاضره تجارب ودروس غنية وعظيمة ، فقرروا كتابة التاريخ الحقيقي بدمائهم، رافضين منطق الوصاية و الرعاية الأبوية و أرشفة التخاذل و الانهيار بدل الحقيقة و الصدق، اتخذوا من الموقف و المبدأ سلاحا للدفاع و الهجوم على الخونة و لاعقي الأحذية، تاركين التشويش و ثقافة القال و القيل و الطعن و الغدر و الكولسة و اقتناص الهفوات و استغلال الأخطاء الوهمية و لغة التجريم و التخوين... أسلحة لأصحابها و محترفيها من الخصوم و الأعداء و ( الأصدقاء)، اتخذوا من المعلمين الكبار، و في مقدمتهم كارل ماركس و لينين ... رفاقا لهم، يطرحون عليهم أسئلة الفقراء، ثم يعودون إلى ديار الفقراء و المهمشين كي يتأكدوا من صواب الإجابة أو خطلها، عن طريق تحليل دقيق ودائم للواقع المر في حركيته إلى سماء النظرية ثم إلى الواقع من جديد، في تفاعل دائم و متواصل، وهكذا دواليك، في سيرورة متواصلة نحو الأمام، في تطور و تقدم مضطرد.
ربما يرى البعض أنهم مناضلون ماضويون، متزمتون، منغلقون على ذاتهم، أرتوذكسيون: ينتمون إلى زمان مضى ويطاردون أحلاما بائدة و يناشدون طموحات مستحيلة، ولكن واقع الحال يقول، ليس فيهم من الماضوية شيء، بل هم ذاك الضمير الذي لا يباع و لا يساوم بل يدرك تمام الإدراك أن اختلاق الإشاعات و ابتداع الأقاويل المغرضة و صياغتها في كلمات ومقالات ممسوخة و نثرها عبر الصفحات الزرقاء و الصفراء لا يغير من جوهر الحقائق و الوقائع شيئا، فالجوع قائم و الظلم منتشر، و الفقر معمم على البسطاء، وإهانة البشر متمادية الأطراف، و السجون تئن من آلام و معاناة المعتقلين السياسيين، وتصدح عاليا بأصواتهم الحرة، و أمعائهم الفارغة تزداد غرغرة يوما بعد يوم، وجوقة الغدر والخيانة و الارتداد و التآمر مستمرة باستمرار وجود الفراغ في ظل واقع فاسد ومريض، فعلا هي أمراض وظواهر مزمنة و أعراض مقيتة لن تتوارى إلا بزلزال ثوري عنيف يكنس الواقع المفرز لها و المغذي لشرايينها السرطانية إلى الأبد.
إن هؤلاء القابضون على الجمر الحارق هم الضمير الحي الذي يدرك أن المثقف و المناضل الحقيقي هو المدافع عن مستقبل البلاد و طموحات و أحلام بناته و أبنائه و كرامتهم.
قد يرحلون في أية لحظة، كما رحل مصطفى مزياني شهيدا ، لكنهم سيرحلون وهم يشعرون بالحزن و الفرح في آن واحد: حزينين لأن أحلامهم و أمانيهم بقيت مبعثرة في الهواء، في ظل غياب وجود ربان سفينة ثورة شعبهم، وفرحين لأنهم لم يستنشقون هواء مسموم قط قيد حياتهم.
ويحق للشريف أن يكتب بخط عريض وينطق بصوت عال وهو في كامل الثقة و الوعي و الإدراك مايلي:
إن هؤلاء الذين لا يكفون لحظة واحدة عن نشر السموم و التشويهات وطرز التهجمات الرخيصة و تشويه صورة الشرفاء و تبخيس معارك الجماهير و التهجم عليها و تقزيمها بالنقد الجبان و الهدام... لايعادلون بالنسبة لهؤلاء الشرفاء، هؤلاء الثوار، جناح ذبابة ميتة، إن هؤلاء المخصيون و المخنثون... أو تلك العاهرة والمومس التي ارتضت أن تصبح دليل الجلاد ومرشده، تفتح له عن طواعية فخذيها و تهديه جسدها المسخ، وتضيء له الدروب و تنقل له الأخبار و الأسرار و تكشف له الجهات الناقمة و العناصر المكافحة البارزة ( لي راسها قاصح)، وتمده بسكين قاطعة كي يبتر أعضاء الجسد المناضل.
إنكم وإنكن بهذا، تقدمون خدمات مجانية، و أخرى أكيد قبضتم ثمنها نقدا من أجل تسهيل تغليب الأعداء على الأصدقاء،.. يا لمصيركم المأزوم هذا، خدمات من أجل تبرير عجزكم وتخادلكم، من أجل فتح طريق العودة عودة الطيور المنكسرة الأجنحة و المهاجرة من حضن إلى حضن، من سرير إلى سرير، من موقع إلى موقع ... فحق العودة غير مكفول لكم، غير مستحق للمرتدين، الهاربين من الدفاع عن الموقف و المبدأ أيام الرعب الأسود ليالي الشتاء الباردة، غير مستحق لمن أطوى القرطاس وهرب بجلده وقلمه و التزم الصمت بعيدا عن ساحة الحرب، واستعاض على الرفاقية و الإخلاص بالخيانة و الضرب على المكشوف ( تحت الحزام)، إن حق العودة للشعوب المكافحة و المهجرة عن وطنها و أرضها بقوة وحديد الاستعمار و الاحتلال، و في مقدمتها الشعب الفلسطيني المشرد و المهجر في الشتات و مخيمات اللجوء عبر بقاع العالم ... و ليس للذين مثلكم، المستعدون للتعاون مع الشيطان، و أثبتم ذلك في مرات عدة... ليس لديكم ضمير ولا ذرة شرف عندما قررتم مهاجمة الشرفاء علنا بلغة التجريم و التخوين السافر بدون خجل أو حياء، مثل النظام المجرم... حقيقة لا شيء أصبح يفاجئنا بعدما و بكل وقاحة كلبية شرعتم في تهييء طقوس الاحتفال الجنائزي المهيب قبل وبعد مؤامرة 24 أبريل الخسيسة، إذ بكم تروا بعيونكم التعيسة و المريضة الحقودة جفت قلعة ظهر المهراز مكونة فوق طاولة من رخام، وهرعتم في نهش الجسد القاعدي، هكذا وبسذاجة طفولية اعتقدتم أن روما سقطت، فيا لحظكم التعيس، ويا لحساباتكم المغلوطة، روما لم تسقط، روما ليست أشلاء و أنقاض، ليس بها أطفال صغار تحتاج ( لأباء كبار) من أجل الرعاية المزعومة، القلعة ليست محتاجة للمساعدة منكم ياشرذمة الأفاقين و المغرورين و المنافقين، القلعة في حاجة للشرفاء، فقط، القلعة فيها مايكفي ويزيد من نسائها ورجالها الأحرار و السواعد المقاتلة الذين لم يتركوا الميدان و الساحة للنظام و الظلام و الأوباش، الذين يصارعون الموت وملك الموت بسجون الرجعية و خارجها من أجل الحياة، يقاتلون في كل الجبهات دفاعا عن روما الصغيرة في ـ القلعة ـ وعيونهم صوب روما الكبيرة ـ الوطن الحرـ وطن العمال و الفلاحين الفقراء و الجياع.
بصمودهم و استماتتهم أعلنوا نهاية احتفالكم المخزي، ورسموا خطا فاصلا و دقيقا كشعرة معاوية بين الثوري و الانتهازي المتخاذل، وذلك بلغة الأمعاء الفارغة و لغة الدم المغدور ـ شهيدنا مصطفى مزياني ـ رسموا بداية الحلم في نهاية الحداد، أي إعلان عن دفن الجثة ـ الوهم ، و إهالة تراب على روحها المعذبة.
نصـــــيحة لمن يهمه الأمر :
هؤلاء المناضلون يمتطون حصان الطموح و الحلم والجرأة و التحدي في اقتحام مواطن الخلل و الأزمة ونزع غلالات الزيف و التبجح الفارغ من عقول أصابتها عدوى اليأس و الخوف و الجبن حينما اعتقدت أنه حان وقت الراحة و الاستراحة و الاستمتاع وفرض نظام السخرة على الحراثة و تحريكهم (بريمونت كنترول) من بعيد ... لا يا أعزاء، ولى داك الزمن، وأنصحكم بأن تكونوا حكماء أكثر و عقلاء أكثر وجديين أكثر فأكثر، وكما يقال : حين تكون في وقت الجد يجب أن تتعامل في منتهى الجد، أما حين يأتي وقت الاستمتاع فلا تفكر إلا في ذلك.
أعتذر لكم عن جرأتي، و لكن اعتبروها خطيئتي الأبدية ، وتهمة لصيقة بي ، أتشرف بالاعتراف بها أمام محكمتكم المبجلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة