الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثعابين المحظورة والأستنزاف

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 9 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن أستخدام سياسة التدين فى اللغة الرسمية للنظام السياسى والإعلامى والإكثار من البرامج الدينية، يقابله تخلف وتهميش إجتماعى كبير لفئات كثيرة من أفراد المجتمع ينتج عنه التراجع التعليمى والثقافى مما ترتفع معه نسبة البطالة بينهم، ومعنى ذلك أستمرار نسبة الأمية فى المجتمع المصرى على ما هى عليه، لينحصر إهتمام المواطن فى البحث عن عمل ورغيف العيش لأسرته والجلوس فى نهاية يومه أمام الفضائيات ليستمتع بخطب الدعاة وشيوخ الفتن والفتاوى الخارجة من كتب التراث والبيئة الصحراوية التى لا مكان لها فى أيامنا هذه، ومن هؤلاء الشيخ ياسر البرهامى الذى أجاز ترك الزوج زوجته تتعرض للإغتصاب حتى لا يعرض نفسه للأذى، وفتوى أخرى يدعو فيها الزوج للتأكد من زنا زوجته واقعاً أمامه قبل قتل زوجته وعشيقها، حتى وإن كانوا عراة بل أن يجب أن يكون الفرج فى الفرج، وغيرها من القصص الخرافية التى عصرنا ليس مجالها، هذا هو ما يشغل به الإعلام ورجال الدين الشعب المصرى حتى لا يفكر ويستخدم عقله فى علاج مشاكله ويكون له دور إيجابى يساعد به مؤسسات وطنه.

معاهد الدراسات الأستراتيجية والديموقراطية فى أمريكا تعرف جيداً أن الديموقراطية فى حاجة إلى تربية وتعليم وتنشئة الأطفال فى مراحل عمرهم الأولى، إلى جانب تثقيف الكبار وتهذيب سلوكياتهم بما يتماشى مع السلوكيات الديموقراطية، وهذا لا يعنى بضعة شهور بل سنوات لكن المشكلة أن الولايات المتحدة الأمريكية والمنظمات الحقوقية التابعة لها، تصرخ وتتهم النظام القائم فى بلداً ما مثل مصر بأنه غير ديموقراطى يرتكب الجرائم ضد حقوق الإنسان، وأمريكا تعرف أنها ديموقراطية مظاهر أى أنها الحد الاقصى من الديموقراطية التى يمكن لشعب فى بداية حياته مع الديموقراطية أن يصل إليها، وفى هذا لا تتجاهل أو تغمض أمريكا لها عين عندما يكون النظام السياسى لا يعجبها أو ليس موالياً لها، وهذا عكس ما حدث مع النظام السياسى الذى أطاحت به الإرادة الشعبية وكاد أن يدمر مصر فى سنة واحدة، حيث كان يتعاون مع الإدارة الأمريكية وكانت تعرف أنه نظام فاشل ورغم ذلك أستمرت تسانده فى قراراته التى من بينها الأفراج عن الإرهابيين من السجون، وهؤلاء الإرهابيين تعرفهم أمريكا جيداً وبأسمائهم وهى التى تصرخ ليل نهار بمكافحتها الإرهاب!!!!

لم يكن فى المنظور الأستراتيجى للإدارة الأمريكية مشاكل ومصالح الشعب المصرى بقدر خلق نظام إسلامى يتوسع نحو بقية الدول العربية، لإيقاف عجلة التنمية يستطيع تدمير الإبداع وحرية التفكير والمواطنة ونتشر الطائفية والجماعات الإسلامية لتكون الفتن ولغة السلاح والحروب والسبايا وتطبيق الحدود هى الشغل الشاغل لمجتمعات تراجعت بعقولها حيث الأصل والمثال والثوابت التى سيتقاتلون دونها، وعلى نفس الطريق قامت لجنة التحقيق البريطانية بتبرئة جماعة الإخوان المسلمين وأعتبرتها الحكومة البريطانية جماعة إسلامية معتدلة، وبريطانيا ذاتها أول من يعرف ما هو الإعتدال فى عقيدة الإخوان المسلمين لأنهم شاركوا فى نشأتها وكانت المخابرات البريطانية مصدر التمويل الأول لتكوين هذه الجماعة حتى يكون لها قدر من السيطرة عليها وكان ذلك فى سنة 1942 فى عهد الملك فاروق، ووصل التعاون بين الجماعة والمخابرات البريطانية فى محاولة الإطاحة بجمال عبد الناصر الفاشلة فى حادثة المنشية الشهيرة بالأسكندرية.

إن حرب الإستنزاف التى تمارسها ثعابين جماعات المحظورة الإرهابية فى مصر لا تخفى على عين بصير، إلا من أصابه العمى ولا يرى التظاهرات اليومية التى لا تحترم قوانين المجتمع والدولة والتخريب والفوضى وقطع الطرق وتدمير سيارات الشرطة والجيش وإحراقها وقتل من فيها، إستنزاف طاقات البلد وتفجير محولات الكهرباء التى أصابتها الشيخوخة والشيب من نقص الصيانة منذ عهد السادات ومبارك، هذا الإستنزاف لا يمارسه أبناء الوطن حتى وإن أختلفوا فى أى قضية مهما بلغت أهميتها، إنه إستنزاف يقوم به خونة يتآمرون على الوطن لأنهم بكل بساطة لا يعترفون بهذا الوطن، وتلك الحقائق للأسف لا تصل إلى الإعلام العالمى الذى يعيش فى وهم السلمية ومصادره الوحيدة هى قناة الثعابين القطرية وجماعات التنظيم الإرهابى المنتشرة فى كل مكان بالعالم، وتقوم بتغذية وسائل الإعلام وجمعيات حقوق الإنسان الذين يتشوقون فى شراهة إلى كل الأخبار السلبية عن نظام مصر السياسى، لأن السلطان أوباما قرر أن يزيل أى نظام مصرى لا يركع له مثلما ركع له مرسى وإخوانه، وكادوا بيع أرض سيناء وقناة السويس للأمريكان وقطر وتركيا لولا ثورة 30 يونيو الشعبية.

إن المهمة الرئيسية لحكومة محلب هى تطهير الجامعات والمحليات والمؤسسات المجتمعية من أذيال وثعابين وثعالب الإخوان، الذين يقومون بتعطيل مصالح المواطنين وإفساد المصالح الحكومية وإهدار المال العام والأمثلة كثيرة وتعرفها الحكومة وآخرها إستبعاد سبعون إخوانياً من وزارة الكهرباء لأنهم كانوا وراء الأعطال والتخريب وأعمالهم الخفية فى تسهيل العبث بمحولات الكهرباء والتلكؤ فى سرعة إصلاح الأعطال، هذا وغيره كثير يستدعى التطهير السريع من أفكار وسموم الثعابين حتى تستمر عجلة التنمية فى السير الحقيقى نحو التقدم والإزدهار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah