الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهلهلة أحزابك يا وطني

فؤاد علي منصور

2005 / 8 / 17
المجتمع المدني


يبدو أن الجو السياسي في هذه المرحلة الراهنة من حياة سوريا,وما تشهده من متغيرات وضغوطات داخلية وخارجية , يبدو أن هذا الجو قد أثر فيما أثر على الحياة الحزبية والمناخات (الديمقراطية) التي تلوح في أفق العمل الوطني ولا سيما بعد انعقاد المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي تمخض عن إرهاصات سياسية وحزبية قد تسهم في تعزيز ثقافة وممارسة الديمقراطية بكل أشكالها.
وهذا الأمر إيجابي إن سار بشكل علمي عقلاني واع لمتطلبات المرحلة الحالية التي تتطلب من الجميع العمل الوطني الصادق والمخلص وعلى كل المستويات, ولأن سوريا دائما وفي كل منعطفاتها الصعبة والهامة تقبل على أبنائها الذين هم سر عظمتها ووجودها وثروتها, تقبل عليهم إقبال الأم الرؤوم.
ولأن سوريا عظيمة، فلا أحد من أبنائها يرضى أن يصيبها مكروه مهما كان مصدره ومهما كان حجمه، المهم أن يكون العمل الوطني خالصا لوجهها،
لاتشوبه شائبة ولا يكدر صفوه أي كدر، ولأن العمل لا يكون وطنيا خالصا إلا إذا توخى في كافة مراحله المصلحة العليا.
الجو السياسي الآن ما بين مد وجزر،وأخذ ورد , بين سلطة تتلمس بخطى متثاقلة الأفق الممكن ,وبين (معارضة) خجولة تمد رأسها بين الفينة والأخرى على استحياء وربما على خوف , فلا السلطة تفصح عن برنامج شامل واضح يضع النقاط على الحروف ويلبي إلحاحات الواقع والمستقبل ,ويستشرف ملامح العصر الآتي , ولا (المعارضة) بفكرها الحالي قادرة على خوض الحوارات الأيديولوجية , وليس لديها أحزاب متماسكة نظرياً أو فكرياً أو سياسياً.
والأحزاب الموجودة على الساحة الآن هي أحزاب شكلية نفعية , تتبع سياسيا لحزب واحد أوحد.
إن هذه الأحزاب بشكلها ومضمونها الحاليين ليست مؤهلة لتثري وتخدم هذه المرحلة ,إن نظرة عجلى على أنظمة هذه الأحزاب الداخلية ترينا مدى هشاشة الأفكار الحزبية ومدى تطابقها في طرح ومعالجة أغلب القضايا المطروحة على الساحة السياسية والحزبية , فلا طورت نفسها ولا طرحت حلولاً جدية جديدة , فبقيت تراوح مكانها منذ أسست في الأربعينات والخمسينات والستينات بل استمرت في دور المطبل والمهلل لكل ما يصدر عن حزب البعث ,وكان وجودها في (الجبهة الوطنية التقدمية) وجود ظل باهت صامت لا يملك لنفسه نفعا, فكيف يطلبه لغيره, قلت لا يملك لنفسه نفعاً وأعني سياسياً لأنها ـ أحزاب الجبهة ـ استفادت مادياً ومعنوياً من ممالأتها للسلطة, ولقد أثارت قراءة نشرات هذه الأحزاب في نفسي تساؤلات كثيرة.....
ما فائدة أن يكون لدينا سبعة أو تسعة أحزاب أو أكثر طالما أن موقفها من كل الأحداث واحد موحد لا يحيد قيد أنملة عن قرارات حزب البعث؟؟؟؟
ما فائدة الأحزاب إذا كانت تصفق منذ أكثر من ثلاثين عاماً لكل ما يجري على الساحة؟؟
ما فائدة النشرات الحزبية إذا كانت نسخة كربونية لنشرة الحزب القائد؟؟
إلا أن ما يميزها عن نشرة الحزب القائد هو التملق والمداهنة السياسية واعتبارها ردة فعل مؤيدة لفعل فاعل مؤثر, أي أنها على المستوى السياسي لا تقدم ولا تؤخر, بل تؤخر لأنها تلغي دور الأحزاب الفاعلة.
إن ما يحدث داخل هذه الأحزاب أمر يثير العجب, فقادتهم يسعون بكل الوسائل للبقاء في أماكنهم وامتيازاتهم و(شبحاتهم) ومكاتبهم, يجلسون... يؤيدون... ويصفقون, وبقية أعضاء الحزب يتآمرون... ويفكرون بجنون... كيف مقاعد قادتهم يأخذون؟ وإن بدر منهم ما يلفت النظر فبالفصل يعاقبون, أحد هذه (الأحزاب) فصل منذ أيام ثلاثة من أعضائه الأصلاء لأنهم حاولوا أن يثيروا مسائل صغيرة في ممارسات الحزب (لأنهم طلبوا أن يبلغوا بموعد الاجتماع قبل يومين أو ثلاثة).
هل هذا حزب ديمقراطي؟؟
إن عملية التطوير والتحديث التي بدأت في سوريا منذ خمسة أعوام تحتاج إلى عمل فاعل من قبل السلطة والأحزاب والشعب, وعلينا جميعاً النهوض لحمل مسؤولية تقدم هذا البلد ووضعه في مكانته اللائقة والتي هو أهل لها, وأن لا تبقى خطوات العمل والمرحلة مجرد شعارات جوفاء رنانة تطلق فقط للاستهلاك الإعلامي ولامتصاص الرأي العام.
فؤاد علي منصور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقالات وإعفاءات في تونس بسبب العلم التونسي


.. تونس– اعتقالات وتوقيف بحق محامين وإعلاميين




.. العالم الليلة | قصف إسرائيلي على شمال غزة.. وترمب يتعهد بطرد


.. ترمب يواصل تصريحاته الصادمة بشأن المهاجرين غير الشرعيين




.. تصريحات ترمب السلبية ضد المهاجرين غير الشرعيين تجذب أصواتا ا