الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعداء الله

محمد ابداح

2014 / 9 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أعداء الله
في رابع ايام الخلق ، أذكر اني كنت طفلا ألعب في فناء ذاكرتي البريئة، فوجدت تلك الفجوة الغامضة في الحديقة الوطنية للمتنزّه الإلهي ، وبعد أن أمضيت الكثير من الليالي أتعبد فيها ، وجدت الحكمة ، ونلت العلم، وتخرجت وأن أعرف تقريباً كل شيء، وأكتب دون حاجة لورقة وقلم وأفسر الظواهر دون تعب ، بل كنت أثمل لمجرد فكرة تمر بي ، ولذا فقد أتقنت التبصير ، واصبحت لجذب الناس خبير، وعرفت المستقبل وأخبرت الناس به وحذرتهم منه، ولذا فقد تبعني الكثير ، فأنا أدعو الناس إلى للخير والبر وأعمال أخرى تمنح تأشيرة للجنة ، أولها محاربة وقتل أعداء الله ، وتقطيع رؤوسهم ،قال تعالى: ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )-المائد/33.
لكن في خامس ايام الخلق تعلمت بالخبرة وحدها أشياء جديدة ، تعلمت بأن الشهرة والأضواء مدعاة للحسد وجالبة للأعداء، فبقدر ما تجلب الأضواء الأصدقاء، بقدر ما تجلب الأعداء، وليس ثمة أحد يمتلك الحد الأعلى من الشهرة الأضواء والمحبة والنور أكثر من الله ، فلذا كثر أعداءه بشكل لايوصف، وكل يوم يظهر له أعداء جدد، إبتداءا من إبليس ، ذلك المخلوق الروحاني الشيطاني المتمرد على الله، فنجد بالقرآن قوله تعالى: ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون)- فاطر/8 ، وكذلك نرى في الكتاب المقدس: ( الشيطان شرير انه كاذب وقاتل )- يوحنا 8/‏44، وانتهاءا بأباليس الجن والإنس، والتي شكلت تحالفاً كونياً ضد الله، ( الابالسة هم اعداء البشر،‏ فهم يحبون ايذاء الناس)- ‏متى 9:‏32،‏ ( ويهوه سيُهلِك الشيطان وأبالسته الى الابد،‏ ولم يبقَ لهم سوى وقت قليل ليسبِّبوا المشاكل للبشر( - كشف 12:‏12)، وكي يتجنب الإنسان أن يكون عدواً لله فعليه أن يكون حذرا جدا من كل شي حرفياً : ( يجب ألا تفعلوا ما يريده الشيطان اذا اردتم ان تكونوا اصدقاءالله، فالشيطان وأبالسته يكرهون يهوه، انهم اعداء الله،‏ ويريدون ان يجعلوكم اعداء لله،‏ ويجب ان تختاروا مَن تريدون ان ترضوا الشيطان ام يهوه،‏ فإذا اردتم الحياة الابدية،‏ يجب ان تختاروا فعل مشيئة الله، لدى الشيطان حيل وأساليب كثيرة لتضليل الناس.‏ وهو يخدع معظم الناس)‏ - كشف 12:‏9
وإلا فستكون عاقبة من يكون عدواً لله هو أن يحشر يوم القيامة في النار: ( ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين)- فصلت/19
وعليه فإن الأسئلة التي تثار في اليوم الخامس من أيام الخلق، هل يمكن حقاً حصر كل أعداء الله حتى نتجنبهم ، أو هل يمكن على الأقل وصفهم بدقة حتى لانكون منهم ، وهل ثمة حقاً معيار واضح وسليم ونزيه وموحّد، للكيل به ومعرفة هوياتهم ، هل هو معيار الدين وقواعد العدالة الإلهية والمنطق أم غيرها من المفاهيم الوضعية ؟ ، فإن كان المعيار الفاصل بين أعداء الله وبين أصدقاءه، هو الإفساد أو الإصلاح في الأرض إطاعة لأوامر الله، فإن من يقطع الشجرة لكي يبني بيتاً يضر طبقة الأوزون، فهو مفسد ليس في الأرض فقط وإنما في الجو أيضاً ، ولذا فهو عدو لله يجب قطع رأسه، والإنسان النباتي الذي يحرم على نفسه أكل ما أحل الله ، هو عدو لله ويعصي أوامر الله ويجب قطع راسه، كما أن كل من يثبت بحقه تهمة من التهم المتعلقة بفطرة وسلوك الإنسان الطبيعي (من غير الأنبياء والصالحين )، هم أعداء لله ويجب قطع رؤوسهم جميعاً ، فالسياسي والدبلوماسي مثلا هو منافق بلا شك وعدو الله يجب قطع راسه ، وهكذا تتوسع دائرة أعداء الله كل يوم ، بل وكل لحظة أيضا ، فكل يوم يولد فيه يهودي أو يتم تعميد مسيحي فيه فهو في نظر المسلم كافر وعدو لله وأبوه عدو لله وأمه عدوة لله، وقبيلته عدوة لله بل ودولته بأكملها دولة كفر وشعبها أعداء لله يجب قطع رؤوسهم جميعا ، ولازالت دائرة أعداء الله تتسع لتشمل المسلمين أيضا ، فعند الشيعة فإن أي مسلم سني هو كافر وعدو لله يجب قطع راسه ، والعكس صحيح، وأما اليوم فقد وصل الأمر ابعد من ذلك بكثير، بل إلى حد الجنون، فعند داعش كل ما على الكرة الأرضية أعداء لله ويجب قطع رؤوسهم جميعاً ، بشرا وشجرا وحجراً .














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 134-An-Nisa


.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم




.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس


.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي




.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س