الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في الشر -7 - المقدس التعويضي و الشر الخلاصي.

نضال الربضي

2014 / 9 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قراءة في الشر -7 - المقدس التعويضي و الشر الخلاصي

--------------------------
و أما الآن إذ أُعتقتم من الخطيئة
و صرتم عبيدا ً لله،
فلكم ثمركم للقداسة
و النهاية حياة أبدية.
لأن أجرة الخطيئة هي موت،
و أما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا
--------------------------
(رسالة بولس إلى أهل رومة، الفصل السادس الآيات الثانية و العشرون و الثالثة و العشرون)

استلهمتُ في الأجزاء الستِّ السابقة روح الكتاب المقدس في نصوصه ِ القانونية من أيوب و أرميا ضامَّا إليها النص غير القانوني لسفر أخنوخ الأبوكاليبتي، بعد أن قدَّمت ُ لهذه السلسلة من منظور ٍ إنسانيٍ بحت، يتساءلُ عن الألوهة و ماهيتها و دورها فيما يحدث على أرض الواقع، للحكم ِ على أخلاقها من أنماط ِ تدخلها في الشأن البشري أو عدمه. و لقد توصلنا إلى نتيجة ٍ مفادها أن ما يحدث على هذه الأرض من شرور و ويلات هو:

- رد فعل من الألوهة على الخطيئة التي يوجهها الإنسان لها، و التي لا بد من مجازاتها بعقاب ٍ و تأديب.
- نتيجة مباشرة لتفاعلات البشرمع بعضهم و مع الطبيعة، و مخرجات شبكة العلاقات.
- أحكام إلهية تُخفي وراءها مشيئة سامية لا يُدرك كنهُها و لا يمكن الإحاطة بها و معرفة دوافعها، و هذا ما يبرزه بوضوح شديد جدا ً سفر أيوب، و الذي أرى أن بناءه الإنشائي و صياغته و طريقة تعبيره عن مكنونه اللاهوتي هم من أجمل ما احتوته نصوص الديانات و أقدرها على تقرير الحقيقة اللاهوتية و النفاذ إلى وعي المتلقي.

و حتى يستطيع الإنسانُ قبول َ الطروحات الثلاث السابقة لا بدَّ من بناءِ نظام ٍ متكامل تكونُ الألوهة ُ محوره الأول من جهة كونها العلَّة َ، و الإنسانُ محوره الثاني من جهة ِ كونه المعلول، و يكونُ دور محوره الإلهي الأول هو الإصدار بينما يكونُ دور ُ الثاني هو الاستقبال، في علاقةِ منفعة ٍ متبادلة يحتاجُ الثاني فيها الأول َ لتقديم تفسيرات ٍ عن ماهية ِ الحياة و الكون و أسباب الأحداث ِ و الظواهر، و شحن النفوس بقيم الصبر و التفاني و الاستمرارية في وجه الظلم و انعدام العدل و البشاعة الحياتية، بينما يحتاجُ الأولُ الثانيَ ليكون موجوداً، و هي العلاقة ُ التي يمكن تلخيصها بما يلي: لا وجود َ للإلهِ بدون الإنسان الذي يعبُدُهُ بينما يحتاج ُ الإنسانُ لاختراعِه الإلهي لكي يحصل على معنى لكونٍ عبثيٍ بلا معنى في ذاته.


أثر الشرور الطبيعية على الحياة اليومية
-------------------------------------
أن الشرورَ منخفضة َ تكرارِ الحدوثِ مثل موت الأحباء و الأصدقاء، أو الحروب أو الحوادث الطبيعية ذاتُ أثر ٍ كبيرٍ على الفرد من حيث انتهاكُها لدائرة الطمأنينة ِ و اغتيالهـَا الغادرَ للشعور ِ بالأمان ِ و السعادة، لكن الإنسان َ يملكُ في تركيبه الطبيعي هدية ً عظيمة ً قدَّمتها له طبيعته البشرية و مساره التطوري الأنثروبولوجي، أعني خاصِّية َ النسيان، فالذين يفجعون بموت الأحباء تمضي بهم الشهورُ و السنوات بعيدا ً عن مرفأ ِ الحزنِ نحو شواطئَ جديدة فيها من الأحداث ِ ما يلهيهم و يسلـّـِيهم عن الموت، و كذلك الأمرُ لمن تنكبهم الحروب حين يغادرون إلى بلادٍ أخرى،،،،
،،، لكن الشرور اليومية َ الحياتية َ هي العواملُ الرئيسية ُ في التأثيرِ في الإنسان، و التي تشكّـِلُ الجزء َ الأعظم َ من وعيه النهائي و تستفيدُ من الشرورُ المُصادفة السابقة و تبني عليها و تستوعبها و تجعلُها جزءا ً منها، و تستنزفُ جهد الإنسان ِ العقلي َ و النفسي و الجسدي، و هي التي تُلحُّ عليه طالبة ً المعنى و التفسير الشامل، فهي مُستمرَّةٌ منذ مطلع الشمس و مُلحَّةٌ حتى مغيبها، و ينوء تحت وطأتها و ضغطها.

فالإنسانُ خاضع ٌ لأنظمة ٍ اجتماعية ٍ تفرضُ عليه قبول أنماطِ تفكير ٍ مُرتبطة ٍ بقيم تُحدِّدُ مكانته في المجتمع، هذه المكانة َالضرورية َ لبناء دائرة ِ الإطمئنان و تثبيتِ الهوية، و التي يكونُ الخروج عليها أذى ً يهدِّدُ الهوية الفردية و مكانها في الهوية ِ الجماعية، و يخرقُ دائرة َ الاطمئنان، مما يستلزمُ منه توافقا ً و انسجاما ً إجباريين ِ في جوهرهما الخفي و غير المحسوس، و طوعيينِ على المستوى المحسوس بفعل التنشئة و الأدلجة إلا في من أدرك َ العلاقة َ السابقة بوعيٍ متطورٍ و قام بأعادة تحديد علاقته مع المجتمع و بنى هويته و فضاء اطمئنانها بحسب ِ قناعاتهِ غير المتأثره بالموروث و المُسلَّم.

كما أن إنساننا يخضعُ للأنظمة ِ الاقتصادية ِ و مُخرجات ِخصائصِ قطاعاتِ الأسواق، و هو كعامل ٍ و موظّفٍ لا يملكُ أن يتحكَّم َ في معيشته كما يطمحُ و يتمنى، و يبقى خاضعا ً لقوانين الشركات، مقيدا ً بمبالغَ شهرية ٍ على شكل ِ رواتبَ و حوافزَ تجعله يصيغ كافة َ أوجهِ حياتِه المعيشية ضمن حدودها المادية، مما يعني بالضرورة تقيده و تقليص مساحةِ الفعلِ لديه، و جعلَه محدودا ً بإمكاناتٍ تتناسبُ مع هذه الإقتصاديات.

فإذا ما أضفنا للسابقِ تأثير العامل الزمني على جسدِهِ و اتجاه بيولوجيا الجسم نحو التقدُّم في العمرِ، المصحوبَ بانخفاض ٍ في القدرات الجسدية و تعاظُم ِ المسؤوليات المادية و التي تجلبُ معها أثرا ً نفسيا ً ضاغطا ً، برزَ لدينا حجمُ التحدي الكبير للأحوالِ المعيشية ِ على هذه الإنسان، و أصبحَ مفهوما ً مدى الإلحاحِ العميق للسؤال الذي يطلب ُ الإجابة َ عن معنى هذه المنظومات ِ المتشابكة، و أسبابها، و هدفها، و نتيجتها، و موقع الإنسانِ منها، خصوصا ً إذا ما كانت مُتعارضة ً مع و غير مُشبعة ٍ لـِ إنسانية الفرد و طموحِهِ الذي هو أخصُّ خصائصه البشرية.


الشرُّ الخلاصي
--------------
تعترفُ المنظومة َ الدينية ُ بوجودِ هذا الشر، و بأثره الكبير على النفس البشرية، و تُدركُ ما يجلبُهُ من إحباطٍ و يأسٍ من شأنهما أن يخلقا من البشريِّ كومة ً من حُطام ٍ تسيرُ على قدمين، فاستنهضَ فكرُ الإنسانِ الأولِّ الذي صنعها المعنى و الهدفَ من رحم البؤسِ و من وحل الشقاء ِ و العبودية، فكان َ أن اخترعَ الإنسانً مفهوم: الشر الخلاصي أو الألم التكفيري،،،

،،، فالشر الخلاصي هو الشرُّ الذي لا بدَّ منه، إنَّهُ ما يعانيه الإنسانُ في حياتِه من ضيق اقتصادي، و عجزٍ و تراجُع ٍ في الصحة و القدرة، و ظلمٍ اجتماعيٍّ أو سياسي، و هو بحسب المنظومة ِ الدينية وسيلة ٌ لبلوغ ِ ضدِّهِ و التماهي مع الكمالِ الذي ينعدمُ فيه، فهذه الأرض تُقدِّم ُ البؤس و لا بدَّ من قبولِهِ حتى يصل الإنسانُ إلى السعادة، و هي تقدِّم ُ الظلمَ و البشاعةَ و لا يمكنُ الوصولُ إلى ضدهما الكمالي و تامِّ الجمالِ إلا بمعانقتهما،،،،،
،،، فالشرُّ الخلاصي هنا آلية ٌ أو قناةٌ لبلوغِ الحالةِ الكاملة ِ للكينونة، الحالةِ التي لا يمكنُ انتقاصُها أو تغيرُها، إنها حالةُ الألوهة ِ التي تخيلها الإنسانُ و عبدها، ثم طلبها لنفسه، فهي الحالةُ التي يُصبح المحور الإلوهيُّ الأوَّل ُ متماهيا ً فيها مع المحوِر البشريِّ الثاني، فيصيرُ فيها الإنسانُ إلها ً تاما ً باندماجِه في حالةِ الكمالِ الخاصَّة ِ بإلهه، إنها صرخة ُ اليأس ِ و المعاناة ِ البشرية التي تريدُ الخلاصَ مما تعانيه، و التي تدركُ العجزَ الكبير و الألم الفظيع و الظلم البشع لآلات الاستهلاكِ و الادخارِ اللواتي تعملنَ بقوةِ الأنظمة ِالاقتصادية المجحفة و لصوصيةِ الشركات الكبرى و جشع المستثمرين، مع بُقعةِ الموتِ التي تكبرُ في الجسد مع تقدُّمِ العمر، و الضربات التي تتوالى على الأحبة و الأصدقاء.

إن الألم الفدائي هو الطريقة ُ الوحيدة ُ التي يستطيع فيها المؤمن أن يستمرَ دون أن يفقد عقله، فهو قد أصبحَ بفعل ِ الأدلجة ِ "واعياً" و "مُدركاً" لهذه "الحقيقة" التي مفادُها الوجودُ المؤقَّتُ لهذه الحالة، مع القبول ِ بها، و الاعترافِ بزخمها، و التفاعلِ معها بالكلية، بل و الدفاع عنها و اضفاءِ المعنى عليها، و التمسُّكِ بها و الاندماج فيها، و رفض الثورةِ ضدها لتتحولَ العلاقة ُ بين الحياةِ و الإنسان ضمن المنظومةِ الدينية إلى قبولٍ مازوخيٍّ لساديَّة ٍ صناعية، تضمنُ لذَّةُ الاحتمالِ فيها تخديرا ً مُستمرَّا ً حتى الموت، لكنه تخدير ٌ للوعي الحقيقي مع نشاط ٍ جسدي ٍّ فعال ٍ في خدمة المنظومة ِ الاجتماعية ِ و الاقتصادية ِ و السياسية.


المقدس التعويضي
------------------
سيقودنا السابقُ حتما ً إلى السؤالين: إن الشر الفدائي و الألم الخلاصي الهادفان إلى بلوغ ضدهما لا بدَّ و أنهما يملكان ِ تصورا ً لهذا الضد، و ألية ً لتطبيق ِ مُعطيات ِالمنظومة الدينية، فما هو هذا التصورُ و ما هي هذه الألية؟

إن آلية التطبيق في المنظومة الدينية تعتمدُ على ثلاثة عوامل تحملُ في ذاتها التصورَ الديني و بناءهُ:

أولا ً العامل الأيدولوجي المعتقدي:
و هو أن تُقدِّم المنظومةُ طرحها بوجود عالم ٍ آخر مفارق ٍ لهذا العالم، و بحتمية ِ الخلود الأبديِّ فيه، ثم بتقسيم ِ هذا الخلود إلى خلودٍ سعيدٍ لمن تطابقت َأعمالهم و أفكارهم مع المشيئة ِ الإلهي، و هو المفهوم المسيحيُّ المعروفُ باسم: البِّـر، و إلى خلودٍ شقيٍّ بائسٍ لمن اختاروا بمحض ِ إرادتهم مخالفة َ المشيئة َ الإلهية و إعادة تحديدِ مفاهيم الخير و الشر، و فلترة ِ القيم الدينية و إعادة تعريف السلوكيات و ارتباطها بالمعاني لخلق قيم جديدة فاعلة و ديناميكية بحسب حاجات المجتمعات.

ثانيا ً عامل ُصبغة ِ التفاعلات الحياتية:
و هو َ أن تعيدُ المنظومة ُ الدينية ُ تعريف مُعطيات الواقع ِ غير الدينية، فبعد أن خلقت في العامل الأولِ عالما ً مفارقا ً لا يمكن ُ قياسُه أو اختبارُه أو إعادة ُ إنتاجِه أو ملاحظتُهُ أو التأكُّدُ و التثبُّت ُ منه، أتت الآن َ إلى العالمِ المحسوسِ و الواقعي لتفسِّرهُ في ضوء اختراعها للعالمِ المفارق، أي أنها تبدأ بتفسير الموجود بحسب الاختراعِ غير الموجود، و تُعطي معنى للمرئي بحسب مكنون ِ الهيكل ِ البنائي لغير المرئي، و عوضاً عن أن تقوم بالنظر ِ إلى شبكة ِ التفاعلات البشرية و الطبيعية لتستخلصَ منها الأسباب التي قادت إلى النتائج لتُعطي تفسيرات ٍ صحيحة، تقومُ بـ "استنزالِ" تفاسير َ مُتسامية إلهية مستدعية ً إياها من عالم ٍ مفارِق ٍ لا شأن له بالواقع و لا يتفاعلُ معه و لا يعرفان بعضهما، فتأتي تفاسيرها خاطئة ً،،،
،،،، فبحسب ِ هذه المنظومة فإن الكائن ِ المُضادَّ للألوهة: الشيطان، يتحكم بهذا العالم، و هو سبب البؤس و الشقاء، و هذان الأخيران يُعتبران في المنظومة ِ الدينية دليلا ً على هذا الشيطان، و عربونَ الوعد الإلهي بزوالهما، و التأكيد َ على المُكافأة القادمة في العالم الآخر، و هذه الأخيرة ُهي مطمحُ المؤمن، و طموحُه، و دافعُه للصبر و قبول الألم و قبول الظلم و قبول البشاعة و الرضى بالعبودية الفكرية و العبودية الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية،،،،
،،، و بحسب هذه المنظومة فإن كل ما يحدث هو امتحان ٌ و تطهير ٌ من الذنوب و المعاصي و الخطايا، و تنقيةُ للنفس و تمحيصها كما يُنقى الذهبُ بالنار لفصل ِ الشوائبِ عن المعدن ِ الأصفر ِ الجميل البرَّاق ليبقى نقيا ً، و ليذهبَ إلى إلهه القدوسِ مُقدَّسا ً مُستحقَّا ً لخلوده الأبدي و سعادته المضمونة، فهذا العذاب و ذاك الألم هما علامةُ الجودة و ختم الصلاحية و شهادةُ الجودة اللواتي تطلبهن َّ الألوهةُ ثمنا ً لكي يدخل ُ البشريُّ في عالم ِ المقدَّس التعويضي، الذي سيجعل ُ كل شي ٍ جديداً هناك.

ثالثا ًعامل الاستدامة ِ التعبُّدي الطقسي:
ستبرزُ أمامنا بالضرورة ِ المُشكلة َ الحقيقية َ الماثلة ُ في كون العاملين السابقين مجرَّد تصورات ٍ غير حقيقية لا يمكنُ لمسها أو التفاعلُ الحقيقي معها، و بالتالي لا بدَّ و أن تسقط بالضرورة إذا لم يتم تدعيمها بعامل ٍ محسوسٍ يُلبي طموح َ الجسد ِ المادِّي و النفس ِ الداخلية ِ التي هي أحدُ مظاهرِه، أي أن الاعتقاد و الأيدولوجيا و فعل الأدلجة لا تكفي لوحدها، لأنها تظلُّ مجموعة ً من القصص التي مهما امتلكت من قوَّة ٍ لا بدَّ و أن تضمحلَّ في وجه جريان السنين و تفاعلات ِ الحياة ِ و المعيشة. و لذا كان لا بدَّ للمنظومةِ الدينية من سلاحها الأقوى و الأشرس و الأعظم، سلاح ِ التثبيت ِ و الاستدامة ِ و الاستمرارية، و هو عاملُ التعبُّدِ الطقسي.

إن الأفكارَ المزروعة َ لا بدَّ و أن تبقى مزروعة ً و لا افضل َ و لا أقوى و لا أمتنَ من الطقوسِ التي تعوِّدُ الجسدَ منذ الصغر على حركاتَ معينة للسجود و القيامِ و القعود و الانحناء و الركوع و رفع الأيدي و استخدام ِ المياه ِ و الزيت ِ و الملح ِ مصحوبة ً بتلاوة ِ الصلوات و الأدعية و الآيات ِ و الكلمات ِ و الجمل و ترتيلها و ترنيمها في موسيقية ٍ تنفذ ُ إلى النفس و تتغلغلُ فيها و تجعلُ المشاعرَ و الأحوال النفسية َ العميقةَ أثناء التعبُّدِ و الوجدان الصوفي العميق و التسامي إجابات ٍ للأسئلة ِ عن المعنى و تلبية ً للنازعِ البشريِّ الأكبر إلى الامتلاء و تحقيقا ً لذاتِ الإنسان الوجودية و علاجا ً للجروح و الندوب ِ و العوز ِ و النقص الناتجين عن دورة الحياة ِ المادية،،،
،،،، أي أن هذه الأحوال َ التعبُّدية و الممارسات الطقسية ستخدمُ هدفينِ أولهما هو تثبيتُ القناعات ِ التي تقدمها المنظومةُ الدينية بمعنى أنها تكونُ شاهدة ً على ذاتها و أمينة ً على صحتها، و ثانيهما هو استدامةُ انتماء ِ الفرد للمنظومة و سلوكه بحسبها.

و بناء ً على ما سبق تصبحُ النصوصُ الدينيةُ سهلة الفهم و ميسَّرة ً. فلو تدبرنا النص الذي افتتحتُ به هذه الجزءَ من سلسلة ِ "قراءة في الشر" لبولس َ الرسول اتضح أمامنا أن المسيحين الأوائل كانوا يرون أنهم مدْعُوُّون للقداسة و أن كل عمل ٍ من أعمالهم اليومية و كل تحمُّل ٍ للشر في العالم و كل تفاعل ٍ إنساني هو مُساهمة ٌ و لبنةُ بناءٍ إلهيه في صرحِ القداسة ِ الشخصي الذي ستكونُ أُجرتُه المقدسة التعويضية هي الحياة ُ الأبدية، بينما ضده الاستسلامي هو الخطيئة و أجرتها الموت الأبدي.

و يقدِّم الإسلامُ ذات المفهوم وجدت ُ أن أفضل ما يُلخِّص ُ إطارها العام هي الآيات ُ الثالثة ُ و العشرون و حتى الثلاثون من سورة الفجر:

" وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى
يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي
فَيَوْمَئِذٍ لّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ
وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي
وَادْخُلِي جَنَّتِي "


خاتمة
-------
إن استعصاء َ الشرِّ الطبيعي منذ فجر التاريخ ِ إلى الآن و في المستقبلِ كذلك، و تفاعلات ِ الظروف ِ الحياتية، و عجزَ الإنسانِ عن الكفاية ِ، و تناقُصَ القدرة ِ في الجسدِ، و الفواجع في الأهلِ و الأصدقاءِ و الأحبة و الأرضِ، جعلته يخترعُ آلهتهُ و دينهُ للإجابة ِ على الأسئلة و للحصول ِ على المعنى و لدفع ِ العبثية ِ و رفضها، و لقد كان هذا مفهوما ً عندها، فالإنسانُ وليدُ ظرفه و دينُهُ وليدُ سياقِه المعيشي و الثقافي،،،

،،، لكننا الآنَ في القرن ِ الواحد و العشرين قد بلغنا من العلوم و الفلسفة و الأدب ِ و الفهم ما أجاب عن أسئلة ٍ كبيرة ٍ سابقة بخصوص نشأة الكون و الحياة ِ على الأرض و بيولوجيا الجسد و الحيوانات و النباتات و غوامض الجيولوجيا، كما أن ظهور المنهجِ العقلي العلمي و دراسات نقد النصوص و علوم الأنثروبولوجيا قد أثبتت بما لا يدع مجالا ً للشك بشرية منشأ الأديان و العوامل النفسية و الاقتصادية و السياسية وراء ظهورها و استمرارها،،،

،،، و أصبحَ لزاما ً علينا أن نحيا بحسبِ بالمنظومة اللادينية لكي نستطيع َ أن نفهم َ التاريخ َ فهما ً صحيحا ً، و تفاعلات ِ الحياة، و نقدِّمَ تصورا ً حقيقيا ً واقعيا ً لماهية الألم، و موضعه كناتجٍ عن التفاعلات الديناميكية لوجودنا و شبكة العلاقات، لا كابتلاء ٍ إلهي أو عامل ٍ خلاصيٍ فدائيٍ، و بالتالي وجوبَ تضافرِ الجهود الحثيثة لإصلاح المنظومةِ الاقتصادية، و النضالَ المُستمر نحو دساتير إنسانية ترفع الإنسانَ فوق التسويقِ و الاستهلاك و تضمن حقه و كرامته و تخفِّفُ من ألمه، و تكبحُ من جماحِ الاستثمارِ الجشع نحو الاستثمارِ التشاركي، الذي يجعلُ العامل شريكا ً لا موظفا ً، و مُساهما ً لا عبدا ً أو خادما ً،،،،

،،، كما و يجب أن تتم مراجعةُ قوانين التأمين الصحي و مؤسسات الضمان الاجتماعي لكي تتجهَ فيها الجبايةً نحو الشرائح ِ بحسبِ مقدرةِ كل شريحة لا بقانونٍ موحدٍ للجميع، مع الاستثمارِ الناجحِ للأموال و الذي يضمنُ نموا ً اقتصاديا ً صحياً، ثم إخراجَ رواتبها التقاعدية بما يتناسبُ أيضا ً مع هذه الشرائح، لا بحسب الإيرادات من كل شريحة فقط، لكن بحسب الحاجةِ التي تطلبها الشريحةُ الاقتصادية لسد العجزِ و تحقيقِ الكفاية، و هو ما يتطلبُ رؤية ً إنسانية ً تحكم التفاعل َ الاقتصادي، لكن بواقعية ٍ لا يحكمُ عليها الاقتصادُ بالفشل، و هو ما يتطلبُ خبراتٍ اقتصادية بدعم ٍ من قياداتٍ تؤمن بالإنسان.

إن تعديل قوانين السوق و الشركات و الاستثمار و إعادة النظر في الرواتب و الأجور و الحوافز و المكافآت و أنظمة التأمين و الضمان أصبحت حاجات ٍ مُلحة من أجل ِ دفع خطر تحويل شبابنا و شاباتنا إما إلى كائنات ٍ بائسة يائسة أو زومبيات ٍ مُستهلكة شرهة يدفعها العوز نحو شراهة ٍ مريضة أو إرهابين مريضين معادين للحياة و الناس، و إنه آوان ُ الاعتراف ِ بطغيان ِ هذا الشر و عجز ِ حضارتنا عن التعامل معه بطريقة صحية.

معا ً نحو الحب، معا ً نحو الإنسان،،،

،،، و من كان له عقل ٌ للفهم، فليفهم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعديل الفقرة ما قبل الخاتمة
نضال الربضي ( 2014 / 9 / 20 - 14:39 )
القارئ(ة) الكريم(ة)،

أشكر لك( ِ) الوقت و الجهد و الإرادة اللاتي تستثمرهنَّ في القراءة، و أثمنُ حضورك( ِ).

أودُّ تعديل الفقرة ما قبل عنوان: الخاتمة، إ

إلى التالي، حيث أن أنني استخدمتُ كلمة َ -المفهوم- و عبرتُ عنها في صياغة ٍ تشير إلى كلمة -الفكرة- لذلك يجب علي تعديل الصياغة إلى التالي:

----------------------------------------
و يقدِّم الإسلامُ ذات المفهوم، و الذي وجدت ُ أن أفضل ما يُلخِّص ُ إطاره العام هي الآيات ُ الثالثة ُ و العشرون و حتى الثلاثون من سورة الفجر:

- وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى
يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي
فَيَوْمَئِذٍ لّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ
وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي
وَادْخُلِي جَنَّتِي -
-------------------------------------

مع التقدير و الاحترام لجميعكم.


2 - اين الحل
nasha ( 2014 / 9 / 20 - 15:13 )
تحياتي استاذ نضال ما في من زمان
وين الحل يا استاذ؟
حتى العلوم والتكنولوجيا التي ذكرت لا تفي بالغرض سيبقى سؤال الوجود بدون اجابة الى الابد.
ليتفاعل عقل الانسان مع نفسه ومع المحيط يجب ان يرتكز على اساس منطقي حتى لو كان وهمياً .
كلمة الحاد غير منطقية اذا عُرفت بانها لا ايمان. اي ملحد قطعاً هو مؤمن بنظرية ما.
الايمان يرتكز على ركيزتين اولاً: الهوية او الوجود ـــ من انا من اين اتيت ــ ثانياً: القوانين او المفاهيم التي تربطني بالوجود وكيف اتصرف مع ذاتي ومجتمعي وبيئتي التي اعيش فيها .
الركيزة الاولى او الوجود هي نظرية في جميع الاحوال لم ولن نتوصل الى سر الوجود مطلقاً سواء بنظرية الخلق او التطور .
الركيزة الثانية هي التي يمكن تغييرها وتطويرها فقط والتي يجب ان نعمل عليها لتشمل جميع البشر وهي العلاقات الانسانية والثقافة والعلاقة مع باقي الكائنات الحية والبيئة .


3 - الاستاذ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2014 / 9 / 20 - 15:20 )
استمتعت بقراءة المقال ...


سفر ايوب هو يكاد يكون ترجمة لقصيدة ( لامجدن رب الحكمة)ابابلية .في سفر ايوب نجد التواطؤ بين الله وبين ابليس واهدار كرامة ايوب .لايوجد في سفر ايوب فكرة الحياة مابعد الموت فالانسان هو كفتيلة قد خمدت في حين ان الشجرة اذا قطعت تخرج ضرعها .سفر ايوب جميل بلغته الاصلية ولكن الاجمل هو النص البابلي لان اليهود اخذوا التوراة من بابل حتى عملة اسرائيل الشيقل هي العملة البابلية في حين ان العراقيين تخلوا عنها .وفي وسط العراق كان يوجد مستوطنة يهودية اسكنهم فيها نبوخذ نصر واسمها ( تل ابيب ).
التاريخ يبدا من سومر وبابل .

ختاما لتمنى لكم دوام النجاح والابداع والتواصل الفكري ....


4 - الأخ العزيز Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 9 / 20 - 18:46 )
أهلا ً بك أخي ناشا و يسرني حضورك العذب،


تعليقك عميق فهو يتناول موضوعا ً شمولياً.

يقول البروفسور بارت إيرمان أن كلمة -غنوصي- أو -لاأدري- (ترجمة أدق) هي كلمة معرفية تصف أدوات المعرفة و طبيعة المعرفة و ما نمتلكه منها، بينما كلمة -ملحد- هي كلمة إيمانية تصف موقف عقائدي، و هو عينُ ما ذهبت َ أنت إليه.

نحتاج أن ننطلق من مكان ما و نحدد أنفسنا بالنسبة إليه و لذلك كلنا مؤمن بشئ يربط نفسه به، و كلنا كافر بشئ آخر لا يرى نفسه فيه، أي أننا جميعنا مؤمنون و جميعنا كفار، لكن بنسبية، و تتحدد هويتنا بحسب الثقافة التي ننتمي إليها و بنظرتنا إلى الحياة و بسعينا و إنتاجنا و علاقتنا مع الآخر.

أجد نفسي أتفق معك بقوة في ضرورة الإلتقاء البشري و التعاون في سبيل النهوض بالحضارة الإنسانية على أساس بشري تفاعلي بحت لا على أساس ديني أو عقائدي، ففي نهاية المطاف إن ما يثير الاهتمام لدى أي كائن هو ما ينفعه و يخدمه، و نجد أننا جميعا ً ننتفعُ من أنظمة اقتصادية و سياسية تضمن إنسانيتنا و تسمح لنا أن نعيش إيماننا سواء ً كان إيمانا ً دينيا ً أو إيمانا ً لا أدريا ً أو إيمانا ً إلحادياً، فالعلمانية أساسُ الحرية.

دمت بود.


5 - الأخ العزيز وليد يوسف عطو
نضال الربضي ( 2014 / 9 / 20 - 19:02 )
سرني جدا ً حضورك المتألق أيها الأخ العزيز و المفكر المتميز،

بداية ً لقد قدمت َ لي و القراء الكرام معلومات جديدة عن أصل العملة اليهودية و اسم كنتونهم البابلي، و عن الملحمة البابلية الأول الخاصة برب الحكمة، و لقد أثرت فضولي و اهتمامي لأبحث في هذا الموضوع أكثر.

بالنسبة لسفر أيوب فإنه يُظهر علاقة غريبة بين الله والشيطان و كأنهما نفس الشخص أو كأن الثاني في خدمة الأول أو كأن الأول ضعيف ٌ أمام الثاني، مما يوحي بأننا أمام فكرة الألوهة العابثة التي لا يُدرك كنهها و لا يُؤمن جانبها، و لا يمكن فصل الخير فيها عن الشر.

كلامك عن فناء الإنسان صحيح و هو يطابق النبرة العدمية لسفر الجامعة، لكن البعض رأى في سفر أيوب عزاء َ القيامة و الخلود، فمثلا ً تأمل الفصل 19 الآيات23 إلى 27، و تأمل أيضا ً مغزى رد الله لأيوب نفس عدد أولاده و بناته بعد الابتلاء بدون مضاعفة مع أنه قد ضاعف له كل شئ آخر من أملاكه و ضاعف له سني حياته أيضا ً، مما يدل أن أبناءه الآولين موجودون فيصير عدد الجميع مضاعفاً، موجودون أين؟ في الحياة الأبدية.

أسعدُ جدا ً بهذا التفاعل و أثمن لكم هذا التألق و العمق الفكري الشامل الذي تتميزون به.


6 - اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله
مروان سعيد ( 2014 / 9 / 20 - 20:33 )
تحية للاستاذ نضال تاربضي وتحية لجميع ضيوفك الاحباء
اجمل كلام لاهوتي وواقعي الفصل بين الدين والدولة واقول دين ليفهمني الجميع لاان بالمسيحية لايوجد شيئ اسمه دين بل علاقة حميمية بين الله والبشر وبين البشر مع بعضها
يا استاذ عندما نتكلم بالاهوت يجب ان نفصله عن الاقتصاد والراسمالية والامبريالية الاهوت فكر تقدر ان تعتبره تصوفي او اندماج فكري بين الله والبشر لمسائل روحية ليست لها علاقةبالامور المادية وا ن شرور هذا العالم منه وفيه ليس نابع عن الله بل منا نحن البشر
وكما المريض النفسي يذهب لطبيب مختص كذلك الدين الحقيقي هو للمعالجة الروحية والنفسية
وجعل الدين لكي نبتعد عن الانتقام لاانفسنا ولكي لانصنع الحروب وقتل المخالف واغتصاب النساء اي سبيهم
وجعل لتوطيد المحبة والسلام النفسي مع الذات ومع الاخر ولنطالب بحقوقنا المادية بمحبة وتفاهم وعدل
اما اني بحالة اقتصادية سيئة فهي بسبب حب الامتلاك فلان عنده موبايل حديث اذهب واخذ مثله مع ان موبايلي جيد
اما عن نكران الالوهية فهو سابق لااوانه وحتى العلماء لم ينكروا وجوده بل يقتربون من الاعتراف به بعد اكتشافهم الثوابت الكونية التي لاتقبل الزيادة او النقص
مودتي


7 - الأخ العزيز مروان سعيد
نضال الربضي ( 2014 / 9 / 21 - 07:59 )
نهارا ً طيبا ً أتمناه لك أخي مروان،

أرى أنك تتبنى فكرا ً جميلا ً يمكن أن نلخصه فيما يلي:

- ينظر الإنسان إلى الكون فيتعجب و يقر بوجود خالق.

- في نفس الوقت ينظر إلى الديانات فيفهم أن هذا الخالق العظيم لا يمكن أن يكون قد أوحى بها فهي محدودة و خاطئة في معطياتها لكنك (كـ مروان) تتعلق بالإله بواسطة بعض جوانبها.


- يعيش الإنسان في مجتمعه حسب قوانين المجتمع و حسب ما يمليه العقل عليه و بأخلاقية عالية.

أعتقد يا صديقي أنك في مرحلة ما قبل الربوبية و هي مرحلة جميلة، أشجعك على أن تأخذها إلى المستوى التالي و هو المستوى الربوبي، و فيه تقر بصحة وجود خالق لكن بعدم تدخله في الكون، و هي مرحلة يمر فيها الكثيرون قبل مرحلة الإلحاد (ليس بالضرورة أن تصبح ملحداً).

بالنسبة لي أعتقد أن فكرة وجود خالق للكون غير ضرورية، فالخالق نفسه علة بلا علة، و هذه مشكلة لا تحل مشكلة الخلق، أما العلم فهو يخبرنا الكثير عن ما نعتقد أنه عدم و يشجع فكرة أزلية الوجود (لا أقول المادة)، فالوجود من حياة و موت، مادة و عدم، ما زال حقلا ً مفتوحا ً للدراسة، و حتى يقرر الإله أن يظهر فلا داعي لافتراض وجوده.

الحب هو الأساس.

دمت بود.


8 - الاستاذ والاخ الحبيب نضال الربضي
مروان سعيد ( 2014 / 9 / 21 - 09:15 )
صباح الخير لك وللجميع
وعزرا للخطئ بكتابة اسمك والعتب على النظر
كلامك صحيح لو ان الاه اليوم تكلم ما هو موجود بالكتاب المقدس وبصيغته البسيطة والتي كانت مفهومة لبسطاء القوم قبل 5000 سنة
ولكي نفهم ما يريده الله يجب الانتقاء من النصوص ما هو مطابق تماما لاقوال السيد المسيح وعنوانها المحبة والسلام وقد اكدتها الرسائل وان غيرهذا او ضده يكون مفهوم الكاتب عن الله وليست من الله هذا هو الميزان الحقيقي لاان الكتاب ليس منزل ولم يخطه الله بيده
وانت فعلت مثل اليهود هم ينتظرون مجيئ المسيح وهو قد اتى قبل 2000 سنة لاانه هو صنانع الكون وقوانينه لاان به كان كل شيئ وبغيره لم يكن شيئ مما كان وهو اللوغوس اي عقل الله وهذا بانجيل يوحنا 1
ولنكن واقعيين ياصديقي ونفكر قليلا معا قبل ملايين السنين كانت الارض مسرحا لاارطام النيازك وكيف هداء كل هذا ومن المعلوم نيزك بحجم كرة القدم يقضي على الحياة نهائيا
ان الله موجود بكل ذرة وبكل نسمة نتنفسها انه متحكم بالكون وبقوانينه وساعطيك فيديو لكي تنظر دهشة العلماء عن الطاقة الداكنة وصغرها المساوي للصفر تقريبا والتي اذا زادوا عليها اربعة اصفار او انقصوا لن يكون شيء
رجاء يتبع


9 - الطاقة الداكنة وصغرها
مروان سعيد ( 2014 / 9 / 21 - 09:31 )
وحفظا على وقتك ارجو النظر من الدقيقة 20
http://www.youtube.com/watch?v=o1wxLjKF52M&index=3&
انه رقم لايصدق صغره مساوي للصفر يجعل المجرات تتباعد
طبعا سيدهش كل انسان مجرة بها مليارات النجوم تمنعها قوة قريبة جدا من الصفر والتي تتفوق عن الثقب الاسود بلافلات والتباعد عنه
واذا اردت ايضا انظر للرقم الامتناهي لااشكال الاوتار بنفس الفيديو
لايوجد صدفة واحدة بهذا ولا عشوائية انه عمل متكامل بدقة متناهية
نعم ياصديقي انه موجود بكل شيء وكما قال المسيح بان ابي يعمل الى الان وانا اعمل معه بيوحنا 5
. 17 فاجابهم يسوع ابي يعمل حتى الان وانا اعمل. 18 فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر ان يقتلوه.لانه لم ينقض السبت فقط بل قال ايضا ان الله ابوه معادلا نفسه بالله
ومودتي للجميع


10 - الأخ العزيز مروان سعيد
نضال الربضي ( 2014 / 9 / 22 - 09:51 )
تحية طيبة أخي مروان،

أهلا ً بك دائماً بأفكارك الجميلة.

دعني أوضح لك مفهومي الصدفة أو العشوائية، فهنا نحن نقصد منهما تحقيق إمكانيات تسمح بها قوانين الطبيعة دون أن يكون التحقيق ضمن خطة، و لا نقصد أن نقول -عدم وجود قوانين-، و عليه فكل شئ خاضع للقوانين و للثوابت الكونية.

هذه الثوابت ليست دليلا ً على وجود خالق، لكنها دليل على وجود يتطلب أن نفهمه و نعرف قوانينه و نسعى لاكتشافها، فلغاية هذه اللحظة العلم لم يثبت خالقاً فيما اكتشف، و لا يمكننا أن نلجأ للتفكير السحري لتفسير ما لم نتوصل له بالعلم.

تذكر أنه قبل 200 عام لو تحدثنا مع أحدهم عن سيارة أو صاروخ أو موبايل لقال عنا مجانين أو سحرة أو ربما شياطين :-))))))

بعد مئات (أو آلاف) السنين سنكتشف قوانينا جديدة و سنعرف أكثر (إذا لم ننقرض قبلها).

تذكر أن الخالق لو كان موجودا ً ما كان يجب أن نتعب كثيرا ً حتى ندركه و نتعامل معه، على الأقل كان يجب أن يكشف نفسه بطريقة واضحة لا تحتمل كل هذا الاختلاف، أو على الأقل أن يظهر اليوم في هذا العصر المعقد، لا أن يظهر في عصور ٍ لم يكن فيها تكنولوجيا و عدد البشر قليل ثم يختفي لنتصارع نحن على وجوده!

دمت بود.

اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah