الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل لازال شعار ( الأسلام هو الحل ) صالحاً ..؟

هيثم القيّم

2014 / 9 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هـل لايزال شعار (( الأسلام هو الـحل ..! )) صالحاً ..؟؟
لابد من التنويه أبتداءاً أن هذا الـشِعار ظهر في حُـقبة الثمانينيات عندما تحالف كل من حركة الإخوان المسلمين و حزب العمل المصري و حزب الأحرار المصري تحت قائمة واحدة للترشح لأنتخابات البرلمان المصري .. وهو شعار أخوانـي بالدرجة الأولـى ، و قد طـرحـهُ الأخوان كشعار سياسي / أنتخابـي .. حالـهُ حال شعارات بقـية الأحزاب الليبرالـية و الديمقراطية لـغرض الـفوز بالأنتخابات ..!
هل نظرية : ( أن العيب ليس في الأسلام .. بل في المسلمين ...!! ) كافية لـتبرير الأستمرار بالتمسّك بالشعار ... أم أنها أصبحت مُستهلكة .. لأن الذي يـبحث عنهُ الناس و يـهمُّ حياتهم ، ليس النص الجميل المثالي .. بل التطبيق الـعملـي الملـموس للنص الجميل ...!
الـنظريـة أو العقيدة لا تكتسب قيمتها و صلاحيّـتها ألاً عـند الـتطبيق ، خصوصاً الـنظريات التي لها مساس بحياة الناس ..! أذ لـو تـفـحّصـنا مُعظم النظريات و العقائـد و الأديان و الـفلسفات على طول المسيرة الـبشرية .. لـوجدناها مثالـية في طروحاتها و مبانـيها النظرية و الفكرية .. لكنها تـبـقى مجرّد كلام على الـورق ، مالم تأخـذ طريقها الى التنفيذ .. و يعيشها الناس عملياً ..!
عندما نقول الأسلام هو الـحل .. أمامنا خيارَين .. الأول هو تطبيق الجوهـر الأخلاقـي للأسلام ، دون التفاصيل الشرعـية المتـعلـّقـة بأحكام المعاملات و الفروع التي تــُعالج المشاكل و السلـوكيات اليومية للناس و العلاقات الـبينيـّة لهم .. و أمامنا النموذج الماليزي والتـركـي .. كمثالـين ناجحـين لهذا الـخـيار .. و نـتذكـّر هنا مقولـة مهاتير محمد باني نهضـة ماليزيا عندما قال : ( عندما أردنا الصلاة توجـّهنا الى الـكعبة .. و عندما أردنا بناء ماليزيا تـوجـّهنا الـى الـيابان ..! ).
الجوهـر الأخلاقـي للأسلام هو أشاعة العدل ( المساواة الأنسانية ) و المساواة و العدالـة الأجتماعية ( المساواة بالحقوق و الواجبات ) و الحريات و رفض الـظلم و الفساد ..!
الخيار الثانـي هو تطبيق كل نصوص الأحكام الشرعية و نصوص المُعاملات حرفياً .. باعتبار أن هذه النصوص صالـحـة لكل زمان و مكان ...! و أمامنا نموذج دولـة داعش ( الأسلامية ) و قبلها نظام الأخوان في السودان و نظام طالبان الأفغانـية ... و هـي نماذج لا تــُشرّف أحــد ...!!
نصوص الأحكام الـشرعـية و نصوص المعاملات ، لو أردنا تطبيقها حرفياً ستصطدم بجملة من الموانع و الـعقبات ..!
أذ بعد تطوّر المسيرة البشرية نحو أعلاء الجانب الأنساني في تعاملات البشر و المساواة بين الناس بغض النظر عن دينهم و طائـفتهم و عقيدتهم و لونهم و جنسهم .. و شيوع مفاهيم و تطبيقات حقوق الأنسان ، و الحريات العامـة و الخاصـة ، و الديمقـراطية ، و أحــترام الـرأي الآخـر ، و مساواة المرأة بالرجل من حيث القيمة الأنسانية والحقوق المدنية ، و حقوق الطفل ... ألخ ، سيصطدم تطبيق تلك النصوص بهذه الموانع و التطوّرات الحضاريـة التي وصلت اليها المجتمعات و الدول الأخــرى ، و يـصبح متناقضاً حـتى مع الطبيعة البشرية الأنسانـيـّة ...!
و بما أن أي دولـة تـتبنـّى هذا الخيار هي ليست معزولـة في جزيرة نائـية عن باقي العالم .. بل مرتبطـة بجملة من المصالح و التبادلات الأقتصادية و الألـتزامات و التواصل مع العالم .. عليه ستجد هذه التطبيقات تناقضاً مع المحيط الدولـي ، و مِن ثم رفضاً و شجباً من دول العالم ، و بالتالـي أنعزالاً عنه ، وهو ما يعني موت سريري لهذه الدولة ...!!! أذ لا يـُــعقل أن نأتـي اليوم و في عصرنا الـراهن هذا لـنـُـطبـّـق حـدّ السرقـة بقطع يـد السارق مـثلاً .. أو رجـم الـزانـي و الزانـية بالحجر ..!!

هيـثم الـقـيـّم
مستشار أعلامـي / مؤسسة التضامن للصحافـة و النشر
مستـشار ثـقافـي / منظمة دار السلام لـحقوق الأنـسان
كاتب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماهذا التناقض؟
أحمد حسن البغدادي. ( 2014 / 9 / 21 - 23:12 )
ماهذا التناقض في كلامك ياأستاذ هيثم ؟
أنت تقول؛
(الجوهـر الأخلاقـي للأسلام هو أشاعة العدل ( المساواة الأنسانية ) و المساواة و العدالـة الأجتماعية ( المساواة بالحقوق و الواجبات ) و الحريات و رفض الـظلم و الفساد ..! )
ثم تقول؛
(نصوص الأحكام الـشرعـية و نصوص المعاملات ، لو أردنا تطبيقها حرفياً ستصطدم بجملة من الموانع و الـعقبات ..!
أذ بعد تطوّر المسيرة البشرية .. و شيوع مفاهيم و تطبيقات حقوق الأنسان ، و الحريات العامـة و الخاصـة ، سيصطدم تطبيق تلك النصوص و يـصبح متناقضاً حـتى مع الطبيعة البشرية الأنسانـيـّة ...! )

هنا السؤال،
إذا كان جوهر الإسلام العدل والمساوات، فلماذا تطبيقاته هي ضد العدل وحقوق اللإنسان، بل هو الدين الوحيد في العالم الذي يحارب حقوق الإنسان، وتطبيقاته في العراق والسودان ومصر والسعودية لاتشرف؟
ولماذا تطبيقات الدساتير الأوروبية واليابانية والأمريكية تشرف من شرعها ومن طبقها؟
أليس القرآن هو دستور المسلمين ؟
أليس القرآن، وهو العمود الفقري للإسلام، هو من شرع لداعش قتل وإنتهاك حرمات غير المسلمين ؟

تحياتي...


2 - هل لازال شعار ( الأسلام هو الحل ) صالحاً ..؟
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2014 / 9 / 22 - 07:18 )
الجواب نعم:
لماذا؟؟.لا ن الاسلام هو تكميم الافواه بـفرمانات الالاهية وهو المقصود بهذا الشعار.
الدليل:
انظر الى نضام الحكم في نجد والحجاز والى الشعب وما يعانيه من نهب الثروات ولكن لا يحق له الاعتراض لان المعترض على الحاكم كـ المعترض على الله لان الحاكم ظل الله في ارضه وانه حكم الشعب بمشئة الله و ما على الشعب الا الصبر وعلى الحاكم الوزر والجزاء يوم القيامة.هطلت الامطار بغزارة على جدة مما سببت في موت كثيرين بسسب ضعف البنية التحنية من مجاري وغيره ولكن فقيه البلاط عزى الدمار الى التقصير في العبادة ودعى الشعب للاستغفار وتعليم البنغاليين الصلاة الصحيحة. اما اذا تظلم احد من الحكم فحكمه الاعدام بالسيف وتطبق عليه آية الحرابة. هذا في نجد والحجاز. اما في ايرآن لا يجوز الاعتراض على الفقيه لانه النائب عن الامام الغائب وهو اعرف بمصالح شعبه لان منصبه منصب الاهي.
افبعد هذا تاتينا يا اخينا العزيز متسائلا (هل لازال شعار ( الأسلام هو الحل ) صالحاً؟؟. نعم انه صالح للمؤمن به والمؤمن به هو عبد لارباب الصولجانات والناطقين باسمهم وهم دهاقنة الدين. فالاسلام بالنسبة للمؤمنين هو تخدير باسم السماء.


3 - لا تناقض أبداً ...!
هيثم القيّم ( 2014 / 9 / 22 - 10:45 )
أستاذ أحمد حسن البغدادي .. تحياتي
لا تناقض فيما قلنا .. هناك سور و آيات فيها معاني راقية مثلاً : ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ..) يونس .. وهي تشير الى حرية المُعتقد .. بالمقابل هناك الكثير من النصوص التي كانت في وقتها تــُعالج حالات ظرفية ، أو حالات وفق سياقات و ظروف و طباع الناس في تلك الفترة .. هذه المقصودة بالموضوع و التي يجب عدم الأخذ .. بعبارة أخرى غربلة السور و الآيات .. ثم الأخذ بما يتناسب مع القيم الجوهرية التي ذكرناها .. و تنحية أو تجميد أتبـّـاع الأخرى التي عفى عليها الزمن ...!


4 - لا نختلف ..!
هيثم القيّم ( 2014 / 9 / 22 - 10:50 )
أستاذ فهد العنزي .. تحياتي
لا أعتقد نحنُ مُختلفين في الرأي .. ربما صيغة التعبير تختلف ..! المثال الذي ذكرتـُـهُ ( ماليزيا ) هو بوضوح يقول ما تقوله حضرتك .. أي أن المطلوب في التعاطي مع الأدين الأسلامي هو الطريقة الماليزية ... و الغاية واضحة كما أعتقد ... تقبل مودتـي .


5 - هناك إشكال مهم.
أحمد حسن البغدادي. ( 2014 / 9 / 22 - 11:53 )
تحية أخرى أستاذ هيثم.
هناك إشكال مهم لايعرفه غير شيوخ الإسلام والذين منهم يستمد عامة المسلمون أفكارهم، هذا الإشكال هو ؛
إن جميع آيات السلم المكية، قد نسخت بسورة السيف أو التوبة المدنية، ومنها الآية التي ذكرتها أنت وآية لكم دينكم ولي ديني، والكثير من الآيات المكية السلمية،
إستنادا على آية 106 من سورة البقرة؛ ( وما ننسخ من آية ٍ أو ننسها، نأت بخير ٍ منها أو مثلها).
والحقيقة إن إله محمد لم يأت بخير ٍ منها أو مثلها، بل جاء بما هو أسوأ منها،
إذا جاء بإقتلوا المشركين حيثما وجدتموهم.

تحياتي...


6 - الاسلام هو الحل شعار سرمدي
عبد الله اغونان ( 2014 / 9 / 22 - 16:11 )

لنحتكم لمقياس عالمي

كما أجرينا انتخابات في أقطار العربان والمسلمين

اختار الناس اعطاء أصواتهم لمن يرفعون شعار

الاسلام هو الح...............ل

من المغرب الى والجزائر سابقا وتونس وثوار ليبيا الاسلاميون وانتخابات مصر قبل

الانقلاب ومع ثوار سوريا وفي فلسطين مع حماس

وحتى في ايران وتركيا

الاسلام هو الحل

والتاريخ مازال يجري

لايغرنكم تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا