الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تتعلم النساء المصريات الدرس؟

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2014 / 9 / 22
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



هل تأملت القوى السياسية صورة البنات الخمس؟ تركتهن الأم فى الشارع لعجزها عن تحمل عبء إطعامهن ورعايتهن؟

والأم التى عانت من بطش زوجها وأبيها، فذبحت نفسها وطفلتيها؟ والأم التى طلقها زوجها لأنها أنجبت ثلاث بنات، ولم تنجب الذكر، فانتظرت القطار وانتحرت تحت عجلاته مع بناتها؟

أغلب الأمهات والنساء يتعرضن للقهر الخماسى: الجنسى، الاقتصادى، الاجتماعى، الأخلاقى، الدينى.

ومن يتولى الدفاع عن حقوق الملايين من هؤلاء البائسات، ضحايا القانون الظالم والعرف والشرع والثقافة الذكورية؟ كيف يسمح القانون للرجل بتطليق زوجته لأنها لم تنجب ذكراً؟ كيف تسكت القوى السياسية على هذا الظلم الواقع على ملايين النساء؟ لماذا لا تتحمس القوى السياسية (بما فيها مجلس المرأة القومى) لتغيير قانون الأسرة كما تتحمس لتغيير قانون الانتخابات وتوزيع مقاعد البرلمان؟

لماذا لا تتحمس «القوى الثقافية» لتغيير الثقافة الذكورية كما تتحمس لإصلاح تمثال أبوالهول أو مقبرة آمون؟

الحركة النسائية المصرية تم ضربها منذ حكم السادات، فى سبعينيات القرن الماضى، عن طريق تشجيعه التيارات الدينية الأصولية (بالتعاون مع رونالد ريجان) وكانت على رأسها جماعة الإخوان المسلمين والسلفيون والجماعات الأخرى، التى أدت إلى ما نراه اليوم من تنظيمات دينية سياسية مثل «داعش»، التى تقتل البشر تحت اسم الهوية المذهبية، وتفرض الجماع الجنسى على النساء بالقوة المسلحة، تحت اسم الجهاد فى سبيل الله والدين؟

أغلب رجال ونساء السياسة يهتمون بالمصلحة الآنية، كالانتخابات فى اللحظة الحاضرة، وتوزيع المقاعد والمناصب، حتى أساتذة السياسة الأكاديميون تلقوا العلم بنظرة براجماتية انتهازية، تفصل بين الظواهر وأسبابها، تغيب عنهم النظرة الكلية، ولا يربطون بين السياسة ومصالح الملايين من البؤساء، خاصة النساء والبنات.

تعرضت رائدات الحركة النسائية المصرية، ورواد الحركة الشعبية الوطنية بصفة عامة، لبطش الأنظمة الاستبدادية المصرية التى تعاونت مع الاستعمار البريطانى ثم الأمريكى، فلا شىء يفزع الاستعمار الأجنبى (وأعوانه بالداخل) أكثر من تحرير «النساء» نصف المجتمع، وقيام ثورة شعبية لإسقاط النظام الطبقى الأبوى الذكورى.

ألا يدهشنا التناقض الصارخ بين الدستور والواقع الذى نعيشه؟ يؤكد الدستور المصرى على تحريم قيام حزب سياسى على أساس دينى، مع ذلك نشهد النشاط السياسى لحزب النور السلفى، وتصريحاته اليومية عن تحالفاته السياسية لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة.

نقرأ المانشيت فى الصحف عن الانقسام داخل هذا الحزب السلفى بشأن ترشح المرأة، وأن هناك تياراً داخل الدعوة والحزب يرفض ترشح المرأة، استنادًا إلى أنه «لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»، والفتاوى المسجلة لعدد كبير من شيوخهم تؤكد أن ترشيح المرأة يخالف الشريعة الإسلامية، وأنه من المفاسد، وأن البرنامج الانتخابى الجديد لن يختلف كثيراً عن برنامج الحزب فى انتخابات ٢٠١١، الذى شطب وجه المرأة واسمها واستبدل بها رمزاً على شكل وردة؟

وإذا كانت الانتهازية والبراجماتية تجعلان رجال السياسة يتحالفون مع الحزب السلفى ويضحون بحقوق المرأة ، فكيف تتحالف أيضاً نساء السياسة ومجلسهن الموقر مع السلفيين فى الانتخابات البرلمانية القادمة؟

زعيمة نسائية منهن أشادت بالتوصية الصادرة عن لجنة حقوق الطفل بمنظمة الأمم المتحدة التى تقول: «الدراسات عن الأحوال الأسرية فى عدد من البلاد أكدت أن عبء رعاية الأطفال يقع على الأم وحدها، وأن القوانين فى العالم لا تشرك الرجل فى تحمل هذا العبء، ولهذا يجب تغيير قوانين العمل بحيث يحصل الزوج على إجازة وضع، ليشارك الأم فى رعاية الطفل».

سبقت «السويد» الأمم المتحدة بـ (أربعين عاماً) فى منح الأب إجازة وضع، فهل أدى ذلك إلى تغيير الثقافة الذكورية بالسويد؟

تؤكد الحقائق أن العالم (بما فيه السويد) محكوم بثقافة ذكورية راسخة فى التاريخ الطبقى الأبوى، منذ خمسة آلاف عام، ما يحتاج لثورات ثقافية تعليمية أخلاقية، تصاحب تغيير القوانين والدستور ونظام الحكم.

هل تتعلم النساء المصريات الدرس؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطر الاسلام
على سالم ( 2014 / 9 / 22 - 04:39 )
طالما الاسلام متواجد فى مصر فهذا معناه اننا نحرث فى البحر ,بالطبع الثقافه الذكوريه لها سلبياتها لكن الاسلام هو السبب الرئيسى فى كل المصائب والمحن والكوارث والانهيار الذى يصيب اى دوله ابتلت بداء الاسلام الرهيب ,الاسلام بزره شيطانيه صحراويه بدويه سرطانيه غبيه ويجب اقتلاعه من جذوره


2 - لا عزاء للسيدات مع النص القرآني
john habil ( 2014 / 9 / 22 - 06:04 )
إلى المرأة الصامدة ، إلى المناضلة ( البلاتينية) لآكثر من 50عاماً ألى السيدة التي عرفت رطوبة ليالي السجن وعاشت مآسي بنات جنسها، الى المرأة التي لم تستسلم وتنهي حياتها تحت عجلة الظلم بل قادت قطار الصمود والتحدي
إلى السيدة نوال السعداوي
مع كل احترام وتقدير
ما الفائدة من بند في الدستور يقول ( يمنع قيام أي حزب سياسي على أساس ديني) إذا كانت المادة الثانية من الدستور المصري تقول : أن مصر بلد إسلامي يستمد دستوره من الشريعة الاسلامية
فمن الطبيعي أن يعارض حزب النور ترشيح المرأة لأنه يخالف الشريعة الاسلامية
وكذلك ينطبق الحال على رجال السياسة واسقاط حقوق المرأة عند الشعور بخطر التصادم مع السلفية الشرعية أو أسس الدين ،،،،،، ولا عزاء للسيدات .....مع القرآن وشيوخ الجهل والفتنة والعقل المغيب والطامة الكبرى أن هناك وعلى يو توب
شيخ سعودي وهابي يتهم عيون المرأة بالإغراء من وراء فتحتي النظر في النقاب


3 - الرائعة د. نوال
حسنين قيراط ( 2014 / 9 / 22 - 06:12 )
بعد السلام والتحية
مقال أكثر من رائع
للأسف الشديد فأن المرأة المصرية تتحمل جميع أعباء الأسرة ولا تاخذ من الحياة ألا الهم والحزن والغم ولا تشارك الرجل إلا في السعي للرزق لتربية الأولاد مع الزوج أنها أشبه بالطور الذي يدور في الساقية ورغم أنها عماد الآسرة لأنها تعمل صباحا وأحيانا مساءا ثم تعود للبيت لتنظف وتغسل وتطبخ وتربي الأولاد وتهتم بشؤنهم وشئون زوجها ثم تغمض عينها برهة لتفتحها بسرعة حتي تربط الحبل حول رقبتها مرة أخري لتدور وتدور من خلفها الساقية .... يا عزيزتي المرأة في المجتمع المصري والعربي عامة ما هي إلا تابع للرجل للأسف بقانون الرجل رغما عنها سواء رضيت أم أبت حتي لو تعلمت كما تفضلت في مقالك وكان الله في عونكم يا نساء العرب


4 - تكريم المرأة
john habil ( 2014 / 9 / 22 - 07:00 )
في ليلة صيفية حارة من ليالي عام 1990 وفي صالة التهبت فيها المشاعر الوطنية لأكثر من 200 من أبناء الجزيرة السورية في ولاية نيو جرزي على أنغام وكلمات ((( من قاسيون أطل ياوطني أرى دمشق تعانق السحب))) للرائعة دلال شمالي
إلآ طاولة واحدة جلست عليها سيدة تتصبب عرقاً، وحيدة لابسة الزي الديني معطف وحجاب وقفازات بيضاء ، أرسلنا لها سيدة تدعوها ألى طاولتنا، فأعتذرت بأدب وقالت لها بلهجة أمريكية صرفة أنها تنتظر حبيبهاوهو عازف في الفرقة الموسيقية، وقبل أن تغادر ،جاءت الى السيدة التي دعتها وقالت لها إذا لم يكن لديك مانع أريد أن أراكم غدا وأخذت العنوان وانصرفت ، وفي الغد جاءت حسب الموعد وقالت لي : أريد أن اتزوج من شاب مصري مسلم دينه وعاداته والتقاليد ولبس المرأة يختلف عنكم كثيراً ( لماذا )؟؟ وهل أنتم كفار؟؟
تبسمت وسألتها وماذا عن القرآن ؟ قالت إن توصية حبيبي لي، هي من القرآن
أجبتها في الاسلام: 1- الرجل أفضل من المرأة 2- يحق للرجل ضرب المرأة3- المرأة شيطانية ( أن كيدهن لعظيم 4- لها ثلث الميراث 5-وهي شبيهة بالحقل ( ملكية خاصة)وشهادتها ناقصة فهل تقبلين هذا ؟،قالت أعتقد أنني سأعيد النظر بزواجي منه


5 - هل تتعلم
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 9 / 22 - 10:38 )
أنا عاجز تماما كي أصدق أن الرجال قوامون على النساء وبأنهن ناقصات عقل ودين
أرى العكس هو الصحيح فالمرأة هي العمود الفقري للأسرة وللمجتمع
وهي مصدر كل خلق وولادة وهي مربية الأجيال ومن تقوم بإعداد الأبطال والعباقرة وتسهر على تربيتهم إلى أن يشتد عودهم
كما أرى أن المجتمع الذي يهمل المرأة ويهمشها ويحرمها من حقها الإنساني لا يمكن لهذا المجتمع أن يكون طبيعيا وسويا أو متقدما
وأكاد أصاب بالجنون حينما تكون الدلائل والحجج واضحة في حين بنو جلدتي وقومي وأهلي لا يريدون الإعتراف وكأنهم عميان البصر والبصيرة

أخيرا في فرنسا سيدتان من أصول مغربية تقلدتا منصبي وزيرتين
وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي ووزيرة العمران وسياسة المدينة
في فرنسا بلد الأنوار وبلد الثورة الفرنسية العظيمة
فما رأيكم أيها العرب في هذا الحدث ؟
لقد حققت المرأة العربية في بلد فرنسا القوية والمتقدمة ما لم يستطع الرجل تحقيقه في بلد متخلف ومهزوم


6 - في ظل الانقلاب العزاء لأرملة الدنيا
عبد الله اغونان ( 2014 / 9 / 22 - 23:48 )

المرأة المصرية مشغولة بالرغيف والكهرباء

يرثى لهم ولها

اخر الافلام

.. أغنية خاف عليي


.. مخرجة عراقية توثق معاناة النساء في عملهن بمعامل الطابوق




.. بعملهن في المجالات المختلفة تحققن اكتفائهن الذاتي


.. سناء طافش فتاة فلسطينية شهدت العديد من الحروب




.. سندس صالح، إحدى المتدربات في مركز الإيواء