الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الآن يا كبار العلماء

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 9 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أثار أستغرابى الحملة التى شنتها هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الأحد، هجومًا عنيفًا على تنظيم داعش، مؤكدة أن مثل هذه التنظيمات الإرهابية خارجة عن صحيح الدين وتعاليم الإسلام، وقالت الهيئة في بيانها لها الأحد " إن ما يُطلق عليه إعلاميا تنظيم «داعش» وسائر التنظيمات الإرهابَية، لا تمثل بسلوكياتها وما تُمارسه من قتل وقطع للرقاب وتفجير وترويع للآمِنين الإسلام، مؤكدة أن هؤلاء خارجون عن صحيحِ الدِّين وتعاليمه."، كلام جاء متأخراً لأن الشباب الذى لا يسمع ولا يقرأ موقف كبار العلماء والمشايخ من التنظيمات الإجرامية، يظل فى حيرة من أمره حتى يجد نفسه وجهاً لوجه أمام أفراد تلك التنظيمات لتقوم بتجنيده وإثارة غيرته دفعاً عن الإسلام وتطبيق شرع الله، إذن التقصير الدعوى وتجنب الكلام فى وضع مبدأ وإعلان يسير عليه كل إماما وكل شيخ حيث يعتمدون عليه فى خطبهم وأحاديثهم، نعم لا بد ان يكون هناك إعلان منذ زمان طويل يشرح ويفسر ويقول كلمة الإسلام فى تلك الجماعات والتنظيمات وأنشطتها، إن تصريحات الإدانة لا تغير من ثقافة وإعتقادات مؤمنين تشبعوا بخطب التكفير والكراهية والقتل لكل مختلف عت تلك التنظيمات حتى ولو كانوا من أفراد الشرطة والجيش والشعب المسلم نفسه.

من الملاحظ أيضاً أن كلام كبار العلماء الآن كلام يكتنفه الغموض لأنهم عندما يقولون أن تنظيم داعش وما شابهه خارجين عن صحيح الإسلام، وأن داعش وغيره لا تمثل بسلوكياتها وممارساتها من قتل وقطع للرقاب وترويح للآمنين الدين الإسلامى، لأن طريقة صياغة الكلام يجعل كل فرد يسأل من منطق التبسيط والتوضيح حتى لا يكون هناك لبس فى فهم ما بين السطور، وسؤالى: هل تنظيم داعش وغيره خارجين عن صحيح الإسلام وتعاليمه أى أنهم ليسوا مسلمين وكفروا بنصوص القرآن التى تمنع قتل النفوس البريئة؟ خارجين عن صحيح الإسلام هل تعنى أنهم ما زالوا مسلمين رغم قتلهم وقطعهم لرقاب الأبرياء لكنهم فقط خرجوا عن صحيح الإسلام؟

السؤال الذى يجعلنا نسأل كبار العلماء: كيف يتمكن إرهابيين فى أفكارهم وثقافتهم وعقائدهم وممارستهم الدموية فى تجنيد تلك الاعداد الهائلة، ليس عبر الحوارات والخطب المنبرية فى المساجد بل عبر مواقع التواصل الإجتماعى، بينما كل تلك الكثرة من شيوخ وأئمة ودعاة وكبار العلماء فى أنحاء العالم يخفقون فى جذب هؤلاء الشباب والشابات الأجانب إلى الإسلام العادى السلمى المعتدل، بينما داعش وغيرهم ينجحون فى تجنيدهم لقطع الرؤوس وسفك الدماء؟

أعرف أنه سؤال يعرف إجابته كثيرين غيرى وقاموا بطرحه لعل البعض يتفكر ويستخدم نعمة العقل، ولكن أقول: من هو الذى على حق هيئة كبار العلماء الأقلية العدد أم تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية على حق؟ فإذا كنتم يا كبار العلماء على حق، فأين كنت خلال السنوات الطويلة التى ترعرعت فيها ونشأت ما يطلقون عليها جماعات معتدلة وميليشياتها السرية العسكرية والتى تحولت إلى الإرهاب مثل جماعة التكفير والهجرة ومقتل الشيخ الذهبى وفرج فودة وغيرهم؟أم أن تلك الجماعات وداعش والقاعدة المثال العصرى لها على حق لأنهم يستخدمون نفس النصوص التى يقدسها كبار العلماء ومطالب بتطبيقها كل مسلم؟

صوت الجماعات والتنظيمات الإسلامية أضحى كبيراً وهى معادلة أرتكبتها الأنظمة السياسية السابقة وأتاحت لهم حرية العمل دون عقاب، والآن يا كبار العلماء لا تتركوا صوت تلك الجماعات المجرمة يعلو فوق صوتكم، شعب مصر ينتظر أصوات كبار المشايخ والعلماء لتحدثهم ليل نهار عن تلك الجماعات الخارجة عن الإسلام ، إذا كان هذا حقيقة حتى يصدقوكم البسطاء والنخبة وتكونون لهم قدوة بأستمرار، تعلنون عن جرائم تلك التنظيمات وتقودوا الشعب للحرب ومكافحة هذه الثقافة الإرهابية سفاكة الدماء الإنسانية البريئة تكفيرية الهوى والعقيدة،
إن الواجب والمسئولية الكبيرة الواقعة على عاتق كبار العلماء والمشايخ هى ليس مكافحة الإرهاب بل إقتلاع الإرهاب من جذوره وإلا ستكون الحرب ضد الإرهاب خاسرة لأنها ستكون مستمرة، إن ما يرتكبه هؤلاء المأجورين هى أعمال ضد الإنسانية تعبر عن الخيانة للأوطان والشعوب وكل القيم الإنسانية.

وأختم مقالى بتساؤل لهيئة كبار العلماء: هل تنظيم داعش وغيره من التنظيمات إرهابية وتشكل خطر جسيم على البشر أم على الإسلام؟ وما هو عقاب القتلة قاطعى الرقاب حسب الشريعة؟ ومتى تحددون موقفكم من هذا الإرهاب أم تنتظرون خراب الدول والشعوب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah