الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانيه كحتميه لتطور الوعي

فهد احمد ابو شمعه

2014 / 9 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ترتبط القناعه باهمية العلمانيه بالحداثه وبتطور الوعي لدى البشر , وترسخ كحل امثل لمعضلات كثيره تعانى منها المجتمعات العربيه بشكل خاص وعلى رأسها الطائفيه , وكضروره ملحه للتعايش بين جميع مكونات المجتمع واطيافه المذهبيه والدينيه والفكريه.
في بلادنا اذا ذكرت العلمانيه او قمت بالتلميح اليها يهب الجميع لنقدك ونقدها واثبات خطأها وتنافيها مع الدين والنصوص الدينيه بشتى الطرق والاساليب عن سبق اصرار ودون دراسه وتعمق واجزم بانهم لو درسوها جيدا وفهموها لانصفوها , ولكن سيبقى مصطلح العلمانيه مرفوضا ومثيرا للجدل مادام هناك فكرا ظلاميا متأصلا في مجتمعاتنا يسير بامتنا نحو الخلف باستمرار ولا يرى مستقبله الا في ماضيه , فيشكل بذلك كابحا معطلا لدوران عجلة التقدم والحضاره والتاريخ نحو الامام في مجتمعاتنا , وبالتالي يجعل من مهمة صياغة وعي وثقافه وفكر حداثي جديد مهمه فائقة الصعوبه ان لم تكن مستحيله .
ان مجتمعاتنا العربيه اذا ارادت ان تكون متناسقه ومنسجمه مع نفسها ومع كافة مواطنيها , ومع من حولها من المجتمعات , وان لا تكون استثناءا ,ولا تبقى حائره ومنتظره على ارصفة التاريخ , فليس لها خيار سوى السير في ركب الحداثه وتبني العلمانيه بالتالي كمنجز هام وضروري من منجزات الحداثه , على الاقل لتجسير الهوه بيننا وبين عالم من حولنا يعيش زمن مابعد الحداثه .
العلمانيه ليست عقيده وليست ايديولوجيا بل هي اسلوب حكم واداره في منتهى الرقي , وان اعتبرت فكرا , وهي كذلك , فهي فكرا انسانيا راقيا تعلي من شأن الذات الانسانيه والعقل الانساني الحر وابداعاته في العلم والفن والادب ,
العلمانيه تقر باولوية العقل , فتفصل مابين الديني والدنيوي دون ان تمس باحدهما على حساب الاخر , كذلك لا تعني بالضروره احداث قطيعه مع التراث , بل تتيح لنا الافق الواسع الحر لاعادة صياغة وغربلة ذلك التراث , ولعل الاعتقاد السائد بان للعلمانيه تاثير سلبي حقيقي على الدين ومؤسساته , هو اعتقاد غير دقيق , وفي رائي ان العكس هو الصحيح لان االمؤسسات الدينيه في ظل العلمانيه تتحرر من هيمنة الدوله , فحرية الدعوه والحركه وبناء مئات المساجد في امريكا واوروبا ماكان ليتم الا في ظل انظمه علمانيه تكفل حرية العباده لجميع مواطنيها , ونرى بالمقابل كيف ان الموسسات الدينيه في اغلب البلاد العربيه تخضع بالكامل لهيمنة النظم الحاكمه فيها فتتحكم في تلك المؤسسات وتدجنها و تسخرها لتمرير سياساتها الاستبداديه ,ويتحول الدين ومؤسساته الى مجرد مطيه وبوق ينطق يما تريده تلك السلطات .
والعلمانيه كمصطلح وكنهج لها جذور قديمه في التاريخ ولكن لم تتضح معالمها وتخرج بمفهومها الواسع الحديث الا بعد ان انتقلنا من مركزية الارض الى مركزية الشمس الامر الذي احدث تحولا كبيرا في نظرتنا الى الطبيعه والكون فطغى المنطق الحسابي والرياضي على المنطق الايحائي والتأملي ,وتراجعت الاسطوره لصالح العقل , وحل المشروع العلمي محل المشروع الكهنوتي ، منهيا بذلك عصورا من الانغلاق ومسقطا الكثير من الاغلال , فبزغت افاق رحبه وواسعه امام البشريه , حينها كان لزاما حتميا على التاريخ صياغة مبدأ عام يتسع لكل هذه المتغيرات فكانت العلمانيه هي الحاضنه المثاليه .
ولكن هل للعلمانيه تعريف دقيق ؟
ليس من السهل ايجاد تعريف دقيق ومرضي للعلمانيه , ومن الاجحاف بحقها اختزالها بتعريف محدد ومهما كان ذلك التعريف سيكون تعريفا نسبيا ,واي كان من يعرفها فسيكون تعريفه لها بحسب مفهومه النسبي لها , قد تعرف بكل بساطه على انها فصل السياسه عن الدين او انها حيادية الدوله تجاه المعتقدات والافكار او على انها اسلوب تفكير يعتمد العقل والمنطق او. او. او . لذلك يرى الكثيرين انه من الافضل ان تبقى العلمانيه بلا تعريف محدد ونهائي , وابقاء المجال مفتوح ليتسع التعريف لكل ماهو انساني وعقلاني وجميل وراقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إزاى تحمى ابنك من الأفكار المتطرفة ؟.. داعية إسلامى يكشف الت


.. موجز أخبار السابعة مساءً - قوات الاحتلال تقمع آلاف المصلين ف




.. 60-Al-Aanaam


.. هوية وطنية وفطرة سليمة.. معا لمواجهة الإلحاد والتطرف والعلاق




.. 59-Al-Aanaam