الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصبر عون الله لك في الصعوبات

قصي طارق

2014 / 9 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الصبر
"الإنسان مولود المرأة، قليل الأيام كثير الشقاء" (سفر أيوب ١-;-٤-;-:١-;-). يمكننا أن ندرك المعنى الاستثنائي لهذه الكلمات عندما نفكر في الألم الذي احتمله قائلها. تختلف المشاكل والمحن التي يتعرض لها مختلف الناس مثل العراقيين والسوريين والبنانين المؤمنين، ويبدو أن البعض منهم يقاسي مشقات أكثر من غيره. لكننا ندرك جميعا، من خلال خبراتنا الشخصية، ومن خلال خبرات أولئك الذين نعرفهم، مدى صدق عبارة أيوب.
تثير المتاعب القلق في نفس الإنسان، ليس لأن المشقات هي عبء بحد ذاتها فحسب، ولكن لأن المحن قد تقودنا إلى التجارب الروحية أيضا. قد نشعر بأن المحنة التي نمر بها تبرر ارتكابنا للخطيئة. قد ينتابنا اليأس نتيجة للمشاكل إلى حد أننا نلقي باللوم على الله، نفقد إيماننا به، أو نبدأ في الشك في صلاحه ورحمته. كما قالت زوجة أيوب، "جدف على الله ومت" (سفر أيوب ٢-;-: ٩-;-).
والصبر في المفهوم العام ببساطة هو الحبس والمنع، وهو حبس النفس عن الجزع، واثبت العلم الحديث ان للصبر فوائد جمة.
هو حالة من القدرة على التحمل في ظل ظروف صعبة، والتي يمكن أن تعني المثابرة في مواجهة الاستفزاز. الصبر هو الصمود المستمر على الأشياء المؤلمة نفسياً وتحملها بروح عالية ونفس طيبة دون اظهار ملامح الاستياء والانفعال على الوجه بحيث لا تكون مرئية او محسوسة من قبل الاخرين وهو واجب عند المصائب ... في علم النفس التطوري وفي علم الأعصاب المعرفي ، عُرف الصبر على أنه اتخاذ القرارات تجاه المشكلة، التي تنطوي على اختيار مكافأة صغيرة في الأجل القصير ، أو مكافأة أكثر قيمة على المدى الطويل. عندما يطرح هذا الاختيار على الإنسان ، وجميع الحيوانات ، وجد انهم جميعاً يميلون إلى تفضيل المكافآت على المدى القصير على مكافآت على المدى الطويل . هذا على الرغم من الفوائد في كثير من الأحيان تكون أكبر في المكافآت المرتبطة بالمدى الطويل.
يمكن للإنسان ان يتعلم الصبر اذا كان له دافع قوي لذلك فالتعلم عملية تعديل في السلوك : وهذا هو المفهوم الذي تأخذ به أغلب الاتجاهات الحديثة او بمعنى اخر هو تغيير في السلوك تغييراً تقويمياً يتصف من جهة بتمثل مستمر للوضع , ويتصف من جهة أخرى بجهود متكررة يبذلها الفرد للاستجابة لهذا الوضع استجابة تحقق الغايات تحدث عملية التعلم نتيجة لتفاعل الفرد مع بيئته واكتسابه لأنماط سلوكيه جديدة لتساعده على التكيف مع بيئته.
**الصبر فى الضيق هو البداية للحياة حسب إرادة الرب وفكر الإنجيل ، كما أنه دليل على صدق تقوى الإنسان ورغبته فى الحياة يما يرضى المسيح و إنجيله المبارك .. هو احتمال الانتظار إكراما لعمل المسيح الخلاصي وطاعة لإنجيله المبارك .. هو إعلان من الإنسان عن عزيمته ورغبته فى السير فى الطريق الروحى بإصرار وثبات ، وهذا كفيل بان يذكية لكل ما هو أفضل ومقدس ومبارك وصيت حسن .. ورفض الإنسان للصبر هو رفض لكل دعوة مقدسة وسعادة قادمة من الرب على حياته .ورفض الصبر فى الضيق يشير دائما إلى قدر ما فى النفس من تذمر وعناد ومقاومة لعمل روح الله وتدبيره ، و نفس يسكنها كل هذه الشرور نفس لا يؤتمن صاحبها على المزيد من العطايا والمواهب والبركات ، لأن كل هذه الأمور تحتاج إلى الصبر لاقتنائها ولدوام العيش بها ، فلا يمكن للنفس أن تنال القرب من الله واستحقاق عطاياه ومواهب روحه القدوس وهى كارهة للانتظار فى المحنة ولم تتعلم كيف يجب أن تصبر فى الضيق .
**وعندما تسير الأمور حسبما نشاء يكون من السهل أن نصبر. إن الإمتحان الحقيقي للصبر يأتي عندما تنتهك حقوقنا – عندما تقطع سيارة أخرى الطريق أمامنا؛ أو عندما نُواجه الظلم؛ أو عندما يسخر زملاؤنا من إيماننا. يعتقد البعض أن لهم الحق في أن يغضبوا في وجه المضايقات والتجارب. فيبدو عدم الصبر كأنه غضب مُقَدَّس. ولكن الكتاب المقدس يمتدح الصبر كثمر الروح (غلاطية 5: 22) الذي يجب أن يُثمر في كل مَن يتبعون المسيح (تسالونيكي الأولى 5: 14). الصبر يُظهر ثقتنا في توقيت الله وقدرته ومحبته.
رغم أن أغلب الناس يعتبرون الصبر هو إنتظار سلبي، أو إحتمال لطيف، إلا أن أغلب الكلمات اليونانية المترجمة "صبر" في العهد الجديد هي كلمات إيجابية وحيوية. أنظر مثلاً عبرانيين 12: 1 "فبما أن هذا العدد الكبير من الشاهدين للإيمان يتجمع حولنا كأنه سحابة عظيمة، فلنطرح جانباً كل ثقل يعيقنا عن التقدم، ونتخلص من تلك الخطيئة التي نتعرض للسقوط في فخها بسهولة، لكي نتمكن، نحن أيضاً أن نركض بإجتهاد (بصبر) في السباق الممتد أمامنا." هل يركض أحد في سباق بأن ينتظر الذين هم أبطأ منه أو بأن يحتمل الغشاشين بلطف؟ كلا بالتأكيد! إن الكلمة المترجمة "صبر" في هذه الآية تحمل أيضاً معنى "الإحتمال". إن المؤمن يركض في السباق بصبر بأن يثابر عبر الصعوبات. إن الصبر في الكتاب المقدس هو السعي والمثابرة وإحتمال التجارب للوصول إلى الهدف، أو الإنتظار بتوقع لتحقيق وعود الله.

إن الصبر لا يكتسب بين ليلة وضحاها. فإن قوة وصلاح الله مهمان لاكتساب الصبر. يقول الكتاب المقدس في رسالة كولوسي 1: 11 اننا نتشدد فيه "للإحتمال وطول البال"، بينما تشجعنا رسالة يعقوب 1: 3-4 أن ندرك أن التجارب هي طريقة الله لينتج فينا صبراً. ويكتمل الصبر ويزيد عندما نثق في إرادة الله الكاملة ومواعيده حتى في وجه الأشرار الذين "ينجحون في مسعاهم بفضل مكائدهم" (مزمور 37: 7). إن صبرنا يكافأ في النهاية "لأن مجيء الرب قد إقترب" (يعقوب 5: 7-8). "الرب صالح لمن يرجونه وللنفس التي تلتمسه" (مراثي إرميا 3: 25).

إننا نجد في الكتاب المقدس أمثلة عديدة لأولئك الذين اتسمت مسيرتهم مع الله بالصبر. توجه رسالة يعقوب نظرنا إلى الأنبياء "مثالاً لاحتمال المشقات والأناة" (يعقوب 5: 10). وهو يشير أيضاً إلى أيوب و"كيف عامله الرب في النهاية" من أجل صبره (يعقوب 5: 11). إبراهيم أيضاً إنتظر بصبر "ونال المواعيد" (عبرانيين 6: 15). يسوع هو مثالنا في كل شيء، وهو أيضاً كان مثالاً للصبر وطول الأناة: "الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي، فجلس في يمين عرش الله" (عبرانيين 12: 2).

كيف نتحلى بالصبر الذي هو من سمات المسيح؟ أولا، نقدم الشكر لله. عادة ما يكون أول رد فعل للشخص هو "لماذا أنا؟"، ولكن الكتاب المقدس يعلمنا أن نقبل إرادة الله بفرح (فيلبي 4: 4؛ بطرس الأولى 1: 6). ثانيا، نطلب مشيئة الله. إحيانا يضعنا الله في مواقف صعبة لكي نشهد له. وفي أحيان أخرى قد يسمح بالتجارب لتقديس وتنقية شخصياتنا. عندما نذكر أن هدف الله هو نمونا ومجده سوف نتمكن من إحتمال التجارب. ثالثاً، نتذكر وعوده مثل الوعد في رومية 8: 28 الذي يقول أن "كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده." "كل الأشياء" تتضمن الأشياء التي تمتحن صبرنا.

كيف تتصرف في المرة القادمة التي تكون فيها في زحمة السير، أو عندما تتعرض للخيانة من صديق، أو للسخرية بسبب شهادتك للرب؟ إن رد الفعل الطبيعي هو نفاذ الصبر الذي يقود بدوره للضغظ والغضب والإحباط. ولكن شكراً لله أننا كمؤمنين لسنا بعد مقيدين "برد الفعل الطبيعي" لأننا الآن خليقة جديدة في المسيح (كورنثوس الثانية 5: 17). إذ لدينا قوة الرب لكي نتجاوب بصبر وثقة كاملة في قوة الآب وخطته. فهو سيجازي "الذين بصبر في العمل الصالح يطلبون المجد والكرامة والبقاء، بالحياة الأبدية" (رومية 2: 7).
خاتمة
سوف يتألم المسيحيون المؤمنون، مع ذلك فإن الحياة المسيحية هي الأفضل، لأن المسيحيين المؤمنين هم الوحيدين الذين لديهم ضمان في القدرة على الاحتمال، في أن الله سوف يعينهم، في أن النتيجة ستكون في صالحهم، وفي أننا في النهاية سوف نحصل على الحياة الأبدية.
"أستطيع كل شيء بالمسيح الذي يقويني" ـ رسالة بولس إلى أهل فيلبي ٤-;-: ١-;-٣-;-

ايات الصبر

المزامير ٣-;-٧-;-: ٣-;-٩-;-

أَمَّا خَلاَصُ الصِّدِّيقِينَ فَمِنْ قِبَلِ الرَّبِّ، حِصْنِهمْ فِي زَمَانِ الضِّيقِ.

المزامير ١-;-٤-;-٦-;-: ٨-;-

الرَّبُّ يَفْتَحُ أَعْيُنَ الْعُمْيِ. الرَّبُّ يُقَوِّمُ الْمُنْحَنِينَ. الرَّبُّ يُحِبُّ الصِّدِّيقِينَ.

ناحوم ١-;-: ٧-;-

صَالِحٌ هُوَ الرَّبُّ. حِصْنٌ فِي يَوْمِ الضَّيقِ، وَهُوَ يَعْرِفُ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ.

المزامير ٣-;-٧-;-: ٢-;-٤-;-

إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ، لأَنَّ الرَّبَّ مُسْنِدٌ يَدَهُ.

المزامير ٣-;-٢-;-: ٧-;-

أَنْتَ سِتْرٌ لِي. مِنَ الضِّيقِ تَحْفَظُنِي. بِتَرَنُّمِ النَّجَاةِ تَكْتَنِفُنِي. سِلاَهْ.

المزامير ٧-;-١-;-: ٢-;-٠-;-

أَنْتَ الَّذِي أَرَيْتَنَا ضِيقَاتٍ كَثِيرَةً وَرَدِيئَةً، تَعُودُ فَتُحْيِينَا، وَمِنْ أَعْمَاقِ الأَرْضِ تَعُودُ فَتُصْعِدُنَا.

المزامير ٤-;-٢-;-: ١-;-١-;-

لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلهِي.

المزامير ٧-;-٣-;-: ٢-;-٦-;-

قَدْ فَنِيَ لَحْمِي وَقَلْبِي. صَخْرَةُ قَلْبِي وَنَصِيبِي اللهُ إِلَى الدَّهْرِ.

المزامير ٩-;-١-;-: ١-;-٠-;-- ١-;-١-;-

١-;-٠-;- لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ، وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. ١-;-١-;- لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ.

المزامير ١-;-٢-;-٦-;-: ٥-;-- ٦-;-

٥-;- الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالابْتِهَاجِ. ٦-;- الذَّاهِبُ ذَهَابًا بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ، مَجِيئًا يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ.

المزامير ٣-;-١-;-: ٢-;-٣-;-

أَحِبُّوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ أَتْقِيَائِهِ. الرَّبُّ حَافِظُ الأَمَانَةِ، وَمُجَازٍ بِكَثْرَةٍ الْعَامِلَ بِالْكِبْرِيَاءِ.

المزامير ٦-;-٨-;-: ١-;-٣-;-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 9 / 23 - 23:41 )
(يسوع) أنكر أنه (إله) , و أكد أنه (إنسان) , و لا يحمل أي (صفه ألوهيه أو ربوبيه) , و نطلب منهم متابعة التالي :
- يسوع الناصري يؤكد بشريته و لا يؤكد ألوهيته :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=429552
- (يسوع) يعترف أنه ليس إله 19 مره :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=429761
- الرد على بعض النصوص التي يزعم المسيحيين أنها تؤله (يسوع) :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=430278
لذلك , نحن نقطع على الكاتب خط الرجعه لـ(ألوهية و ربوبية -يسوع-) .
كما أن (المنطق) يرفض (الثالوث) , راجع :
- (المنطق) يرفض (الثالوث) المسيحي! :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=433801

اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح