الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خبران يبعثان الفرح

طه رشيد

2014 / 9 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سماع خبر مفرح في العراق وخاصة على المستوى العام ( بمعنى يخص الجميع ) اصبح نادرا في هذه الايام! حتى اصبحت الضحكة من قلة الادب اذا خلت من السبب، اما اذا كان لها ما يبررها فانها ستكون مبعثا للتشاؤم اكبر من كونها مسببا للفرح، حتى وصل الامر بالعراقي ان يتعوذ من الشيطان الف مرة، صارخا بعد كل" قهقة " ضحكة خير وشرها على ..
الاخبار المفرحة الاخيرة واللاتي تشير لإيقاد عود ثقاب في نفق عراق الطائفيين المظلم هي بالاحرى خبران : اولهما قيام اهالي الاعظمية ذات الاغلبية السنية بخط لافتات كبيرة تدين العمليات الارهابية والإجرامية الاخيرة التي حدثت في الكاظمية ذات الغالبية الشيعية، معلنين تضامنهم مع ضحايا الارهاب ومواسين عائلات الضحايا. وموقفهم هذا يذكرنا بالموقف الشجاع لابن الاعظمية البار الذي قدم حياته من اجل انقاذ اكبر عدد ممكن من الغرقى في نهر دجلة إثناء حادثة جسر الأئمة قبل سنوات دون ان يفكر ولا لحظة واحدة لاي طائفة تنمتمي تلك الضحية !
والخبر المفرح الثاني هو قيام وفد من العتبتين الحسينية والعباسية بزيارة قضاء الصقلاوية في محافظة صلاح الدين للوقوف بوضوح على الوضع الذي يعيشه هذا القضاء وهو يعاني من حصار داعش والقوى التكفيرية له، وأوضح رئيس الوفد ان المرجعية الدينية تتابع مصاعب ومشاكل اهالي الصقلاوية. وأعلن التبرع بخمسين مليون دينار بالإضافة لست سيارات محملة بالمواد الغذائية لأهالي القضاء.
هذان الموقفان يعبران عن عراقنا الحقيقي، عراق وطن للجميع يسوده المحبة والتآخي والتكافل الاجتماعي رغم انف الطائفيين !
كلنا ابناء هذا ألوطن شئنا ام ابينا ( ومفيش حد احسن من حد !) ولا يوجد من يمتلك الحقيقة المطلقة .
والانتماء لطائفة بعينها حق، والتعصب لها باطل. الانتماء للطائفة يمكن ان يكون مبعثا لمحبة الآخر، اما المتعصب لطائفته فمزاجه وفكره وثقافته وصلواته ملوثة بمرض لا شفاء منه الا العودة للعقل وتبني بشكل صادق مبدأ " الناس سواسية كأسنان المشط" .
الطائفي، اجلكم ألله، تسري في عروقه الحقد والبغضاء والعصبية والكراهية لأقرب الناس اليه اذا ما اختلف معه في فهم امور الدين اوالطائفة. الطائفي مثله مثل ذاك المصاب بمرض " الايدز"، مرض نقص ألمناعة سيكون لقمة سائغة لأي مرض، يمكن ان يؤدي به الى الهلاك، حتى لو كان بسيطا مثل زكام. وهو في نهاية الأمر سيكون عاملا مساعدا لعدوه وعدو الحياة "داعش" دون ان يدري !
هذا على مستوى الفرد، اما اذا تبنت الدولة او الحكومة مبدأ المحاصصة الطائفية فحدث ولا حرج مما سيصيبنا من كوارث جمة، ولكم ان تراجعوا ما انجزته حكومات المحاصصة خلال السنوات العشر الماضية !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية طيبة
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 9 / 24 - 12:43 )
العزيز ابو سلام
اعتقد تقصد الضلوعية و ليس الصكَلاوية
لأن الصكَلاوية تابعة لقضاء الفلوجة
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran