الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقه فاسد أم فكر شرير (الطاعة أولى!)

هبة عبده حسن

2014 / 9 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذا هو موسم الحج ومناسكه التي تتكرر كل عام، ومثل كل عام يتكثف وجود الشيوخ على شاشات التلفزة للتذكير بالشعيرة والمناسك ومبطلات الحج وكذا وكذا. ومن بين الشيوخ الذين يكثر وجودهم على الشاشة المفتي الثامن عشر لدار الإفتاء المصرية الشيخ علي جمعة الذي كان نصيبي من مشاهدته (منذ أسبوع مضى) جزءًا كان يتحدث فيه عن واجبات المرأة المسلمة التي تنتوي الحج... كلام كثير قيل لم يعنيني منه سوى خاتمته عندما تحدث الشيخ عن وجوب عودة المرأة إلى بيتها إذا لم يرغب زوجها في أن تؤدي الفريضة (حتى ولوكانت على أعتاب الطائرة المغادرة) حيث أن المولى عز وجل لن يقبل منها الفريضة إذا لم تطع أوامر زوجها... قال الشيخ هذا ثم أخذ نفساً عميقاً ونظر إلى المذيع الشاب قائلاً بهدوء حكيم: فالطاعة أولى... الطاعة أولى!

في منتصف الثمانينيات كنّا مجموعة محدودة العدد من الزملاء والأصدقاء مجتمعين في قاعة اجتماعات إحدى المكاتب الصحفية في القاهرة. كان اليوم هو وقفة عيد الأضحى، وقتها دعانا مدير المكتب للاحتفال قبل بدء إجازة العيد، ورغم قلة عددنا إلا أننا كنّا متنوعي الأعمار والمشارب والتعليم. جلسنا متقاربين نشاهد معاً فيلماً عن الليدي واليس سمبسون التي من أجلها تنازل ملك إنجلترا عن العرش حتى يتزوجا... بالطبع تناثرت بعض التعليقات الشوفينية (التي لا أذكرها الآن) من بعض الرجال والشباب، خاصة كون الليدي سمبسون لم تكن بارعة الجمال. كانت التعليقات في مجملها حميدة تتسم بخفة الظل رغم شوفينيتها، ولكني أذكر تعليقاً قاله بنبرة مستنكرة أديب مصري معروف... قال الرجل مستنكراً موقف الملك إدوارد: "يترك الحكم من أجل بقرة؟؟؟"... شعرت بالدماء تجتاح رأسي بعنف واعتقدت للحظة أنني قد أصبت بالعمى والطرش... الأمر العجيب أن تعليقه المهين ذلك قد مرّ بسلام ولم يعترض عليه أحد... لا الرجال المخضرمين ولا السيدات الفضليات ولا الشباب اليافعين ولا الشابات الجميلات... فكان أن تركت القاعة والفيلم والمكتب كله ورحلت.

هناك عشرات الفتيات التونسيات حوامل من مسلحين سوريين، التونسيات لا يعرفن من هم اباء اولادهن، بعدما مارسوا “جهاد النكاح” مع عشرات المسلحين في سوريا، ويمكن العودة في هذا الاطار الى ما صرح به وزير الداخلية التونسي، والذي هز أركان الدولة التونسية، ووضع يده على مشكلة كبيرة تعاني منها تونس حالياً. من بين تلك الفتيات نورهان (التي ترتدي النقاب). هي تبلغ من العمر 26 سنة وكانت قد مارست جهاد النكاح مع عشرات الرجال الذين تناوبوا عليها، بعد ان اغتصبها ثلاثة منهم لدى وصولها الى سوريا لتذهب ضحية اعمال التكفيريين هناك. تحكي نورهان قصتها لمراسل “الخبر برس” في تونس، وتبدي ندمها الشديد وتبكي مع سرد تفاصيل ما حصل معها، لاسيما انها الان حامل بصبي، لا تعرف من ابوه بعد ان اغتصبها ثلاثة رجال، وعاد ومارس معها حوالي الخمسون مسلحاً “جهاد النكاح” بشكل دوري، بقيت حوالي 7 اشهر في سوريا، ولم يعد بامكانها التحمل فرجعت هرباً الى تونس عبر الاراضي التركية، بمساعدة احد المسلحين بعد أن دفعت له مبلغ 1000 دولار كانت سرقتها من احد مكاتب “جبهة النصرة” لكي تهرب بها.

يربط هذه الحكايات الثلاث التي قد تبدو متناثرة خيط واحد: فقه فاسد انتج فكراً فاسداً بمقتضاه يستطيع أي رجل أن يهين ويحقر ويزدري وحتى يغتصب أي امرأة. قد تبدو مقارنة تعليق الأديب المصري الصعيدي باغتصاب المجاهدين للفتاة التونسية أمراً مجحفاً ولكنها ذات العقلية التي لا تعتبر المرأة كياناً إنسانياً مكتملاً تماماً كالرجل هي الدافع المحرض في الحالتين. إن ميراث المرأة من الإجحاف والإساءة والاستغلال والإهمال ثقيل بدون نصوص دينية، فيكفي متابعة أخبار التحرش والاغتصاب الجماعي الذي تتعرض له الفتيات في الهند مثلاً حتى نقيم الدليل على ذلك، ولكن شرعنة الإساءة وإلباس الاغتصاب عباءة الدين يمنحهما بعداً لا يستطيع الضمير الإنساني قبوله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ست هبة عبوده
عبد الحكيم عثمان ( 2014 / 9 / 28 - 10:07 )
اولا هانك قاعده فقهيه لايمكن لاي مرجع ديني ان يتجاوزها
وهي لاطاعة لمخلوق في معصية الخا لق
مايجب على الزوجة اطاعته من زوجها هي مايتعلق بالعبادات هي السنن او النوافل يعني العمره اما الحج فهي فريضة ولايحق للزوج منع زوجته اذا كانت تملك الاستطاعة بكل اشكالها ولايستطيع الزوج من زوجته من اداء الصلاة المفروضه ولا الصيام المفروض ولا من ايداء ا لزكاة ولامن اداء الحج المفروض مرة واحده ف ي العمر اما اذا كان حجها تطوعا او نافلة او عمرة فمن حق الزوج منعها وعلى الزوجه اطاعته ولا ا عتقد ان هناك زوج يمنع زوجته من تعبدها لله ان كان فرضا ا و تطوعا ولكن ما اورد ه خريج ستيربورن هو من باب التذكير
اما جهاد النكاح فلاصحة له واتحداك ان تقدمي اسم لتونسيه وبالوثائق انها جاهدت في سوريا انها ب رو بكاندا لشيطنة الثوره السوريا قادها وزير الداخليه التونسي وتوضح كذبها بع د ذالك
وهذه الحكايات لايقبله الاالسذج مع احترامي لك ولك التحية


2 - ست هبه عبده2
عبد الحكيم عثمان ( 2014 / 9 / 28 - 10:11 )
طاعة الزوجه لزوجها الغرض منه اداري لادارة شؤون الاسره فمركب بقبطانين لايسير
كما الجندي يطع الضابط اطاعة عمياء وكما الموظف يطيع مديره
فلا تفهمي اطاعة اولياء الامور في الاسلام غير هذا المفهوم
ولايؤخذ الدين من ف يلم سينمائي ولايستطيع اي رجل دين ان يجبر زوج تطليق زوجته ارضاءا ل لعمده
او لملك او لرئيسولك التيحية

اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah