الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل البراغماتية سر القوة الأمريكية ؟

احمد مصارع

2005 / 8 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


البراغماتية مصطلح ملفق غير فلسفي أو علمي بالمرة , يخلط بدقة تامة بين العلم والعمل , وبوضوح بين الفكر والمادة , وصولا لمرحلة المزج بين الخيال العلمي وامكانات الواقع .
لقد جرت العادة وعبر التآريخ المنصرمة بل ومن صدمة القوة , وهو شأن مارق عن المفهوم الفلسفي للعدالة الإنسانية, وعن سر قوة الإمبراطورية الكونية , وحيدة القرن , بل وحيدة القطب , وهذا يتجلى بوضوح بالإمبراطورية الرومانية الزائلة حين أخذت عن الفكر الإغريقي العريق مجرد تكنولوجيات الحرب , وأهملت زعما كل ميثولوجيا أسطورية , بل حولتها نحو التراث الأدبي والفني , بوصفه أمرا رفا هيا , بل استراحة عمل وكذلك فعل عباسيو العصر الوسيط حين غزوا نفس التراث العلمي العالمي وبطريقة مشابهة للأمركة البراغماتية , وعن طريق عزل الوباء الفلسفي , والاكتفاء بأخذ ما نفع من ( العلوم ), بحجة تجنب سموم المعرفة الفلسفية أو العلمية , وانقضت إمبراطوريتهم عبر إنفاقها الرفاهية لملايين الدنانير , وصولا الى إنفاق مليارات الدولارات الأمريكية دعما للإنتاج ( العلمي ) , وما لفرق بينهما شكليا سوى الأمر : أغدقوا عليه بالعطاء .
حجة نفع العلوم كحجة القائل عن سقراط العظيم , لقد أتخم أسرته شهرة , ولكنه لم يشبعها خبزا , وهذا هو بعض من الواقع الأليم عند البعض العاطفي , فهل هو كذلك عند من يتساءل بحق : ما لذي سيبقى مني ومن جيلي بعد مليون سنة ؟!.
ينسب البعض مصدر القوة الأمريكية للعزلة الجغرافية والاقتصادية , بل ولغنى القارة الأمريكية الشمالية , وما البراغماتيزم سوى الظل المرافق للكائن الحي ؟
في كل البيانات الكاذبة أو الصادقة , وهذه الاحتمالية القلقة مصدرها , بيانات الإيديولوجيات ( الشمولية ) فقد ثبت سوء نيتها , وتعمدها المبالغة والكذب .
أمريكا أقوى دولة إنتاج واستهلاك في العالم , بل وأقوى قوة حرب وسلام ؟!.
من الطبيعي إذن أن تنمحي آثار أقوى ( الجوعانين ) في هذا العالم ,ابتدءا من أفلاطون وكانت وهيغل ؟!.
ما قيمة المفاهيم المعمقة ولكن بصفة مطلقة ؟
إذا كان لدينا حجم هائل من الثروة , فكيف سننفقها ؟!.
حتما فالثروة تنتج جنسها , وهذا هو النجاح المبين ؟
لا احد يشك أبدا بضرورة التقدم للأمام , ولكن ليس بدون السؤال كيف ؟
إذا نجح البراغماتيزم , ولولم يكن أمريكيا , في اعتبار الطبيعة بلا روح , بل والحقيقة بلا غاية , فما لذي يمكن استنتاجه من النتيجة اللا براغماتية مطلقا , بصراع العالم بين قوى الخير وقوى الشر ؟ !.
نعم يستحكم الشر بالعالم , وللحظات يسود الخير , ولكن الخير لا يسود أبدا ,ولذلك يسقط بالنهاية كل نفع مادي بقصد خيري , وحتى لوكان افلاطونيا مثاليا , بل وللغاية ؟!.
يبدو البراغماتيزم ساعيا بشكل ساذج , نحو سبر غور الحقيقة , ولكن بواسطة الوسائل العلمية المكلفة للغاية , وبأثمان باهظة , إمبراطورية للغاية , فالدولار والنفع الشخصي , ونية الاكتشاف السريع لجوهر العالم , لو كان ذ1لك ممكن جدا ( أمبريقيا ) وكان المقياس الوحيد لفتح صفحة جديدة , هو مقدار النفع بل والتسويق إعلانيا , وبشكل تجاري للغاية ؟!.
تنامي الإنتاج , والنفع بأي شكل كان , ولمجرد النفع , إشكالية القرن العشرين حتما , بل البناء وفوق البناء , فلا حضارة سابقة تحت الحضارة الحالية , مشكلة فلسفية , ولكنها قطعا ليست براغماتيكية ؟!.
وحتى الوصول لبقية المقال ...
أتساءل بسذاجة تامة : هل يوجد في هذا الكون كوكب رحيم بنا ككوكب الأرض رحما بلا حدود ؟!.
إن الأرض التي نحيا عليها , هي المبتسم الوحيد , في وجه المجتمع المرعب , ويبقى البراغماتيزم الأمريكي مثيرا للجدل , حتى ولوكان خارج الواقع , ووهم التاريخ ...
الجزء الأول من ( حضارة قولية فاشلة , وأخرى عملية ناجحة ) , ويبقى السؤال الى متى ستبقى الأرض هي المبتسم الوحيد في وجوهنا , وفي عالم مليء بالرعب والغموض ؟!...
براغماتيزم أم أمريكانيزم ؟1..
احمد مصارع
الرقه - 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran


.. 72-Ali-Imran




.. 73-Ali-Imran