الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقه فاسد أم فكر شرير (كأنهم لؤلؤ منثور!)

هبة عبده حسن

2014 / 9 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول الباحث الإسلامي المعروف محمد جلال كشك في كتابه “خواطر مسلم في المسألة الجنسية” (الطبعة الثالثة 1992، مكتبة التراث الإسلامي ، القاهرة) نصاً لتفسير الآية 19 في سورة الإنسان: "... ولا أظنّ أن أحدا يستطيع المجادلة في أن”الولدان“هنا هم غلمان وأنّهم يعرضون في مجال النعيم والتلذّذ بجمالهم، كجزاء حسن للمؤمنين، مثلهم مثل الأباريق والخمر والفاكهة والطير وحور العين، كلّها للمتعة بما فيها من حُسْن. وإذا كان الولدان و”حور العين“هما الكائنان العاقلان، وحور العين ثابت في الأثر وبنصّ القرآن أنّهن للاستمتاع الجنسي. كلّ الفَرق في الآية بينهنّ وبين الولدان هو أن حور العين لؤلؤ مكنون والولدان لؤلؤ منثور.

هناك حديث نقله الغزالي عن الإمام علي بن أبي طالب يقول إن في الجنة سوقا ما فيها بيع ولا شراء إلاّ الصُور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها... يعلّق الشيخ كشك في كتابه المذكور سابقاً: "...وهو حديث عجيب معناه أن الرجل أو المرأة كلاهما يستطيع أن يغيّر صورته أو صورتها إلى نفس النوع ولكن أجمل وأبهى، وأيضا أنّ الرجل الذي يشتهي أن يكون امرأة أو يحسّ بأحاسيس المرأة يستطيع إن كان من أهل الجنة تحقيق رغبته بزيارة هذه السوق، والعكس صحيح للمرأة ... فهنيئا للصابرين والصابرات والمتعفّفين في هذه الدنيا والمتعفّفات"...

إذن هناك اعتراف واتفاق من حيث المبدأ (كما يفهم من الشرح السابق ومن شروح كثيرة موثقة ومن رواة ثقاة يمكنكم الرجوع إليها وإليهم على شبكة الإنترنت) في أن البشر كما هم متنوعون في هيئاتهم التي جبلوا عليها هم أيضاً متنوعون في هوياتهم الجنسية، الفارق الجوهري هو أن الدين الإسلامي (على الأقل كما يوحي الشرح السابق) يدعو إلى الصبر عن هذه الرغبات في الدنيا ليتمتع بها المسلم الصابر في الآخرة عند دخوله الجنة. ولكني أجد اختلافاً وعدم اتساق في هذا الشرح، حيث يستطيع الرجل المسلم في دنيانا هذه أن ينكح ما طاب له من النساء اثنتان وثلاث وأربع وما ملكت أيمانهم أيضاً فضلاً عن مشروعية نكاح الصغيرات (على الأقل حسب المرجعية الوهابية التيمية وكما يفتي بذلك شيوخ السلفية)، فكيف يمكننا فهم وتطبيق معيارية الصبر-الثواب في هذه الحالة؟ وهل هؤلاء المتمتعون في الحياة الدنيا بالمتع الحسية سيتساوون مع المتبتلين أو القامعين لشهواتهم؟

"خلف" شاب أربعيني وسيم الخلقة سمح الطلعة طلي الحديث، يبدو خلوقاً متعلماً واثقاً... وهو أيضاً مثلي الجنس. تعرفت على قصة "خلف" منذ أسابيع قلائل في الواقع الافتراضي (الإنترنت) حينما استمعت لشهادته على اليوتيوب في قناة "البط الأسود" وهي قناة أنشأها شاب مصري يدعى اسماعيل محمد لتكون (كما يقترح الاسم) نافذة للمهمشين في المجتمع المصري (ومن ثم امتدت لتشمل المهمشين من المتحثين بالعربية من دول أخرى كتونس والعراق والأردن) يشاركون من خلال هذه القناة تجاربهم (المؤلمة عادة) في قضايا الدين والهوية الجنسية وحرية التعبير والرأي وغيرها من الموضوعات المحرّمات المجرّمات حسب "عاداتنا وتقاليدنا"... وفي أقل من ساعة واحدة استطاع "خلف" أن يرسم صورة موجعة تقطع نياط القلب لطفل مضطرب الهوية الجنسية في مجتمع زراعي-بدوي، وأن يعرض رحلته الشخصية التي كان خلالها يتبع المنهج الوهابي السلفي في الإسلام، رحلته هذه شهدت قسوة مارسها هو على نفسه حيث كان يؤدب نفسه خلالها ضرباً بالسياط لكي يقمع أحاسيسه تماهياً مع قهر الدين والأسرة والمجتمع لطبيعته التي خلق عليها ولم يخترها.

وفي ذات السياق، وفقط لأن الذكرى تنفع المتفكرين، هل نتذكر ذلك الخطاب الشهير للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد في الأمم المتحدة حين قال بصلف: لا يوجد في إيران مثليي الجنس؟

ودون تبسيط مخلّ، أخلص في هذا العرض السريع المتباين لقضية الهوية الجنسية لنتيجة بسيطة تلخص حال قرابة المليار ونصف مليار شخص يعيشون على وجه الأرض ويدعون بالمسلمين: "ان تعرف لا يعني أن تعترف"... نتيجة قاهرة موجعة تجعل حياة بشر لهم آمال وأحلام ورغبات بسيطة للجحيم أقرب... ولدي سؤال أطرحه وأنا أعرف إجابته مسبقاً: ما هو ثمن الاختيار؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كشك والحقيقه
على سالم ( 2014 / 9 / 27 - 21:24 )
فى الواقع انا اقول ان الشيخ كشك غير منافق وعلامه فى تفسير الاسلام والسنه ويسلط الضوء على موضوع ملغم وشائك ومحرج الا وهو ممارسه اللواط فى جنه الاسلام ,الرجل قال الحقيقه والتى لايجرؤ شيوخ الاسلام على النطق بها ,انه شجاع ويفسر رأى الاسلام بصراحه وبدون مواربه بعكس شيوخ الازهر المنافقين الكذبه والمنحرفين جنسيا واللوطيين كما وضح الدكتور احمد صبحى منصور فى احد مقالاته ,اذن لماذ اللف والدوران والكذب من طرف هؤلاء الشيوخ وهم يعلموا ان الله قال فى القرأن ان اللواط حلال حلال ,الاشكاليه ان اللواط مسموح به فى الاسلام ولكن كهنه الاسلام ينكروه لما يسبب حرج كبير لهم ويضع القرأن فى معضله كبيره ,اهم شئ ان القرأن ينفضح كل يوم وتظهر عوراته وكوارثه الى ان يتجرد تماما من ورقه التوت


2 - !!!!!!!!
حسنين قيراط ( 2014 / 9 / 28 - 10:04 )
سلاما


3 - إنه الفقه الفاسد
كامل النجار ( 2014 / 9 / 28 - 11:26 )
حدثناأبو بكر المروذي،قال: سمعت الأعين،يقول:قدم عليناإنسان من أصحابنا من خُرسان، ومعه غلام ابن أخت له وضيء-أوقال:جميل-،فمضينا إلى أبي عبدالله، فسلّم عليه وحدّثه،فلماقام خلابالرجل،فقال له:من هذاالغلام؟ قال:ابن أختي،قال:أحبُّ إذاجئتني لايكون معك ، والذي أرى لك أن لايمشي معك في الطريق (كتب أحكام النساء للإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل). الإمام ابن حنبل يمنع الزائر من اصطحاب ابن اخته الجميل معه عندما يزور الشيخ حتى لا يطمع الشيخ فيه. أغلبهم يحب الغلمان الذين أباحهم لهم ربهم في الجنة حتى إذا شبع المؤمن من الحور العين يضاجع الغلمان
جنة الإسلام عبارة عن ماخور كبير