الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جوزيف سايفرت ومنهاجية الحوار الديني في الفينومينولوجيا الواقعية

رواء محمود حسين

2014 / 9 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




يكتسب كتاب الفيلسوف الليكتنشطايني جوزيف سايفرت الموسوم: " الله كبرهان على وجود الله: إعادة تأسيس فينوميولوجي للبرهان الأنطولوجي"( ترجمة وتقديم د. حميد لشهب، أفريقيا الشرق، المغرب، لبنان، 2001 م) مكانة متميزة في الفلسفة المعاصرة لأنه إعادة تأسيس فلسفي مفهومي لواحد من أهم البراهين العقلانية على وجود الله وهو البرهان الأنطولوجي، فضلاً عن أطروحاته الفلسفية للتقارب الحواري مع الفلسفة الإسلامية. ومن أجل استكشاف فلسفة سايفرت بشكل موجز نقدم في هذه المقالة مقاربة موجزة لبعض الأفكار التي اشتملها الكتاب.
في مقدمة الكتاب التي كتبها سايفرت للقراء العرب أشار إشارة مهمة إلى أن الإتجاه الفلسفي الذي يتبناه هو (الفينومينولوجيا الواقعية) وقد خصص لها كل أعماله، وبذل لها جهده في المعهد العالي للفلسفة في إمارة الليكتنشطاين. هذه الفينومينولوجيا الواقعية فلسفة محضة، تحاول تأسيس الحقيقة بمساعدة العقل، ومن شأنها أن توفر الظروف الملائمة للحوار بين أناس مختلفين دينياً وثقافياً. هذه الفلسفة الواقعية التى ترجع للمعطى ذاته، الموجود فوق الوقائع الفعلية التجريبية، يشكل تجربة وجودية كونية تربط بين كل الناس، ويتم تأسيسها على وجود الشيء. ويعتقد سايفرت عن أن الفينومينولوجيا الواقعية هي الفلسفة الغربية الوحيدة للقرن العشرين التي بإمكانها أن تجد نقط الإلتقاء بين التراث الإسلامي – المسيحي، ليس فقط لأنه بإمكانها أن تجد الطريق الذي يمكن من تأسيس قيم أخلاقية موضوعية، ومعرفة الجوهر العقلي للروح الإنسانية، والقوانين الموضوعية للمنطق، لكونها من التخصصات القليلة التي بإمكانها الرجوع إلى الفلسفة الكلاسيكية للمساهمة في بناء ميتافيزيقا ومعرفة إلهية. ويضرب سايفرت مثالاً عن هذا التلاقي بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الغربية من خلال التقابل بين موضوعية نظرية المعرفة عند ابن سينا والغزالي وبين الذاتية الموجودة في فلسفة كانط وهوسرل، وهذه الذاتية الموجودة في فلسفة ابن رشد أيضاً (جوزيف سايفرت: " الله كبرهان على وجود الله: إعادة تأسيس فينوميولوجي للبرهان الأنطولوجي"، ص 17 – 20).
ويعتقد سايفرت أن الفينومينولوجيا الواقعية كفلسفة وسيلة للحوار بين الفلاسفة المسلمين والمسيحيين على أساس أن اهتمام المفكر العربي والمسلم ب(الفينومينولوجيا الواقعية)، هذا بالرغم من أن المسلمين، كما يرى سايفرت، لم يجدوا ضالتهم في الفلسفة الغربية، لأن الأسس التي تنبني عليها هذه الفلسفة مختلفة عن الأسس الأخلاقية والروحية التي ينبني عليها الإسلام، وهنا يأتي دور الفلسفة الفينومينولوجية الواقعية، وعن طريق أبعاد رئيسية فيها، مثل: الحب، الصحة، الموت، المرض، العدالة، الشكر، الصفح، الكائن، والقوانين المنطقية، مما يجعلها وسيلة حوار حقيقية مع الفلسفة الإسلامية. لأنه إذا كانت كل شعوب الأرض قد وجدت حقائق معينة كأساس للحياة الإنسانية، فإن هذه الأسس ستكون صالحة بالنسبة للمسيحيين والمسلمين أيضاً. كما أن الحوار المؤسس على تجربة الأشياء ذاتها وعلى الحقيقة، والذي ينادي إلى وحدة الحياة الإنسانية، له في أوربا المعاصرة أهمية دينية وسياسية كبيرة. إنه وسيلة للتحوار بين كل البشر في أوربا، وبين المفكرين المسلمين والمسيحيين لأنه حوار لا يتأسس على أساس الاختلافات الدينية بل على أساس الحقائق والقيم والأشياء في ذاتها المعترف بها من قبل المفكرين المسلمين والمسيحيين على السواء (سايفرت: نفسه، 23 – 24).
ويشدد سايفرت أن الفلسفة مطالبة بعلب الدور المهم من أجل تعزيز وتعميق الحوار بين المنتمين إلى ديانات مختلفة، وذلك لأن الفلسفة تتأسس على العقل وعلى المسائل العقلية كما هي معطاة للناس على اختلاف أديانهم. إذن يتعين على الفلسفة بشكل عام، وعلى الفينومينولوجيا خصوصاً أن تقوم بنقل الأساس الديني المشترك من أجل حوار أكثر توازناً وأفادة إلى مستوى الوعي. ولعل من هذه الأسس المشتركة: مبادئ حقوق الإنسان، والإحترام المتبادل لمعتقدات الطرف الآخر، ومحاولة بناء ثقافة متعددة (سايفرت: نفسه، ص 24 – 25).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما شكل المقاربة الأمريكية للدفع باتفاق سياسي لإنهاء الحرب في


.. خلافات معلنة بين بايدن ونتنياهو.. ما تأثيرها على الانتخابات




.. واحات جنوب المغرب -الساحرة- مهددة بالزوال!! • فرانس 24 / FRA


.. السفينة الأميركية -ساغامور- تحمل أولى شحنات المساعدات من قبر




.. #متداول.. مستوطنون يقطعون الطريق بالحجارة أمام شاحنات المساع