الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غباء الاله

احمد داؤود

2014 / 9 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ماهو الاله ـ بالطبع ليس ما اعنيه هنا ـ ماهيته او شكله. فلكل انسان او شعب تصوراً بعينه . حتي لوقت ليس ببعيد كان الاله ليس سوي قوي مادية مشخصة . بعض الشعوب عبدت الحيونات ،اهالي الحضارات القديمة نموذجاً . البعض الاخر امن بالاسلاف والاراح كالقبائل الافريقية .في الوقت الراهن هنالك اله واحد ؛اله مقتدر وعارف حسبما يقال .وهو من يؤمن به معتنقو الاديان السماوية الثلاثة ؛ المحمديون : نسبة للنبي محمد ،اليسوعيين :نسبة لابن الانسان ،وابناء يهوة . بالطبع هنالك اختلاف طفيف بين اله الجماعات التي سبق وان ذكرتها آنفا ولكن هذا لاينفي فكرة الاتحاد .

هذا الاله هو من اعنيه هنا .. اي بتعبير اخر: تلك القوي التي انجبت او جاءت بالكتب او الاديان الثلاثة .ولكن لماذا هو بالتحديد : لانه قمة ما انجبه الفكر الديني . قد يكون الاله هنا شخصا او حتي قوة غفلة حسب تعبير المؤمنيين المعتدليين .

فكرة ان يكون مؤسس الاديان شخصا ليست من بنات افكاري .فقد سبق وتبناها الدكتور سامي الذيب حتي انه اعلن بسخرية بان مؤلف القران ليس سوي "يهودي مسطول" حسب تعبيره.

لماذا وصفت هذا الاله بالغباء :من اول وهلة يتبادر الي ذهن المتدين الساذج ان للكراهية والعصبية المذهبية دورا في ذلك . ولكن بالعكس .فانا من المعجبين به .والسبب انه ساعدني في تطوير ميولي الانتقادية و التساؤلية . لقد غرس فيني بذورالشك والرفض. وصفته بالغباء لسبب بسيط ؛ لانه تجاهل فكرة التطور البشري ،او مقدرة الانسان علي الارتقاء .الارتقاء الذي اعنيه بالطبع هو الارتقاء العقلي ؛ الارتقاء الذي يساعد الانسان في طرح التساؤلات ،فعقل القرون الوسطي ليس هو عقل القرن العشرين الذي قد يختلف هو الاخر عن عقل ما بعد القرن العشرين .

لقد كان الله يعتقد ان تطور العقل الانساني توقف عند عقل البدوي الساكن في صحراء يثرب او حتي فلسطين القديمة .وبهذا الاساس فقد قُصِر الخطاب عليه . لم يشمل الخطاب بالتأكيد عقل مابعد الحداثة علي سبيل المثال . ان افدح خطأ ارتكبه الله هو اكتفائه باشباع الاحتياجات العقلية لبدو يثرب ومكة مع تجاهله التام للاحتياجات العقلية لانسان القرن الراهن.

ان احتواء الكتب المقدسة لافكار قل ما توصف بالاسطورية والخرافية هو ما يعضد فرضيتي او حتي ما اذهب اليه .قراءة موضوعية وعقلية لتك الكتب تكشف كمية الاخطاء الموجودة بداخلها .هنالك اخطاء لغوية واخري فكرية . هنالك ايضا جوانب اسطورية وخيالية ،اموات يبعثون ،واحياء يموتوت في لمح البصر وكأننا نشاهد فيليما خياليا من انتاج هلييود .

الانسان خلق من طين والنبي عرج الي السماء السابعة _هذا ان كان هنالك سماء سابعة _ دون مركبة فضائية .هذه الافكار بالتاكيد تعد نوعا من الهرطقة وليست حقائق صادرة من اله عارف ومقتدر . كما انها تخاطب فقط عقل الانسان القديم ،انسان ما قبل الحضارة والتطورالذي يقبل التسليم بكلما هو اسطوري وخرافي . هذا الامر بالتأكيد لا ينطبق علي انسان هذا العصر الذي يرفض قبول اي تصورات وافكار لم تطرح علي طاولة التساؤل والشك . ليس كلما سلم بصحته معاصرو محمد يسلم بصحته معاصرو دوكنز وهوكنز هذا ما غاب عن وعي الله .

عندما جاء الله علي سبيل المثال بفكرة وجود سبعة سماوات وارض كان بالطبع يجهل قدرة الانسان في دحضها .لقد تبني الراي القائل : ان الانسان مهما فعل سيظل مكبلا وجامدا ؛الجمود الذي يمنعه من طرح السؤال: هل صحيح هنالك سبعة سماوات ومن الارض مثلهن .

النتيجة الحتمية لهذا الغباء بالتاكيد هي الاتيان بفاحش القول والفكر .الاتيان بافكار خاطئة كليا .لقد افترض الاله الغباء في الانسان حينما اعتقد عدم قدرته في كشف صحة افكاره ومسلماته الخاطئة .ولكنه دون وعي اثبت مدي غبائه هو .الذي يمسك بالقلم لايكتب نفسه شقيا ولكن هنا حدث العكس.فمع ان الله ممسك بالقلم ولكنه مع ذلك اثبت دون شك مدي الغباء الذي وصل اليه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما رأيك بهذا الامر
ايدن حسين ( 2014 / 9 / 28 - 19:28 )
كلمة الحديد المذكورة في القران
السورة السابعة والخمسون .. والاية السادسة والعشرون
عندما نزل القران لم يكن احد يعرف شيئا عن الحديد .. اقصد المعلومات الكيميائية
رقم السورة سبعة و خمسون .. تمثل الوزن الذري للحديد
رقم الاية ستة و عشرون .. تمثل العدد الذري للحديد
يا زول .. كيف استطاع انسان (في الفترة التي لم يكن الانسان يعرف شيئا عن الكيمياء) الاتيان بهذه المعلومات الدقيقة عن الحديد
هذا مجرد واحدة من الاعجازات الموجودة في القران
وهناك اية (وانا لموسعون ) حيث يشير الى توسع الكون .. وهو ما لم يتكشف الا في هذا القرن
يا زول .. فكر قبل ان تكتب .. و بعد ان تكتب .. وكذلك خلال الكتابة


2 - غباء
جابر بن حيان ( 2014 / 9 / 28 - 23:18 )
والاكثر غباء من هذا الله هم الذين لا زالوا في القرن الواحد والعشرون يبحثون عن وساءل واهية لتبرير غبائه


3 - أوجزت وأحسنت
كامل النجار ( 2014 / 9 / 29 - 09:04 )
مقال مختصر ومفيد يثبت أن الإله ومن خلقه ومن أتى برسالته كلهم كانوا ضعيفي الخيال والمعرفة. مؤلفو القرآن والتوراة والإناجيل عاشوا في عصر الجهل العلمي، عصر الخرافة، ولذلك أتت كتبهم بأعلى أمثلة الخرافة
شكراً لك

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال