الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتبغي أمريكا فعلا محاربة داعش ام .....؟!

فارس محمود

2014 / 9 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أي درجة من التقيح بلغ هذا العالم الرأسمالي. للأسف، من الواضح ان ليس لتقيحه حدود، وليس لمآسيه حدود، وليس لاستهتار الطغم السياسية البرجوازية الحاكمة بحياة الأبرياء والعزل من حدود. لا يستحق هذا العالم الرأسمالي فعلاً سوى الدفن، بكل أولوياته واجندته ورؤيته للمجتمع المنشود.
رنّ هذا في بالي وانا أرى تصريح المسؤولين الأمريكيين الذين يسعون لإقامة تحالف دولي لمحاربة داعش، وحديثهم تحديدا عن ان "جهد انهاء داعش وخطرها سيستغرق سنوات!!". نعم، سنوات!! أي بكلمة أخرى، سنوات اخرى من الحروب والقتل، سنوات من التشرد والتهجير، سنوات من الحاق الدمار بمجتمعات المنطقة، سنوات من فرض التراجع المادي والمعنوي، وسنوات من سيادة التيه والياس والعجز وانعدام الإرادة والمصير على المجتمع، سنوات من إراقة دماء الأطفال والابرياء، ومن شيوع الرجعية الفكرية والاجتماعية والتفسخ الاجتماعي.
انهم، ولسفالتهم وانعدام أي حس انساني لهم وبغياب تام لأي إحساس بالمسؤولية الانسانية، يتحدثون وكأنه امر عادي وبسيط ولا شيء غريب فيه حين يتقيؤون بان "ذلك الامر سيستغرق سنوات"!!! كما لو ان المجتمع حقل تجارب، امر زائد، شيء يمكن القيام باي شيء تجاهه دون ان يوجعهم قلبهم!!
بيد ان "محاربة داعش" لا يتعدى كذبة. كذبة من الأكاذيب التي اعتدنا سماعها. وبالأخص ستعرف كم هي تافهة هذه الكذبة حين ترى ان أطراف هذا التحالف المعادي لداعش هم تركيا، قطر، السعودية و..... !!! أي خزي هذا؟! انهم عاجزين حتى عن القيام بكذبة معقولة يمكن امرارها على الناس.
لقد قيل لنا ان الرفاه والأمان والسعادة والحرية ستحل بزوال "الشمولية" و"الديكتاتوريات" و"انتهاء الحرب الباردة" التي بانتهائها سيعم الصفو والأمان والحرية وغيرها، وتبين كم ان هذا الادعاء فارغ. وبعدها رُهِنَ هذا، بعد 11 سبتمبر قبل ما يقارب 13 عام، بالخلاص من القاعدة، وبعدها تم "مطّه" للخلاص من صدام، وها هم اليوم، وبعد ما يقارب العقد والنصف من الزعيق بان حرية البشرية متوقفة على "إزاحة صدام"، يأتون للحديث لا عن "مكاسب ما بعد صدام" ولا عن "حريات ما بعد صدام"، ولا "ازدهار ما بعد صدام"، بل عن ماذا يعملون بمليشيا إسلامية متوحشة ودموية أتت (وفي الحقيقة أتوا هم بها) من الجحور المظلمة للتاريخ اسمها داعش!! على من تكذبون؟! واي أحمق يصدقكم؟! علما انه يعرف كل من أنفق عشرة دقائق على معرفة السياسة وفهمها ان الحرب على العراق ستدفع بالمجتمع نحو مصير مجهول وسيتحول الى مرتع خصب للحركات الرجعية المتشددة والمتطرفة من إسلامية وطائفية وغيرها تحيل المجتمع الى جحيم ما بعده جحيم. (هذا قول قديم لنا وفي الحقيقة تحذير قديم لنا قمنا به قبل شن الحرب على العراق). وشنوا حربهم من اجل أهدافهم. من اجل الهيمنة على العالم وتقوية قبضة أمريكا وسلطتها المتداعية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا على العالم.
ليس هدف أمريكا من هذا التحالف ومحاربة داعش سوى امر واحد. أمريكا، وبعد ان ربحت إيران الحرب على العراق، وتقلص نفوذها في العراق، وبكلمة واحدة خسرت الحرب على العراق (وبعدها في سوريا) لصالح خصومها إيران ومن خلفها روسيا والصين، رات في داعش فرصة جديدة للتدخل وقلب الطاولة مرة أخرى على خصومها وإن تعيد مسالة مسك زمام الأمور بأيديها مرة أخرى. رات في داعش فرصة لفرض التراجع على خصومها واستعادة مكانتها في منطقة مهمة واستراتيجية مثل هذه.
المسالة لا تتعلق بداعش ولا خلاص مجتمعات المنطقة من داعش. ان من اتى بداعش هم الحلفاء الاقحاح في المنطقة، هم تركيا بتسليحها وتدريبها لقوى داعش وتجهيزها بالأسلحة والمعدات والخطط وغيرها، هم قطر والسعودية بأموالهما ودعمهما السياسي الصريح والمبطن. كما ان ليست بقليلة هي التقارير التي تتحدث عن دور أمريكا في إقامة داعش. ليس هذا بغريب. الم يكن لأمريكا دورا اساسياً ومحوريا بتشكيل القاعدة قبلها، وهذا ما يتحدث به صراحة من أمثال هيلاري كلينتون.
ان كانت أمريكا تتعقب الخلاص فعلاً من داعش، لماذا لم تدعم سكان مدينة كوباني في كردستان سوريا المحاصرة من قبل مجرمي داعش، أناس نظموا مقاومة جماهيرية بوجه داعش، لماذا لم تدعمهم بواحد من مليون من الدعم المالي والتسليحي الذي قامت به تجاه القاعدة وامثال القاعدة؟! اثمة مقاومة بوجه داعش أكثر من مقاومة أهالي مدينة كوباني بوجه داعش؟ لماذا؟ السبب بسيط ومعروف. لان أهالي مدينة كوباني رفضوا ان يكونوا جزء من المخطط الأمريكي الغربي الناتوي، رفضوا ان يكونوا طرف في عرقنة (من كلمة عراق) وافغنة سوريا ورمي المجتمع الى سيناريو مظلم رات بشاعته وويلاته ومصائبه جماهير العراق بأم عينها ودفعت أبهظ الاثمان جراءه. لم تقبل جماهير كوباني ان تكون طرفاً في السيناريو المظلم الذي خلقته أمريكا والغرب و"العالم الحر" واذيالهم من أمثال قطر والسعودية وتركيا. لان جماهير كوباني تنشد عالم أكثر مدنية وإنسانية، وهو الامر الذي لا تقبل به قوى الاجرام هذه. لان جماهير كوباني لا تتعقب مصالح سوى مصالحها في حياة امنه ومدنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لآ ...لا ...لا
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 9 / 29 - 10:22 )
رفيقنا العزيز
امس قال اوباما او المخابرات المركزية اخطأت في تقدير قوة داعش
انه يضحك على اتباعه و الميتين فيه و في امريكا حباً و هوى
بعد أن فشلوا فيما كانوا يريدون وهو تمركزهم القوي في العراق يريدون العودة بهذه الطريقة و الدليل هو الهبة الاطلسية التي لا تحتاجها لأنها لا تحتاج قوة اخرى
انهم يريدون التحكم بالخط الصاعد للغاز و النفط المار بالعراق الى اوربا لمنافسة الغاز الروسي و الخط النازل للماء الذي يجب ان يصل الى اسرائيل
و ذلك بعد تعذر سيطرتهم على طريق سوريا
الطرف الاخر متحسب لذلك و سيعمل هذه المرة بقسوة ضد ذلك ليجعل امريكا و اتباعها بالتوسل من جديد بحثاً للحل كما حصل في فيتنام و افغانستان و الصومال و العراق
اكرر التحية


2 - جميع المتحالفين ضد حلم الكورد
HAMID SAYADI/Kirkuky ( 2014 / 9 / 29 - 10:39 )
الجميع لهم فكرة واحدة من أسد و أوردوغان وإيران والسعود إسكان الكورد في المخيمات لتذليلهم كما الحال للفلسطينين! وإخلاء الحدود التركية/السورية من الكورد لأنهم مشكلة المشاكل وأكراد العراق إستسلموا لأمر الواقع ( دبىّ كوردي) وشيخ حاكم مسلم مسالم حاكم أفضل من الجبال وأكل (البرغل) لأنهم تعودوا أكل الرز آلأمريكي و بناءالمولات والقصور بدلا من سكة حديدية تربط مدنهم الزاخرة والفارهة و زيارة حج العمرة كل سنة التي إستحمق وسلب إرادة الجماهيرالكوردية وتبديلها بفكر عربي إسلامي سخيف كسخافة اللذين يستثمرونها! ويطبلون لها في وزارة الأوقاف الكوردية الطفيلية المخزية, لا لفوتوكابي دبّي ! أرض كوردستان أغلى من ذلك وأقدس من مشيخات الخليج الفارسي. هذا وشكرا


3 - المضحك المبكى
حسن نظام ( 2014 / 9 / 29 - 12:16 )
المضحك المبكي أن الديكتاتور المريض والمغرور -إردوغان- تصدر للسيطرة الكاملة كرئيس للجمهورية بفروق اصوات الأكراد ، خاصة جماعة الكي كي بي !.. لا أدري بماذا وعدهم، وهم يدركون تعطشه للهيمنة ودوره الشخصي لتأهيل وتدريب - داعش: وأخواتها ؟!؟
المطلوب يا أخوة يا كرام؛ تحليل هذه المعلومة وتفتيت ألغازه


4 - تحالف الحلفاء
john habil ( 2014 / 9 / 29 - 19:56 )
أجاد الآستاذ فارس محمود وبوعي منفرد ، كشف أهداف الأمبريالية الأمريكية والغرب الإستعماري والناتو من مفهوم الحلف العالمي لضرب داعش ( واستمرار هجماته لوقت طويل ليعيد المنطقة الى وضع السيطرة والمخطاطات الجديدة بعد أن تعسرت خطة ( اخضاع سوريا عسكرياً أخوانجياً متطرفا وإرهابياً)لتكون محطة ترانزيت للغاز والبترول الأرضي والبري الى بلاد الناتو والعالم
وقد دعمت هذا الرأي رئيسة الارجنين في الأمم المتحدة حيث قالت
اجتمعنا منذ عام وكنتم تعتبرون نظام الرئيس الاسد إرهابي، وكنتم تدعمون المعارضة الذين كنا نعتبرهم -ثوار-، و اليوم نجتمع للجم -الثوار- الذين تبين فيما بعد إنهم إرهابيين ،واليوم نجتمع هنا لإصدار قرار دولي حول تجريم تنظيم -داعش- ومحاربتها، وداعش مدعومة من قبل دول معروفة انتم تعرفونها أكثر من غيركم وهي حليفة لدول كبرى أعضاء في مجلس الأمن
يبقى السؤال الأخير
الغارات الجوية في سوريا على داعش دمرت 22حقلاً للنفط
فلماذا قُصفت مصافي البترول ودُمرت ؟
اليس هذا يعني القضاء على البنى التحتية الإقتصادية؟
إذا كانت المنطقة تهمكم، لماذا سمحتم لكل دواعش العالم أن تدحل سوريا عبر حدود أصدقائكم ولمدة 4 سنوات؟


5 - عجيب امور غريب قضية
صباح ابراهيم ( 2014 / 9 / 30 - 14:40 )
الغريب ان امريكا هزمت الجيش العراقي العرمرم ودمرته واحتل العراق وقلبت نظامه السياسي خلال شهر ونصف فقط ، فكيف لا تستطيع هزيمة عصابات داعش وشراذم البغدادي وهم ليسوا بدولة نظامية وتتكلم عن حرب تدوم سنوات ؟
اليس هذا يثير الاستغراب ووراءه اسرار لانعرفها اليوم ؟

اخر الافلام

.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran


.. 72-Ali-Imran




.. 73-Ali-Imran